أهم الأخبار
السوفياتي أوكرانيا

عام الانتخابات في الجمهوريات السوفيتية السابقة

ايمان عارف / يعد عام‏2012‏ بحق هو عام الانتخابات البرلمانية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ فقد شهدت كل من بيلاروسيا وجورجيا وأوكرانيا انتخابات برلمانية بالترتيب الزمني لاجرائها‏.‏…… ..,

السوفياتي أوكرانياوقد حظيت كل دولة من هؤلاء باهتمام دولي كبير سواء من الغرب أو من روسيا, وان كان لكل طرف أسبابه الخاصة التي تختلف من دولة لأخري, تبعا للوضع الداخلي لهذه الدول وعلاقاتها المستقبلية بالاتحاد الأوروبي وآفاق التوسع فيه, وكذلك بسبب علاقاتها بالجار الاقرب والاكثر ارتباطا به لعقود طويلة سياسيا واجتماعيا بل ونفسيا.
فاذا بدأنا أولا بالانتخابات التي جرت في بيلاروسيا في شهر سبتمبر الماضي, سنجد أن المراقبين ومنذ البداية لم يعولوا علي نتيجتها, حيث رأي هؤلاء أن المجلس التشريعي الجديد لن يختلف دوره عن المجلس السابق في التصديق علي قرارات لوكاتشينكو الذي يحكم البلاد منذ18 عاما ويتمتع بصلاحيات واسعة ويوصف عادة بأنه آخر ديكتاتور في أوروبا. حتي إن البعض ذهب للقول أن كل شيء مرتب منذ البداية ومعروف جيدا من الذين سيفوزون وعدد الاصوات التي سيحصلون عليها. هذه الرؤية اليائسة لم تأت من فراغ, فقد قاطع الانتخابات قبل بدايتها اثنان من أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد, وهم من دعوا المواطنين لعدم الذهاب لمراكز الاقتراع معتبرين ما يجري مسرحية هزلية تسمي الانتخابات, كما استبقت السلطات الاقتراع بالقاء القبض علي عدد من الناشطين المعارضين, فضلا عن وجود11 زعيما سياسيا قابعين في السجن. نتائج الانتخابات لم تأت بجديد وكما كان متوقعا لم يفز أي من مرشحي المعارضة في الانتخابات التي وصفتها السلطات بأنها سارت بشكل جيد وبلغت نسبة المشاركة فيها75%, وهو ما عارضته الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة, حيث اعلنت الادارة الامريكية عدم اعتبار هذه الانتخابات عادلة أو نزيهة, بسبب تقارير بعثة المراقبة التي اشارت لانعدام المنافسة منذ البداية, مطالبة باحترام حقوق الانسان والافراج عن المعتقلين السياسيين, وهو ما أكدت عليه كذلك كل من بريطانيا والبرلمان الأوروبي الذي اعتبر هذه الانتخابات استهزاء بالديمقراطية. المسئولون في بيلاروسيا رفضوا من جانبهم هذه الانتقادات مؤكدين أن المعارضة صنيعة غربية ولاتوجد شعبية لها علي الاطلاق.
وقد اختلف الوضع في جورجيا, حيث اعتبرت الانتخابات البرلمانية أكبرامتحان يواجه جورجيا منذ الثورة الوردية عام2003 وحتي الآن وبداية لمرحلة جديدة في تاريخ الجمهورية, خاصة بعد تطبيق الاصلاحات الدستورية التي أرست النظام البرلماني بدلا من الرئاسي. وقد شهدت الانتخابات صراعا شرسا بين الحزب الحاكم بزعامة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي الذي يحكم البلاد منذ عام2003 وائتلاف الحلم الجورجي المعارض بزعامة الملياردير بيدزينا ايفانشفيلي أغني رجل في جورجيا والذي تبلغ ثروته6 مليارات دولار أي ما يعادل نصف الدخل القومي لجورجيا. وقد صور الرئيس الانتخابات علي أنها منافسة بين الخضوع لروسيا أو الاستقلال, خاصة بعد الحرب القصيرة التي قادتها ضد روسيا عام2008 وانتهت باستقلال اقليمي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا, فضلا