خالد ممدوح العزي/ يشن الأمن والإعلام الروسي يوميا هجوما ضد المقاتلين الشيشان والقوقازيين الذاهبين إلى سورية وأفغانستان خوفا من انتشار ظاهرة التطرف في دول روسيا الإسلامية على غرار ما يجري في الدول العربية لذا تكمن سياستها العدائية للإسلام والثورات العربية .
حال الإعلام الروسي بالأساس كحال وزارة الخارجية الروسية التي تكن العداء لهؤلاء المقاتلين وللمسلمين عامة لأنهم من صنع الغرب وتحديدا بريطانيا وأمريكا وعندما ضرب الأمريكيان “داعش ” في العراق كان الإعلام الروسي يربط علاقة هؤلاء الإرهابيين بسورية الذين يقاتلون نظام بشار الأسد بدعم من أمريكي وغربي، وتصوير الثورة السورية على أنها حالة إرهابية كلها “داعش”.
الروس يحاولون أن يؤكدوا للعالم كله أن سياستهم هي الصحيحة في التعامل مع الإرهاب الذي اجتاح الدول العربية بدعم أمريكا و تحاول روسيا مقاتلته من بداية حرب الشيشان واليوم تقوم بمساعدة نظام الأسد والتمسك بنظامه ونظام العراق خوفا من هذا المرض الخبيث كما تصفه وسائل الإعلام الروسية. الغرب اليوم بخشى من تفاعل هؤلاء الإرهابيين على أرضهم لذلك شكل التحالف الدولي لضرب “داعش” في العراق وسورية من خلال تحالف لا يزعج روسيا بل تحاول تسجيل النقاط لمصلحتها بظل الصراع الجيوسياسي القائم بينها وبين أمريكا.
الروس يحاولون تبرير مجازرهم الفعلية في الشيشان والمناطق الإسلامية الأخرى من خلال تشويه صورة الشعب الشيشاني بعد صعود الإسلام السياسي في الدول العربية ووصولهم إلى مراكز الحدث ،لكن بعد اغتيال روسيا لكل الزعماء الشيشانيين وملاحقتهم في أنحاء العالم، لكن بؤر التوتر في مناطق كأفغانستان وسوريا والعراق لم تبعدهم عن مقارعة الروس في مناطق نفوذها ، وهذا مؤشر إلى نمو جيل جديد من المقاتلين الذين سيُشكلون خطراً فعليا على أمنها؟ فالمقاتلين ألشيشان يعيشون على حدود روسيا في جورجيا ولا يشكلون خطرا على جورجيا لان جورجيا أمنت لهم مكان آمن للتحرك ضد روسيا. فإن نسبة المشاركين الشيشان في بلاد الشام ولا تشكل نسبة كبيرة بسبب شدة المعارك اليومية مع روسيا ، وكل الذين تدفقوا للقتال أعدادهم قليلة وبالتالي هؤلاء المقاتلين لا يقلون عن المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون إلى شرق أوكرانيا وبالتالي لا يمكن الغرب والشرق منع تدفق هؤلاء إلى إي منطقة لأنهم يأتون بطرق السياحة الفردية.
ينتشر في سوريا نوعبن من المقاتلين الشيشان النوع الأول من لهم علاقة بالمخابرات الروسية والأخر من له علاقات بالقاعدة.
فالعدد الشيشاني المهاجر إلى بلاد الشام ليس بالكبير مقارنة مع جاليات أخرى كالفرنسيين مثلا . وبحسب التقارير الإعلامية هم حوالي كتيبة منقسمة ما بين المعارضة والمخابرات وهم أيضا من خطفوا المطرانيين في حلب بحسب ميشال كيلو وقائدهم يدعى في سوريا “أبو البنات” و يتعامل مع المخابرات الروسية.
تخاف روسيا النوع الذي يرتبط بالقاعدة بحيث يمكن له أن ينشط في المناطق الروسية الإسلامية ، ويعمل على تشكيل خلايا نائمة داخل الجسم الإسلامي الروسي، وبالتالي عودة هؤلاء إلى بلادهم سيكون له تأثيرا سلبيا على الأمن الروسي كما تدعي موسكو لم لهم من قدرة على التنظيم والتجنيد والتخطيط في الوسط الروسي بسبب التجربة والخبرة التي اكتسبوها مما يشكل على الأمن الروسي خطرا كبيرا.
أما عن “طرخان باتاريشفيلي الذي يسمي نفسه عمر الشيشاني والذي برز اسمه في معارك عين العرب “كوباني” هو من المقاتلين الشيشان وصانع انتصارات “داعش” في سورية ، ويروج في روسيا لمقتله وانه عدو الإسلام ، لكنهم لم يذكروا مكان وتوقيت وفاته . فالشخصية الشيشانية الجديدة هي من المقاتلين الأشداء بحسب تعريف الإعلام ولكنه لا يحضى بكاريزما الزعيم الذي يمكن أن يوحد شعبه حوله لان غياب الكاريزما القيادية لا تزال هي المشكلة ، بالرغم من خروج قادة شيشان جدد بين الفترة والفترة ويقودون مجموعات عسكرية تنفذ عمليات ضد أهداف روسية ويرتفع اسمها عاليا في الإعلام لكنها بعيدة عن أن تكون مستقبلية.
فالأسماء كثيرة في الشيشان لتولي القيادة السياسية ولكنهم ممنوعون من العمل في السياسة الرسمية، وكل من يعمل في السياسة هم من إتباع الرئيس بوتين كما حال “رمضان قديروف” ابن رئيس الشيشان السابق والمفتي الذي حمل سلاحه بوجه الروس ولكنه عقد اتفاقا معهم لحماية شعبه ورفض الانضمام إلى التطرف ولكنهم اغتاله..
بالمناسبة في سوريا كثير من المتطوعين من جمهوريات روسيا الإسلامية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ويطلق عليهم شيشان ولم تضع الأمم المتحدة في عقوباتها ضد الإرهاب وعلى لائحتها السوداء إي شيشاني ،فالإمارة منذ زمان أصبحت ضعيفة لان بوتين احكم السيطرة عليهم وحول الحرب إلى شيشانية – شيشانية وبالتالي رمضان قديروف هو من اسقط حلم الإمارة ويتصدى للإمارة ورجالها والأموال بيده والشعب الشيشاني فقير وأنهكتهم الحرب والاعتقال، والقتل وبالتالي الحرب تحولت من حرب استقلالية كانت بيد الشعب الشيشاني الذي فرض نفسه ودولته لكن الحلم خطف من قبل التطرف الإسلامي وتدخل القاعدة عليها ليصبح الحلم غير وارد وبالتالي أصبحت روسيا سيدة الموقف في الشيشان وخاصة بعد إعادة الأعمار والحياة إلى الشيشان.
كاتب إعلامي وباحث بالشؤون الروسية وأوروبا الشرقية