أهم الأخبار
أوكرانيا

رائحة الكعك تبحث عن الحياة- تقرير عامر محمد العروقي

عامر العروقي / غزة- فلسطين /  قد يبدو الامر غريبا بعض الشيء حينما تتحول رائحة مخيم الشاطئ التي يملؤها  ملح البحر الي رائحة كعك تجوب ازقة المخيم لتبعث لمستنشقيها رسالة مفادها ،صانع الكعك على قيد الحياة رغم عامرمرضه وقلة دخله المادي ، قد يأسرك التفكير في تلك الرائحة للوهلة اولى …

 وتتسأئل أهناك من يعيش يوما بلا قوت…!! ؟؟

 كيف يصرف حياته اليومية؟

 كيف يحصل على قوته اذا كان رب البيت مريض ولا يستطيع العمل ، واي عمل هذا اذ لم يعد مكاننا للأصحاء للعمل في ظل الظروف المعيشة الصعبة التي يمر بها قطاع غزة .

 ذهبنا لنبحث عن مصدر الرائحة المتبعثرة بين حواري وازقة المخيم وكأنها لليلة عيد الكعك في مخيم الشاطئ فوجدناها عند الحاجة تغريد الحمامي صاحبت 57 عاما التى حولت منزلها الي شبه مخبز صغير لصنع الكعك لكي تستطع ان تجني المال لأسرتها وتوفير دوائها

 تغريد الحمامي المصاب بورم في الكلية وزوجها المصاب بمرض بالغضروف لا يستطيع العمل فلم يبقى امام زوجته تغريد سوى ان تتحدى الواقع وتكسر حائط اليأس وتحفظ ماء وجهها وتوفر لعائلتها المكون من ثمان افراد قوتهم اليومي من خلال (كعك الحياة)

 دخلنا منزلها وظنت اننا باحثين من احدى الجمعيات الخيرية العاملة في قطاع غزة ولكن نحن صحافيون ننقل ما قالته لنا من معاناة محملة بالعزيمة والاصرار حينما افتتحت قولها بجملة

 “انا لا انتظر الموت لكنني ابحث عن الحياة”

 انا اصنع الكعك (المعمول) واسوقه كي افتح باب رزق لعائلتي واوفر الدواء لي ولزوجي، بعدما قطعت عني المعونة المادية التي كانت تقدمها لي اللجنة القطرية بتزكية من السفير العمادي حينما زار منزلي واوصى ان تصرف لي معونة شهرية تقدر بمائة دولار ولكنها قطعت الان بسبب تعجرف باحث اجتماعي ، جاء لي وقال انني اعيش فوق مستوى الفقر بسبب مهنتي . !! تنهنهت انفاسها وارتجفت دموعها وثقل كلامها وكأن ألامنا ما في حلقها من شدة القهر مختلطة بقليل من التهكم وسخرية على الباحث قائلة: ” انظروا الي بيت هذا برجي هذه عمارتي من اجلها قطعت المعونة عني التي كانت تصرف على دواءي وعلى عائلتي ” ، أي منزل هذا الذي لم يرتقي الي درجة العيش الادمية فيها ، ولا يتسع لعيش ثمان افراد بداخلها ، بقية تتابع حديثها معنا ونحن ننظر الي منزلها الذي تجاوز مستوى الفقر على قول الباحث ، ملابس مغسولة في وسط المنزل الواح من الزينقو ابواب مخلعة اسلاك الكهرباء في كل مكان ، ورطوبة اكلت الجدران ، زوج متكأ فالزاوية المنزل ينظر لزوجته بعين الحسرة اطفال يلعبون وأم تصنع الكعك. عدنا نستمع للحاجة تغريد بعدما اسُرت افئدتنا على حالها المأساوي عدنا لها ولسان حالها يقول “حسبنا الله وانت نعم الوكيل على من تسبب بقطع المعونة عني وعن اولادي وظن انه حاكم علينا بالإعدام لكن اشكو ابثى وحزني الي الله لان الشكوى لغير الله مذلة واتمنى ان ينظر احد من اهل الخير الي حالنا وحالي مرضي وحال بيتي (برجي) ويعيد لنا تلك المعونة التى قطعت عني ، فأنا الان بحاجة الي عملية ليزر لاستئصال الورم من كليتي وكيف سيكون وضع عائلتي اذا اصابني مكروه من الذي سيصرف عليهم ؟؟ اذ اصابني الموت فجأة أليس من حقنا ان نعيش مثلنا مثل غيرنا ام هي الحياة في غزة ننتظر الموت حتى ولو كنا احياء وتابعت حديثها

 (الخير في وفي امتي الا يوم الدين ) ، الحمد لله فهناك صيدلي يقسط لي الدواء الذي عجزت عن توفيره لي وزارة الصحة ، وانا اجني بعض المال من وراء بيعي للكعك حتى لا امد ايدي واقول العون

 يا اهل الله دون ان يعنني احد فأنا أكسب ماء وجهي وكسبت محبة جيراني لي الذين يشتمون رائحة كعكي فيشرون مني بقدر ما استطيع ان امشي حياة عائلتي اليومية وكل يوم أربعاء اذهب

 (لجمعية العون للأمراض الاورام والسرطان) مقابل ميناء غزة كي ابيع لهم الكعك يأخذ مني الموظفين والموظفات هناك وغيرهم من العامليين ويصفي لي بقيمة 20 شيكل احاول ان اجمعها مع ما جمعته خلال اسبوع واسدد في صيدلية والدكان وانبوبة الغاز ومصروف اولادي وعلى هذا الحال اوفي بقيت العام.

 اما عن زوجها صاحب ال76 عام من عمال اسرائيل سابقا ومن الذين حكمت عليهم وعلى أُسرهم اسرائيل بالموت نتيجة اغلاق المعابر قال ” انا مصاب بالغضروف ولا استطيع الحركة ولا سبيل امامنا في ظل الظروف المعيشة الصعبة الا ان نصنع المستحيل كي نعيش وزوجتي صنعته بيدها رغم مرضها وما تعانيه من ألام ، أساعدها قدر المستطاع في حمل الاواني وفي تعبئة انبوبة الغاز فليس لدينا احد سوى رب العالمين ،

 وتابع ابني اصيب بالإحباط واليأس بعدما وصل عمره 32 دون ان يتزوج ودن عمل سجل اكثر من مرة في بطالة وكالة الغوث وكانت من نصيب ثلاثة شهور عامل نظافة انتهت الثلاثة شهور والان مكث دون عامل ودون زوجة ودون بيت ، وأطالب ان يأتي اهل الخير الي منزلنا ونظروا كيف حالنا اصبح الان .

 لقد زرعت فينا الحاجة تغريد خلال 5 دقائق حوار العزيمة والاصرار على الحياة رغم قيودها التى اصابت جموع الشباب في وضع غزة المزرى.

 لكن الحاجة تغريد شعارها “مرض ينهش عظام الاحياء وعزيمة ليست حكرا على الاصحاء

غزة -فلسطين

شاهد أيضاً

امرأة أوكرانية

أهدي صعودي إلى 60 ألف امرأة في القوات المسلحة.. أول امرأة أوكرانية تتسلق جبل إيفرست

أوكرانيا اليوم / كييف/ صباح الجمعة 12 ابريل  تسلقت إيرينا جالاي مع المرشدة النيبالية مينغما …

اترك تعليقاً