مصطفى
مصطفى سبيتي

كتب مصطفى سبيتي..لعبة البوكر الروسية مع الغرب ..وأوكرانيا مصيدة للذئاب

كتب مصطفى سبيتي..لعبة البوكر الروسية مع الغرب ..وأوكرانيا مصيدة للذئاب

هي طبول لعبة البوكر الروسية تصل إلى أعلى مستوياتها بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة والذي يقودها فلاديمير بوتين ضدّ الغرب وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية التي تلوح بالمزيد من العقوبات في حال مغامرة عسكرية ضدّ أوكرانيا ، وما زالت الإتهامات تتصاعد ما بين أميركا وروسيا في أروقة جنيف الحضن المشتعل للحوارات والتفاهمات ، فهل ستكون جنيف مفتاح العبور للحلول والتسويات أم لتأجيج الصراعات ؟؟؟

لا يخفى على أحدٍ أنّ موسكو تحلم بإستعادة أراضي وسلطة الإتحاد السوفياتي ، لكنهم يدركون كلّ الإدراك أنّهم بحاجة أكثر من أي وقت مضى من إستقلالية الدول المنفصلة عنها بعد إنحلال الإتحاد السوفياتي وأهمها أوكرانيا ، جورجيا ، كازاخستان ، لكي يكونوا لعبة الصراع والتحدي مع الغرب ، ولهذا تعتقد روسيا بأن فكرة الإمبراطورية الروسية لا يمكن إستعادتها في الوقت الراهن .

أعلنت روسيا أنّه لا يوجد أي نية للقيام بغزو واسع لأوكرانيا وأن تركيز القوات بالقرب من الحدود هو شأن داخلي لها ، إذ أنّ المهمة الأساس هي التوضيح للرأي العام أنّ أوكرانيا غير مستعدة بما فيه الكفاية للعمل بإستقلالية بمعزل عن روسيا الأب الحنون لها ، كما تطالب روسيا من الناتو الإنسحاب من حدود روسيا ، مؤكّدةً أنّ أوكرانيا ليست الموضوع الرئيسي لجميع المفاوضات الجارية في جنيف بعكس ما تقوم به أميركا التي تصبّ كلّ إهتماماتها وتسليط الضوء حول أوكرانيا .

وبحسب ما يتبين على الساحة الإقليمية أنّه يوجد دعماً عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية المنضمة لحلف الناتو والتي تعتبره أوكرانيا بالإنجاز ، ولكن في الواقع هذا الإنجاز لا يمكن إحداث أي تغيير في موازين القوى العالمية وخاصة مع العملاق الروسي الرائد في المجال العسكري والنووي بحيث أنّ القدرات التكتيتية الأوكرانية لا يمكن لها مواجهة التكتيك الروسي الذي يتطور يوماً بعد يوم ن بالإضافة إلى غياب الثقة عند الجيش الأوكراني بمقوماته العسكرية ، ناهيك عن أنّ هناك أفراداً داخل المؤسسة العسكرية الأوكرانية ما زالت لديها الولاء لروسيا .

تصاعدت التهديدات الغربية لروسيا في حال قيامها بأي عمل عسكري في أوكرانيا ، وفي المقابل تصرّ روسيا أنّه لن تقبل في إنضمام كييف لحلف الناتو وهذا الأمر يهدد موسكو بحسب تعبيرها أمنها القومي وهذا ما يدفع الرئيس بوتين لعدم تراجعه عن التصعيد إتجاه أوكرانيا ، كما أعلنت القيادة الروسية بكلّ جرأة في الأونة الأخيرة بدعمها المطلق والكامل للحركات الشعبية المتاخمة لحدودها شرق البلاد يإعتبار ولائهم المطلق لروسيا ورغبتهم بالإنضمام لهم ، من جانبها أعلنت الخارجية الروسية أن لافروف طالب في محادثاته مع بيربوك، الغرب بتقديم ضمانات أمنية وقانونية بعدم توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شرق أوروبا وعدم تمركز البنية التحتية للحلف الغربي بالقرب من الحدود الروسية.

وفي نهاية المطاف ، وفي ظلّ الظروف الراهنة ليس من مصلحة أحدٍ الدخول في معمعة ودوامة الحروب ، فأميركا تسعى جاهدة في حلّ معضلاتها المتكاثرة في الشرق الأوسط ، وروسيا تنظر لتمتين العلاقة مع جيرانها التي تربطها معهم علاقة قومية ومصالح إقتصادية رغم إنفصالهم عنها ، كما أنّ الإتحاد الأوروبي ليس لديه أي مصلحة بخوض جبهة قتالية مع الروس لما له من مصالح كبيرة إقتصادية وخاصة فيما يتعلّق بخط أنابيب الغاز ، إلاّ أنّه في غياب العقلية الدبلوماسية والإتجاه نحو فرض الآراء تتجه الأمور نحو الحرب المدمرة والتي من نتائجها يخسر الجميع .

أوكرانيا
أوكرانيا
كتب مصطفى سبيتي..لعبة البوكر الروسية مع الغرب ..وأوكرانيا مصيدة للذئاب

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …