أهم الأخبار
أوكرانيا

هل محمد دحلان فلسطيني ؟

نائل ابو مروان/ في هذا المنعطف التاريخي الصعب من مسيرة شعبنا الفلسطيني وأمام ما تتعرض فيه فلسطين ومقدساتنا للعديد من الأخطار وأمام الكوارث والتحديات التي يواجهها شعبنا في غزه، كـان لزاماً ، مراجعة نقدية للكثير %d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%84من الامور والتصورات وإعادة النظر بالأولويات بهدف الارتقاء بمجتمعنا الفلسطيني كنظم وتنظيمات.· نحـن كفلسطينيين ندعوا للأخـذ بمبـدأ التسامـح ونبذ التعصب وطي الماضي تحت مبدأ الجميع إجتهد فأخطأ .نعم حماس عندما شاركت في المجلس التشريعي كان عليها أن تعرف أنها تحمل لواء اوسلو .فتح والسلطه وقتها كان رأس الحربه لها دحلان ضد حماس والكل يعرف هذا رغم إجتهاده في الاعتقاد أنه قادر على إلغاء حماس أخطأ.. لكن لم يخطيء عندما قال عندما تدخلوا المجلس التشريعي وتكونوا به وتشكلوا الحكومه سوف تأكلوا ؟؟ كان محق . هذه الحكومه من المجلس التشريعي هي الابن الشرعي لأتفاق اوسلو .حماس أخطأت كذلك في الدخول في شرعنة اوسلو الذي كان من نتائجه المجلس التشريعي الذي يعطي الشرعيه لاتفاق اوسلو ومنه تشكل الحكومه.أجزم أن فتح اليوم هي ليست فتح الامس . وحماس اليوم ليست حماس الامس اليوم حماس تحت مسؤليتها شعب كامل في غزه . لكن الايام مدرسه ومن لم تعلمه النكبات والشدائد واستمر على فكره .لا أعتقد أنه يستحق أن يكون حتى مسئول عن أربع رجال. .الاختلاف والتنوع الفكري سنة كونية وحقيقة تاريخية، لذا لا يمكن إلغاء أحد وتجاوزه.شعور الإنسان بانتمائه إلى وطنه شيء طبيعي لأنه كل شيء و الشعور بالانتماء لا يأتي إلا بالشعور بالمكانة المهمة بين الشعب . بذلك تحدد انتمائك للوطن .عندما نتحدث عن التقارب بين أطياف الشعب الفلسطيني. نحن لا نتحدث عن التقارب بين أطياف معاديه . لهذا تجد البعض .لا يريد الخروج من فكر ما تم ترسيخه في فكره وما شاهده من صور لبعض القيادات الفلسطينيه وهي تتصافح مع قاده اسرائيليين.علينا أن نفهم أن هذا الوضع طبيعي في ظل اتفاق اوسلو وما نتج عنه في التعامل اليومي .بين الاسرائيليين والفلسطينيين.وعلينا أن نعرف أن هذا الامر سيتكرر مع أي مسؤول فلسطيني .لكن ما يجب علينا أن نعرفه أن التقارب بين الفلسطينيين يجب أن تحكمه الخدمه العامه للشعب الفلسطيني .وعدم المساس في الثوابت . في عالم السياسة لا تدرك كيف تتشابك المصالح وتتداخل، وبحكم تحقيق هذا الهدف تجرى التحالفات إذن فان كل الاطراف تحاول توظيف السياسة لمصالحها وهكذا فالسياسة هي طريق الى المصالح لهذا في عالم السياسه كل شيء ممكن بما يخدم المصالح.كل عاقل يعرف أن الاختلاف الفلسطيني قد تأثر بعوامل كثيره منها اسرائيل وأمريكا على اعتبار حماس حركه إرهابيه .هذا الامر لا يعنينا ولا يهم أصغر طفل فلسطيني .ما يهمنا الان الوطن العربي وخاصه الاوضاع في مصر كانت لها الاثر الاكبر من نجاح الاخوان ثم صعود السيسي وما إستخدمه ضد الاخوان .إعتقاده المطلق أن حماس جزء لا يتجزء من حربه على الاخوان.وهنا كانت النقطه الفاصله .لأن حماس شعرت أن السيسي يعمل ضد وجودها من إغلاق الانفاق وتسكير معبر رفح .عملت حماس على إلغاء دور مصر السياسي عن طريق ألغاء أي دور لها في التفاهم بين حماس واسرائيل .خاصه اذا عرفنا أن أهمية مصر الخارجيه تكمن في القضيه الفلسطينيه وخاصه غزه وحماس .