أهم الأخبار
talal أوكرانيا

قيادة جديدة لفتح في غزة .. أهلا وسهلا

talal أوكرانياد.طلال الشريف / ولأن الواقع الوطني تراجع كثيرا منذ خمس سنوات، خاصة في غزة، عندما تراجعت فتح ” التيار المركزي” في منظمة التحرير بعد الانقسام، وبعد الهزة الكبرى في اللجنة المركزية التي أحدثت جدلا واسعا لازال يفعل مفاعيله حتى الآن، ولأن الوطنيين جميعا حزنوا لحزن الفتحاويين بعد أن أدركوا عميقا بأن إضعاف فتح يفقدهم قوتهم الكبرى المنافسة للإسلاميين، وبعد أن تيقنوا مجددا أن فتح هي التيار الوطني القادر في فلسطين، وبدونه تصبح الساحة الفلسطينية في فراغ وطني كبير.

قيادة جديدة لفتح في غزة .. أهلا وسهلا، وأمنياتنا لها بالتوفيق، والنجاح،  أولا في استرجاع فتح لدورها وثانيا لإعادة اللحمة لأبناء الحركة، وثالثا وهذا الأهم في نظري وهو استعادة الجمهور الوطني بمجمله لحاضنته الأصلية منظمة التحرير الفلسطينية بروح متقدمة عما كان سابقا وبما هو متوقع من استخلاص العبر بأن المجموع الوطني الآخر هو مخزون وطني استراتيجي لفتح لا يجوز تهميشه أو استحواذه أو إضعافه بل السعي دائما لتقويته لأن الخلاصة التي اكتشفناها في الخمس سنوات الماضية أنه لو كان المجموع الوطني الآخر من الأحزاب والفصائل الوطنية الأخرى والمستقلين قد اعتنت به فتح كما اعتنت بكوادرها لشكل حائط صد قوي في وجه الانقسام ولكان عنصرا ضاغطا أكثر قوة، وهنا ليس القوة قتالا، بل معارضة كبرى لحكم حماس في قطاع غزة عندما غابت فتح.

  ولما لغزة من دور في المشروع الوطني التحرري في الوطن الفلسطيني فإن الهيئة القيادية الجديدة تتحمل مسؤوليات خاصة، هذا صحيح ومؤكد، فإن الواقع الصعب الذي تعيشه فتح في غزة هو على المحك والاختبار في القادم من الأيام إذا لم تتواصل خطوات مصالحة حقيقية على الأرض، وتستطيع حماس إجهاض كل عمل لأي هيئة قيادية مهما كانت كما فعلت في السنوات الخمس الماضية، وهذا ما لا نتمناه كوطنيين يهمنا الحفاظ على التيار الوطني الفلسطيني حيا وفاعلا.

من الوهلة الأولى لقراءة الأسماء أسعدني كثيرا وجود ثلاث سيدات في الهيئة القيادية الجديدة لفتح في غزة، وحبذا لو كان العدد أكبر لتقوية دور المرأة الهام إذا ما أضيفت إليهم عضو اللجنة المركزية أمال حمد، بشرط أن يكون لهن إستراتيجية واعدة بين النساء الغزاويات لما لذلك من أثر كبير على تغيير موازين القوة للمرأة الغزاوية في رفع شأنها، وتأييدها للتيار الوطني مقارنة بحماس وهنا ليس عيبا في التنافس على الجمهور النسائي في التثقيف والتطوير ودعم التيار الوطني. 

إن الواقع الذي تغير فيما بعد انتخابات 2006 قد فرض تحديات كبيرة فعلا حين قوي التيار المنافس واكتسب خبرة في كل المجالات ولم تعد الساحة كما كانت من السهولة والتفرد في المواقع والتأثير، إضافة لما حققته التيارات الإسلامية من نفوذ وتقلد السلطات في دول مجاورة ولهذا فالمهمة صعبة وحساسة ولا تحتاج إلى انتكاسات جديدة أو  اجتهادات غير مدروسة بعناية، وتحتاج عملا دقيقا بميزان الذهب لأن الخطأ في كسب الجمهور الغزاوي أو التصرف بشيء من الخطوات غير المحسوبة تجاه غزة في الفترة القادمة ستطيح بالتيار الوطني والى الأبد.

بالإضافة لما ذكرناه سابقا من مهمات استرجاع الحالة الوطنية المنافسة، نتمنى أن يكون دور الهيئة القيادية الجديدة تكريس النهج الديمقراطي للحالة الغزاوية الخاصة والجديدة التي تشكلت في الخمس سنوات الماضية من عزوف الجمهور من المشاركة الايجابية بعد شعوره باليأس مما فعلته حالة الانقسام من معاناة وأن تشكل الهيئة القيادية الجديدة رافعة حقيقية للنهوض الوطني العام، وحل مشاكل وأزمات حياتية متراكمة قسمت ظهر الجمهور الغزاوي وعطلت مصالحه وصعبت حياته وهي تحتاج لطريقة مغايرة عما كان سابقا وعما هو موجود حاليا وألا تعود بنا السفينة للمحاباة والخواطر والفئوية، هذا المرض اللعين الذي فعل فعله في الشارع الغزاوي لنؤسس جميعا إلى منهج جديد وأن ننظر للجمهور بمعيار المواطنة الحقيقية وليس بمعيار آخر .. أقول هذا لأمل كبير في مصالحة حقيقية على الأرض ولكي نستعيد المواطن الفلسطيني لنظامه السياسي شاعرا بأن ما مضى سوف تعوضه له الأيام القادمة بقياداته الجديدة ونهجها الجديد ومن هنا من غزة ستنجح فتح مرة جديدة إذا ما استخلصت العبر وعادت بروح أكثر التصاقا بهموم الناس وعلى قاعدة المساواة بين الجميع لنعيد كل شيء جميل لغزة من مصالحة واعمار وخدمات وعلاقات بينية وإعادة بناء تنظيم عصري، وتحقيق الوحدة الوطنية ، أعانكم الله على مهمة صعبة وشاقة وتحتاج ذكاء خارق وصبر أيوب، فالمأساة في غزة، والنهوض سيكون من غزة إذا خلصت النوايا.. وهنا النوايا من الكل الفلسطيني طبعا.

22/4/2012م

[email protected]

 المقالات التي تنشر بالموقع تعبر عن وجهة نظر أصحابها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع

شاهد أيضاً

أوكرانيا

أوكرانيا : فرص السلام والحرب

كتب محمد العروقي ، رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم” / تسارعت في الأونة الأخيرة الأحاديث …

اترك تعليقاً