أهم الأخبار
أوكرانيا

كتب فارس مصبح (قطر.عباس.حماس وضفدع لافونتين)..

في منتصف القرن التاسع عشر اشتهر الاديب والشاعر الفرنسي جان دي لافونتين بكتابة القصص الخرافيه مسقطا ذلك على ماتمر به اوروبا في ذلك العصر من احداث.وكانت ابرز حكاياته قصة الضفدع والثور تلك الحكايه التي تلخصت بان ضفدعا قد رأى ثورا يشرب الماء من احد المستنقعات ،فتعجب الضفدع من ضخامة حجم الثور واصابه الغرور فتحدى صديقه الاخر انه يستطيع ان يصبح بحجم الثور مادام انه يملك الماء بيتا له وان الثورمجرد دخيلا عليه، ظنا منه ان الثور تضخم بسبب شربه الكثير من الماء ،فما كان من الضفدع الا ان اخذ يشرب ويشرب حتى تضخمت احشاؤه فانفجر ومات….

هي حكايه جسدت حال الادعياء لابسي ثوب الزور من الحمقى والمتشبعين بما لا يقدرون عليه كحال الكثيرين في عالم الاجتماع والسياسه ،ضفدع لافونتين المنتفخ غرورا وحماقه والمتطاير مزقا يصلح مثلا للكثير من سياسات بعض الدول والقوى والافراد الذين يمارسون السياسه بذات المنطق وبحماقة الاغبياء بعيدا عن مفاهيم الواقعيه السياسيه التي تحكمها ظروف الموقع والامكانيات والمصالح العليا للشعوب والتي على اساسها تصاغ التحالفات القائمه على نظريه المطلق والنسبي ونظرية الاحتمالات. فقطر هذه الاماره الصغيرة المساحه والقليلة من حيث عدد السكان وذات الثروات الاقتصاديه المهوله التي مكنتها ولفتره طويله من الزمن من ان تنتفخ ظنا من سياسيها ومستشاريهم الاغبياء انهم يمكن ان يصبحوا بحجم الدول العظمى  التي تمارس لعبة السياسه والمال وتعتبر العالم كله مسرحا لنشاطاتها وحروبها ..والواقع ان مفتاح فهم السياسات القطريه المتخبطه هو فهم عقدة الدونيه والشعور بالنقص التي حكمت غباء وسوء تقدير سياساتها وتحالفاتها الاقليميه والدوليه،التي اوقعتها في شرك التناقضات العجيبه والغير مبرره من جهة مصالحها السياسيه والاقتصاديه الاستراتيجيه الامر الذي حولها الى دوله وظيفيه وجعلها اداه طيعة بيد الذين يمارسون السياسه والحروب والدبلوماسيه لخدمة مصالحهم الاستراتيجيه في المنطقه ،والا كيف يمكن ان نفهم ان قطر الدوله السنيه تعادي السعوديه ومصر اكبر دولتين سنيتين في محيطها العربي لحساب ايران ذات الاغلبيه الشيعيه والنوايا التوسعيه في المنطقه بتحكمها بقرار اكثر من عاصمه عربيه.

وكيف يمكن ان نفهم ان تحتفظ قطر بعلاقه اكثر من طيبه مع الامريكان باستضافتها لاكبر قاعده جويه لامريكيا خارج اراضيها وفي الوقت ذاته هي من مولت ولا زالت كل التنظيمات الراديكاليه في المنطقه بمليارات الدولارات وبالدعم والاسناد السياسي والاعلامي وهي في الوقت ذاته الدوله الوحيده في العالم التي انشأت مكتبا تمثيليا لطالبان.واحتضنت كل قيادات وكوادر الاخوان ومؤسساتهم المختلفه وكذلك احتفظت بعلاقه تحالف ودعم واسناد مع حماس ولم تسقط ورقة عباس الذي يحتفظ ولا زال بعلاقه ولاء وتحالف معها..كيف لنا ان نفهم ان تكون قطر بافضل علاقه مع اسرائيل تجاريا وسياسيا وهي من تمول حماس وكانت سببا فاعلا في بقائها واستمرارها في اختطاف القطاع لما يزيد عن احد عشرا عاما…    

