أهم الأخبار
أوكرانيا

نظرية الفوضى الخلاقه في السياسه العباسيه

بقلم فارس مصبح./ يعتقد الكثيرون ان مصطلح الفوضى الخلاقه مصطلح جديد ظهر بعد النفوذ الامريكي الذي تمدد واستفخل وتغول وتفرد في قيادة العالم مابعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومه الشيوعيه وانحسارها..والواقع ان هذا المصطلح ظهر لاول مره في العام 1902  حيث تطرق اليه المؤرخ الامريكي (مايكل ليدن) وقد اسمها بالفوضى البناءه او التدمير البناء بمعنى تدمير كل ماهو قائم عبر اشاعة الفوضى ومن ثم اعادة البناء حسب المخطط الذي يخدم مصالح القوى المتنفذه..

الا انه وبعد انتهاء الحرب البارده اضحت الولايات المتحده الامريكيه تتقدم على كل القوى الدوليه الاخرى في المجالات الاقتصاديه والعسكريه والتكنلوجيه والثقافيه فراحت تعوث فسادا وتدير النظام الدولي برمته وفق تصوراتها ومصالحها الاستعماريه في العالم برمته واستنادا الى نظريات فلسفيه وسياسيه غايه في الحقد والتطرف والتفرد الامريكي في اقدار الشعوب،

 الامر الذي اتاح لوزيرة الخارجيه الامريكيه كوندليزا رايس ان تتبنى مفهوم الفوضى الخلاقه كاحد محددات الاستراتيجيه الامريكيه الخارجيه تجاه الشرق الاوسط.

نظريه ترى ان وصول المجتمعات الى اقصى درجات الفوضى متمثله بالعنف والرعب والدم والتدمير الممنهج لكل مناحي الحياه الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه والعقديه لتطال منظومة القيم الخلقيه والعقائديه وتدمر ارادة الشعوب وقناعاتها  بقدرتها على التغيير والثوره ومن ثم اعادة بناء هويه جديده تاخذ بعين الاعتبار الحقائق الموضوعيه والنتائج على الارض  بما ينسجم ومصالخ هذه القوى…وبعد النجاحات  الباهره التي حققتها هذه النظريه في كل من ليبيا والعراق واليمن وسوريا وتونس اصبحت من النظريات المفضله لكثير من اتباع المنهجيه الامريكيه في التفكير السياسي  وذلك بمحاولة تطبيقها على الصراعات الداخليه بهدف تدمير توازنات واعادة بناء تحالفات جديده تاخذ بعين الاعتبار النتائح التي تحققها الفوضى والتدمير.ان المتتبع للسياسه العباسيه تجاه ابناء قطاع غزه يرى ان هذه النظريه بتطبيقاتها تقف خلف كل الاجراءات العقابيه

 والخطوات الممنهجه والمدروسه والمتتاليه وتفسر العديد من شواهدها التي قد لا تبدوا مفهومه احيانا لدى البعض او مربكه ومحيره لدى البعض الاخر،كقرار قطع الرواتب ومن ثم اعادته بهذه الصوره وعلى هذه الشاكله وبهكذا مبررات..

فعلى الرغم من ان كل المؤشرات كانت تبدوا ان عباس سيعلن الحرب المفتوحه على غزه حال انتهاء اعمال المجلس الا ان الامور بدت بعد هذا القرار على عكس كل التوقعات والقراءات..الامر الذي لايمكن فهمه الا من خلال تتبع مجمل ما سعت اليه السياسه العباسيه منذ اعلان عباس الحرب على غزه.لقد هدفت  هذه الاجراءات في مجملها الى خلخلت حالة الجمود والتصلب غير المرغوب في بنية الحياه واسلوبها للنظام المستهدف (غزه ) والتي كانت تقوم على معادلة ندير القطاع منفردين باموال السلطه والمساعدات القادمه باسم المقاومه والصمود بالنسبه للعقيدة حماس في الحكم ونعارض عباس واسلو من جانب اخر…

