كلمة المفتى الأعلى لمسلمي أوكرانيا بالملتقى الدولي الرابع في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
21 نوفمبر, 2021
أخبار أوكرانيا, الأخبار, دين ودنيا
كلمة المفتى الأعلى لمسلمي أوكرانيا بالملتقى الدولي الرابع في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
أوكرانيا اليوم / كييف / شارك المفتي الأعلى لمسلمي أوكرانيا الشيخ أحمد تميم بالملتقى الدولي الرابع في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الذي تنظمه المديرية العامة للملتقيات الدولية للطريقة الشيخية بمناسبة ثورة نوفمبر المجيدة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وذلك أيام 16/17/18 نوفمبر 2021 م بجامعة غرداية وزاوية الشيخ سيدي أحمد بن بحوص متليلي غرداية.
بعنوان : (سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد ) شخصيه _قائد _ وطني _ مفكر _عالم _ صوفي _ مصلح اجتماعي _ رجل دين _ ولي صالح _ مجاهد _ شهيد. تحت شعار قوة أمتنا في وحدتها واكتفائها الذاتي بإصلاح وترتيب مؤسساتها وتثمين مبادراتها اقتداءاً بعلمائها ومجاهديها وشهدائه وقادتها.وخلال الملتقي ألقى المفتي الأعلى لمسلمي أوكرانيا الشيخ الدكتور أحمد تميم كلمة أهم ماجاء فيها:
إخوتي في الله..
إنها الصوفية التي جمعتنا على محبة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى محبة أهل الصراط المستقيم. نجتمع في إطار الاحتفال بذكرى ثورة الفاتح من نوفمبر ثورة التحرير الجزائرية المجيدة وأحب أن أسميَها ثورة المليون شهيد لإزاحة كابوس ظلم المحتل الذي استمر في طغيانه لأكثر من مائة وثلاثين عامًا.
وأخص بالذكر الطريقة الشيخية الشاذلية بشخص سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد السماحي المعروف بسيدي الشيخ رحمه الله تعالى، وجاء في ترجمته في موسوعة التراجم المغربية: “هو البركة العالم الفقيه المحدث الصوفي الولي الصالح القطب الغوث الأديب مفتي الديار المغربية، محيي الدين شيخ الطريقة وامام أهل الحقيقة الشيخ المجاهد سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة المكنى “أبا محمد ” المعروف بـــ “السماحي” الشهير عند الخاصة والعامة بـــ”سيدي الشيخ” رضي الله عنه”.
وسأعمد في كلامي هذا أن أبين الاتجاه العقدي لمولانا الشيخ عبد القادر بن محمد السماحي المعروف (بسيدي الشيخ) من خلال ما رأيته من نصوص وردت في منظومة “الياقوتة” وكذلك من خلال أوراد الطريقة المأخوذة المتبعة في الأذكار. وقد لخص ذلك الشيخ ابن عاشر (ت1040 ه) رحمه الله تعالى في منظومته “المرشد المعين”، بقوله:
في عَقْدِ الأشعريِّ وفقه مالكِ وفي طريقـــــــــــةِ الجنيدِ السالكِ
وفي هذا المقام أود أن أبين أن من جملة المنكرات التي تسربت إلى بعض من ينتسب للصوفية عقيدتين لا تمتان للإسلام بصلة هما الوحدة المطلقة والحلول، فأصحاب الوحدة المطلقة يعتقدون أن الله جملة العالم والعياذ بالله تعالى، أما أصحاب عقيدة الحلول فهم الذين يعتقدون أن الله تعالى يحل في مخلوقاته فكلاهما من المنكرات التي أنكرها أهل السنة والجماعة. وأما الصوفية الصادقون هم الذين التزموا بالعقيدة السليمة. لأنهم علموا كما قال ابن جزي في التسهيل أنه لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله.
حيث بين أن أقصى ما يصل اليه العبد من المعرفة بالله الاعتقاد الجازم بوجوده تعالى بلا هيئة ولا صورة ولا مكان. ويقول الإمام مالك رحمه الله: “كل ما يقع في القلب فالله بخلاف ذلك”، ويشرح ابن أبي جمرة الأندلسي هذه العبارة بقوله: “لأن كل ما يقع في القلب إنما هو خلق من خلق الله فكيف يشبه الخالق المخلوق”، وهذه عبارة بليغة في تنزيه الله تعالى قالها كثير من العلماء بصيغ مختلفة، وهي مأخوذة من قوله تعالى:
(ليس كمثله شيء).
قولنا المعتمد أنه لا يُصْلِحُنا إلا التمسك بديننا الحنيف واتباعُ سلفِنا الصالحِ من الخلفاء والسلاطين والعلماء العاملين الربانيين. لا يصلحنا إلا هذا. والتشبه بالكرام فضيلةٌ وفلاح. وهذا ما قاله الإمام مالك رحمه الله في عبارته المشهورة “لا يَصْلُحُ آخرُ هذه الأمةِ إلّا بما صَلَحَ بها أولُها”.
في ختام هذه الكلمة نتوجه إلى الحضور الكريم الذي قدَّر الله لنا أن يجمعنا معًا في هذا البلد المضياف بالدعوة الجادة إلى بذل كل نفيس والعمل بتفان وإخلاص من أجل التعاون للحفاظ على الإرث المحمدي للأجيال القادمة وذلك بإحياء نشر العقيدة الإسلامية الحقة كما بينها إماما أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي فهي الحصن الحصين والقول المتين للتصدي للقضايا التي عصفت بالأمة على مر العصور، وأينما حلت الصوفية الحقة عمّ الخيرُ والخُلُقُ الحسن وسادت البركات، وأينما غابت غلب حب الدنيا وظهر الغلو والتطرف وسادت الشهوات.