لقد اختارت قطر  لعقود من الزمن ان تلعب دور الدوله الوظيفيه التي تمارس ادورا اكبر من حجمها وبالتالي تناقضت مع مصالحها الاستراتيجيه التي تفرضها ظروف الموقع الجغرافي (الجيوسياسي) وضرورات السياسه بحساب الامكانيات الذاتيه والموضوعيه ،باختصار قطر اختارك ان تكون اداه بيد الامريكان لصياغة الواقع الذي نعيشه اليوم فقد برز دور قطر بشكل واضح مع صعود الديموقراطيون اصحاب فكرة الفوضى الخلاقه والشرق الاوسط الجديد وذلك منذ عام 2006 وقد حدد لها في هذا السياق ادوارا محدده ابرزها *دعم ما اصطلح على تسميته  زورا بالربيع العربي والحفاظ على التوازنات السياسيه والعسكريه في المنطقه بما يخدم دوام استمرار اشتعال الحروب والفتن الطائفيه  في المنطقه *دعم الاسلام الراديكالي والتنظيمات المتطرفه وتوجيه بوصلتها باتجاه انهاك الجيوش العربيه واشغالها بمعارك جانبيه واستنزاف ميزانياتها لصالح شركات تجارة الاسلحه ومستلزمات الحروب من ذخائر واسلحه وادويه وشركات اعادة الاعمار التي تتحكم بالقرار السياسي الامريكي .وعلى صعيد القضيه الفلسطينيه لا يخفى على اي متتبع ان قطر ومن خلال دعمها لحماس مابعد الانقلاب الدموي واختطاف غزه وشعبها هدفت للحفاظ على الانقسام الفلسطيني الجغرافي والثقافي وتعميقه حتى يصبح حل الدولتين غير ممكن وبالتالي ضياع المشروع الوطني الفلسطيني وتوهان بوصلته كما هو عليه الحال الان والبحث عن حلول تتوافق ومصالح اسرائيل الامنيه والسياسيه وقد فعلت ذلك بمباركه امريكيه واسرائيليه فلولا الدعم القطري لحماس لما استطاعت ان تستمر في حكم واختطاف غزه احدى عشر عاما عجاف ،ولا ادل على ذلك من ان كل محاولات المصالحه الداخليه وترميم البيت الفلسطيني وعلى مدار سنوات الانقسام فشلت برعايه قطريه فتارة استخدمت حماس واخرى استغلت علاقتها بعباس .    لقد انجزت قطر مهمتها والدور الموكول اليهابعد ان تضخم ضفدع لوفنتين ارهابا    وحان الوقت لافول نجمها  مع هذا التغيير الاستراتيجي الذي طرا على اولويات السياسه الخارجيه الامريكيه بعد فوز الجمهوريين بزعامة ترامب واستئثارهم بكل مراكز اتخاذ القرار سواء  في ادارة البيت الابيض او الكونغرس الامريكي وقد رسمت ملامح وحدود المرحله القادمه بايادي  قطريه فقطر التي انفقت مليارات الدولارات دعما للارهاب المتنامي في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال  السودان وصولا الى افريقيا الوسطى وقطر التي شكلت عشرات المراكز الحقوقيه ومراكز الدراسات المسحيه المشبوهه لتشويه الحقائق وتلفيقها والافتراء على شعوب وحكام المنطقه العربيه والخليجيه بشكل خاص  وكذلك انفقت المليارات على اعلام موجه لا يهدف الا الى تزوير الحقائق واثارة النعرات الطائفيه وصب البنزين على نار الفتزه المشتعله هنا وهناك هي ذات الضفدع الذي استخدم الدين ايما استغلال وانفقت ملايين الدولارات والامتيازات على شيخ الفتنه والارهاب القرضاوي ليشرع للقتل والذبح واسقاط الانظمه وافشال برامجها التنمويه واستبدالها بانظمه تحكم بولاية الفقيه تيمننا بالمشروع الايراني في الحكم وقطر التي باعت الوهم لعباس وحماس واستمتعت  بعلاقات تجاريه وسياحيه مع اسرائيل. قطر التي اجبرت حماس عن التخلي عن اهم حليف تاريخي و استراتيجي لغزه وفلسطين (مصر) مقابل حفنه من الامتيازات وتوفير الملجا للهاربين من قياداتها وقيادات الاخوان المسلمين المتهمين بتدمير دول والتامر على الشعوب ،هي ذاتها قطر المطالبه بالنزول عن الشجره وانقاذ شعبها والخليج عموما من مآمرة التدمير وشبح الحرب والتقسيم الذي ينتظر شعوب المنطقه العربيه عموما والخليج على وجه الخصوص ،نعم قطر مطالبه الان وعلى وجهة السرعه للاستجابه لكل المبادرات المطروحه حاليا لتجاوز الازمه واعادة حساباتها واعادة النظر بتحالفاتها والا فان ضفضع لافونتين سيختنق ويموت ويتلاشى.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

أوكرانيا : فرص السلام والحرب

كتب محمد العروقي ، رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم” / تسارعت في الأونة الأخيرة الأحاديث …

اترك تعليقاً