عن أن منافسه معروف بولائه لروسيا وانه حقق ثروته من العمل هناك خلال التسعينات, معتبرا أنها اختيار بين دولة أوروبية مدعومة من الغرب أو مسيطر عليها من روسيا. وقد اتسمت الحملة الانتخابية بالتوترات الشديدة, كما تعرضت الحكومة لضربة قوية قبل الانتخابات باسبوعين بعد نشر مقاطع فيديو لعمليات انتهاك جسدية لمساجين من قبل حراس السجن فخرجت احتجاجات في أنحاء البلاد للتنديد بالحكومة مما سمح للمعارضين بتوجيه انتقادات حادة للنظام. وقد اعترف الرئيس بهزيمة حزبه في الانتخابات التي شارك فيها61% من الناخبين, لتشهد جورجيا بذلك أول انتقال سلمي للسلطة, تصفه منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بأنه خطوة مهمة من أجل الديمقراطية, ولترحب كل من الولايات المتحدة وأوروبا بهذه الانتخابات وتؤكد حق جورجيا في الانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي, أما روسيا فقد رحبت بالطبع بهذه النتيجة معربة عن أملها في أن يساهم ذلك في تطبيع العلاقات بين البلدين. وهو ترحيب متوقع نظرا لقرب ايفانشفيلي من روسيا.
أما أوكرانيا وهي آخر دولة شهدت انتخابات تشريعية في أكتوبر الماضي وتعد كذلك أول انتخابات منذ وصول الرئيس فيكتور يانكوفيتش للسلطة عام2010, فقد شهدت معركة انتخابية ساخنة وصفها البعض بأنها معركة تكسير عظام بين القوي المتنافسة بسبب التشكيك وتبادل الاتهامات, وقد جرت الانتخابات تحت رقابة دولية كثيفة بحضور3500 مراقب دولي, كما زودت السلطات مكاتب الاقتراع بكاميرات لتأكيد شفافية الانتخابات, وذلك بسبب اعراب العديد من الاطراف الدولية عن قلقها من أن تعد الانتخابات خطوة للوراء, خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لأوكرانيا بعد سجن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو, الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي تم لاعتبارات سياسية, وقد دعت الولايات المتحدة لوضع حد للملاحقة الانتقائية للخصوم السياسيين, أما المراقبون الدوليون فقد أشاروا الي أن العملية الانتخابية شابها استغلال للنفوذ واستخدام للمال واستغلال للموارد الادارية وغياب للشفافية وعدم توازن للتغطية الاعلامية. وقد انتهت الانتخابات بفوز حزب الأقاليم الحاكم بنسبة35% يليه وطن الآباء بنسبة22% ثم الحزب الشيوعي ثم حزب سفوبودا القومي المناهض للوجود الروسي في أوكرانيا والمعادي للسامية.
ورغم اعتبارالبعض أن النتيجة تعد هزيمة للثورة البرتقالية, الا أنها اعتبرت كذلك في نظر المراقبين تكريسا للأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها البلاد والتي تسببت في انقسام المجتمع فصوت الشرق للنظام الحاكم وصوت الغرب للمعارضة, وان كان الشيء الواضح هو حدوث تآكل في شعبية الاثنين, الأمر الذي يجعل المهمة صعبة أمام الحزب الحاكم للتغلب علي ذلك, وقد شهدت نتيجة الانتخابات ترحيبا روسيا خاصة وأن موسكو تعتبر يانكوفيتش شريكا مهما لها, ولعل ذلك ما دفع بعض المحللين للقول أن نتائج هذه الانتخابات اعتبرت في مجملها اقترابا من روسيا وابتعادا عن الاتحاد الأوروبي.

الاهرام

شاهد أيضاً

أخبار

موقع أوكرانيا اليوم يستأنف إصدار مجلة “أخبار أوكرانيا” الورقية.

أوكرانيا اليوم / كييف / إستأنف موقع “أوكرانيا اليوم ” إصدار النسخة الورقية من مجلة …

اترك تعليقاً