اما فيما يتعلق في المواطن الغزي فلا يمكن له ان يحتفظ طويلا برفاهيه العيش الكريم (ماء ،كهرباء،صحه وراتب ووظيفه  ولا ينقلب على حماس ويثور عليها او يقبل باستمرار حكمها )اما فيما يتعلق بباقي القوى والفصائل فقد رأت السياسه العباسيه ان الفصائل اضعف من تقاوم اغراء المنح والامتيازات التي يتحكم بها ابو مازن لذلك كان عليها ان تحدد مقدار ولاءها قبل ان توجه لها مجرد الدعوات لاي مجلس او اطار وطني ..حرصت هذه الاجراءات المتعاقبه خطوه بخطوه وليس بالضربه الواحده على السعي للوصول الى حاله من الحراك والفوضى المربكه والمقلقه لذات النظام تودي الى حاله من عدم توقع القادم وابقاء الباب مفتوح لكل السيناريوهاتوالتوقعات وردود الافعالكما هدفت ايضا الى  احداث صدمات مربكه للتفكير من شانها ان تحدث تصدعا  في لبنات النظام المستهدف الداخليه (حماس والفصائل والقوى المجتمعيه.)وذلك من خلال سياسة استخدام المدخلات التي احدثت الفوضى  لاخمادها (الرواتب واعادتها) وتثبيت الوضع المستجد لفتره اخرى من الزمن ولحين قراءة الموقف من جديد او انتظار عوامل ومؤثرات اقليميه قد على تؤثر على بقاءه ..ادارة الفوضى بالطريقه التي من شأنها ان تؤثر على قناعات الطرف الاخر او التشكيك بخطابه الاعلامي المضاد..

وقد جسدت مسرحية الخلل الفني من عدمه اكبر مثال على ذلك ..فعلى الرغم من سذاجة المبررات التي ساقها عباس وابواقه الاعلاميه من ان الامر لم يتعدى كونه خلالا فنيا  فان الامر كان مبيتا له وكان يهدف الى الوصول بالجميع الى حافة الهاويه ومن ثم العوده عن تلك الاجراءات بمبرر الخلل الفني  .(يذكر ان مقولة الخلل الفني جرى تسريبها للاعلام وجرت على لسان العديد من المتحدثيين منذ البدايات)..

فلو سلمنا جدلا ان الامر كان مجرد خلل فني فماذا يمكن ان نسمي خطاب عباس من على منصة المجلس التصفوي من تهديدات واعلان حرب على غزه على طريقة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش اما معنا او علينا …اما ان نستلم كل شي او يتحملوا المسؤوليه ..ام ان الامر كان خللا عقليلا الحقيقه ان قد يبدوا خلل فني قد احدث عطبا عقليلا عن جملة الناطقين باعلام عباس والناطقين زورا باسم انبل ظاهره عرفها التاريخ الحديث  عندما يدعون عن عودة الروات الى الغزيين هي احد اهم مخرجات وقرارات مجلس عباس الموقر… 

ختاما..

اقتبس بما جاء على صفحات مجلة (فورن بولسي الشهيره)من مقال رائع للكاتب للمؤرخ الامريكي(جفري جولدن برغ )

على الرغم من النجاحات الباهره التي حققتها نظرية  الفوضى الخلاقه في العالم العربي والاسلامي وعلى الرغم من تعثرها وتاخر نتائجها في سوريا واصطدامها بتحالفات شكلت روسيا اجنحتها الممتده  الا ان اكثر ما كان ولا زالال يخشاه السياسيون الامريكيون من اصحاب نظرية الفوضى الخلاقه هو ارادة الشعوب . لقد اثبتت التجربه التطبيقيه لهذه النظريه على الارض في الشرق الاوسط ان واضعوها قد اغفلوا قدرة الجماهير على الاحتشاد والاصطفاف واحداث التصدعات في جبهة الفوضى والفوضويون..شعوب هذه المنطقه لازالت تذكر اطفال الحجاره في الاراضي التي تحتلها اسرائيل رغما عن المجتمع الدولي في منتصف الثمانينات حين اطاحت بكل نظريات التفوق الاستراتيجي وهي تتعلم اليوم من ما تحدثه تلك المسيرات على الحدود مع اسرائيل من اصطفاف بين الفلسطينيون على الارض ضد عباس وحماس واسرائيل وامريكيا وضد كل من يقول ان القدس ليست عاصمة الفقراء من الجوى في غزه…نظرية الفوضى لم تعد خلاقه ولا تهم الجماهير فهي لا تعرف الحسابات ولا التوازنات..

كيف لا تفهم القياده الفلسطينيه مثلا ان لديها شعوب تملك خياراتها..

انتهى الاقتباص

شاهد أيضاً

أوكرانيا

أوكرانيا : فرص السلام والحرب

كتب محمد العروقي ، رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم” / تسارعت في الأونة الأخيرة الأحاديث …

اترك تعليقاً