واستثنائها سيجعل الاهتمام بها كدوله محوريه سيزول خاصه اذا عرفنا أن هناك دوله علاقتها مع السيسي سيئه لكن علاقتها مع حماس واسرائيل ممتازه .واذا عرفنا أن السيسي يصنفها انها دوله من ضمن اعدائه وهي تركيا المرشحه لاخذ دور مصر .في ظل هذه الظروف المعقده كانت هناك السلطه الفلسطينيه التي تنظر الى حماس أنها منقلبه على الشرعيه وأنها أخذت غزه تحت حكمها .ومحاولاتها الضغط على حماس .في ظل تلك الاوضاع الغير طبيعيه على حماس والجميع وفي ظل جميع المحاولات لفك الازمه بين السلطه التي تتزعمها فتح وبين حماس وتأزمها .ظهر رجل يراقب الجميع وطامح إختلفت معه أم لم تختلف .علاقته مع المعظم الفلسطيني من الرئيس الى حماس سيئه .لكن بيده الكثير من الامور والكثير من الحلفاء الاقليميين وعلى رأسها مصر وصديقه السيسي .انه محمد دحلان ذلك الشاب الفلسطيني الطموح المغامر الذكي .رجل يعرف كيف يسبح في غمار بحار السياسه وإستغلال الرياح لصالحه رجل قال عنه منتقديه أنه رأس الحربه ضد الربيع العربي.رجل كلما إعتقدت أنه إنتهى يطل عليك بأشياء غريبه يتحير بها القريب والبعيد ومن أغرب الامور التقارب مع حماس . الامر ربما يكون للبعض الاغرب قبول حماس بهذا. العدويين اللدوديين .. رغم عدم التصريح بهذا لاسباب كثيره أقلها عدم التأثير على عناصرهما..لكن ظهوره سيكون له أهداف منها : تقريب وجهات النظر بين حماس ومصر وكذلك أن تسمح حماس لمؤيديه في الحريه في التحرك . والسماح للاكاديميين والمثقفين واكثرهم من مؤيدي دحلان الخروج الى ما اطلق عليه المؤتمر العلمي في البحر الاحمر في مصر .والسماح لزوجته في دخول غزه .هناك شيء مهم أن محمد دحلان هو ابن غزه ومخيمها وشعوره مع أهله في غزه مما يعانوه ليس له أي تفسير سياسي ولا يتبع أجندات ومصالح بل هو شعور طبيعي اتجاه المكان الذي تربى به والأناس الذي عاش معهم في السراء والضراء وهذا شعور طبيعي لأي انسان . لذا هو لا يدخر مجهود بما يقدر عليه في المساعده رغم صعوبة ما يقوم به في ظل أطراف كثيره معاديه لبعض . حماس وجدت في الامر بارقه من النور خاصه في فك جزء من الحصار عن غزه وعنها ونظرت حماس أن السياسه مصالح ولا يوجد فيها صديق أو عدو . تم السماح للوفد للخروج الى المؤتمر والسماح لزوجة دحلان في ممارسة عملها في غزه .في ظل تلك الاوضاع كانت السلطه ورئيسها محمود عباس ينظروا الى هذا الامر ببالغ الخطوره .خاصه التقارب بين محمد دحلان مع حماس .هذا التحالف الاخطر من نوعه .لهذا تم التحرك من قبل الرئيس لكي يمنع هذا التقارب .وأسهل الطرق التوجه مباشره الى حماس وخالد مشعل لكي يتم وضع النقاط على الحروف ويكون هناك تفاهم حقيقي مع حماس .لكن هل حماس ستقتنع أم تنظر بكثير من الشك أن حماس ليست صندوق بريد لتوجيه رسائل .يبقى كل شيء مبهم وأظن أن المصالح والمصلحه وما سيكون عليه المستقبل لكل طرف سيحدد الكثير من الامور وفي النهايه يبقى محمد دحلان فلسطيني موجود ولا يقدر أحد في العالم الغاء وجود أي فلسطيني..اختلفنا معه أم لم نختلف .السؤال المهم هل محمد دحلان فلسطيني ؟ نعم فلسطيني يحق له ما يحق لأي فلسطيني… 

شاهد أيضاً

أوكرانيا

أوكرانيا : فرص السلام والحرب

كتب محمد العروقي ، رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم” / تسارعت في الأونة الأخيرة الأحاديث …

اترك تعليقاً