40 أوكرانيا

65..عاما مضت و كأنها الدهر كله

د. معاذ بشارات /  النكبة…. ذلك المصطلح الذي لا يترجم إلى أي لغة , بل يبقى كما هو لغة بحد ذاتها 40 أوكرانيا, لغة لها أبجدياتها وحروفها ومفرداتها الخاصة بها .. هي أهات وآلام هي أوجاع وقصص وروايات…

هي مصطلح مصبوغ بذكريات مريرة ممزوجة بالألم والوجعِ والضياع هي قصة التراجيديا الأكثر وجعاً وإيلاماً عبر التاريخ , والمسير الأكثر حزناً حين سارت قوافل شعب بأكمله تاركين خلفهم بيوتهم..التي شيدوها بمزيجٍ من عرقهِم ودموعهِم, إنها مؤامرة فصلِ الروحِ عن الجسد ومحاولة تغييرِ طبيعة الجغرافيا وتشويه مسارِ التاريخ بإحلال شعب من العصابات والمجرمين والغزاة، محل شعب نبتت جذوره منذ آلاف السنين على هذه الأرض 

 

 خمس ملايين فلسطيني يحملون اسم لاجئ ولهم أرقام في سجلات الأمم المتحدة ووكالة غوث اللاجئين إنها النكبة الكبرى التي لحقت بشعب صغير تحت سمع وبصر العالم كله 

ورغم السنين وهول الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعبنا إلا أننا نحن شعب الجبارين ما زلنا هنا نصارع ونقاوم صامدون مكافحون متمسكون بحقوقنا الوطنية المشروعة الراسخة الثابتة حقنا بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية

 وحقنا الأبدي والتاريخي بالعودة إلى ديارنا الأولى التي هجرنا منها بالقوة والإرهاب الصهيوني

  65 عاما ولم ننسى بيوتنا وأملاكنا وديارنا في حيفا ويافا

 واللد والرملة..لم ننسى قرانا الحبيبة التي دمرها الغزاة بعد تهجيرنا منها.. لم ننسى صبارين وأم الزينات والكفرين والريحانية وعين غزال وبعلين والفالوجة والتينة

وعرب أبو كشك ومجدل الصادق وبئر السبع وبسط الفالج وقنير والسوالمة والمنسي وأم الشوف والسنديانة وخبيزة

 لم ننسى مرابينا وارض الخير والسمن والعسل التي عاش فيها آباؤنا وحتى قبل آلاف السنين وسموا حينها بالقوم الجبارين أولئك الذين علمونا وغرسوا في ذاكرتنا خرائطها

وكل تفاصيل جغرافيها وحببوها إلينا كأجمل البلاد لم ننسى ولن نغفر ولن نهدا ولن نستكين 

مهما طال الزمن وتباعدت المسافات لن نيأس مهما بدت الظروف صعبة ومظلمة 

وسنواصل العمل والنضال جيلا بعد جيل لإنجاز حقنا المقدس بالعودة

ونحن موقنون بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب 

إننا كفلسطينيين و لاجئين وأصحاب قضية  ندرك أن المهمة الرئيسية

الماثلة أمام جميع أبناء شعبنا الآن هي الخلاص من الاحتلال

وشعبنا جميعه موحد حول هذا الهدف ونحن نؤكد اليوم

أكثر من أي وقت مضى أن الشعب واحد موحد والقضية واحدة لا تتجزأ وجوهرها كما كان على مر السنين هو قضية اللاجئين وإنجاز حق العودة وفق القرار الدولي رقم 194 … فلا يجب أن تصبح مهمة إنجاز حق العودة مهمة اللاجئين لوحدهم دون باقي أجزاء الشعب الفلسطيني

 إننا نعلن اليوم أننا لن نقبل بأي بديل عن العودة ونشدد على رفضنا كافة مخططات التوطين والتهجير والتعويض بديلا عن العودة.

كونوا على يقين بان مسيرة النضال من اجل العودة

لن تتوقف بل وستزداد قوة وتتسارع مادام شعبنا يعيش الظلم بعيدا عن أوطانه

 وستتوارث الأجيال جيلا بعد جيل هذه الأمانة وكل حكايا اللجوء والعذاب

 إن العودة إلى الأوطان ممكنة وقابلة للتحقيق وستظل المخيمات قلاع للصمود ومواطن للثورات والانتفاضات

 ستبقى كما كانت طوال عشرات السنين ولن نهجرها إلا إلى داخل فلسطين حيث ديارنا وديار آبائنا كل التحية والإكبار إليكم أيها الناس المظلومين

 وكل التحية للمخلصين الأمناء على قضية شعبهم

الذين لا تنحرف بوصلتهم عن النضال الوطني

فالوحدة الوحدة أيها الشعب

ومزيدا من النضال والصمود مزيدا من اليقظة والانتباه

وإننا حتما لمنتصرون… وإننا حتما لعائدون  

سنعود .. سنعود .. حتما سنعود

رئيس رابطة الشباب العرب في أوكرانيا

شاهد أيضاً

اوك

العالم يخسر التراث الثقافي لأوكرانيا بسبب العدوان الروسي

مكسيم دورهان / تواصل روسيا سياستها المتعمدة في تدمير ليس فقط المنشآت العسكرية، بل وأيضًا …

اترك تعليقاً