هادي جلو مرعي / مع كامل الإحترام للمؤتمر الذي نظمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة طهران حتى نهاية أوغست لمنظمة عدم الإنحياز ودعت إليه قادة دول الحركة التي شكلت في أعقاب الحرب العالمية الثانية وإنقسام العالم الى معسكرين تحت سطوة قوى عظمى، فإن الحق الظاهر هو إنعدام ما يمكن تسميته ( عدم الإنحياز).. وفي قراءة لمواقف وسلوكيات كافة دول الحركة وبدون إستثناء نجد أنها جزء من مشاريع عالمية كبرى ومتضادة مع غيرها.
تبدو الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الأقوى في معادلة الصراع تساندها دول حليفة في أوربا وقارات العالم الأخرى، وعدد من الدول العربية الغنية والفقيرة، وكلاهما يعملان بمبدأ (ظل راجل ولا ظل حيطة) الذي تؤمن به النساء ممن فاتهن قطار العمر ويرغبن برجل..
في المقابل فإن روسيا والصين هما الدولتان الأكثر جرأة وحضوراً في مواجهة التوغل الأمريكي تعاضدهما دول مثل إيران وبلدان في أمريكا الجنوبية والوسطى وفي مناطق أخرى من العالم.
تحضر السعودية الى قمة طهران وهي في قمة الإنحياز للمشروع الأمريكي في المنطقة وخاصة في سوريا ولبنان وفي المواجهة مع إيران وحزب الله وقوى المقاومة ضد إسرائيل المنزعجة من رئاسة إيرانية أمدها ثلاث سنوات كاملة للحركة ولمؤتمر يعقد في عاصمتها المزعجة لطموحات الغرب وتل أبيب.. تشاركها الموقف كافة الدول العربية بإستثناء الدول التي هي جزء من المحور المضاد.
إيران هي الأخرى تنحاز للمعسكر الشرقي وإذا قيل أنها خارج هذا التوصيف فهي ليست تابعة لروسيا ولا للصين بل شريك لهما . فهذا يعني أنها قائدة في محورها المنحاز لمشروع مغاير تماماً.
بلدان مثل العراق ، سوريا ، البحرين الكويت ، لبنان ، الأردن ، الإمارات ، اليمن المغرب ، الجزائر ، مصر ، ليبيا ، تونس يمكن إدراجها ضمن أحد المعسكرين وبدون جهد أو فحص للمواقف خاصة وإن تلك المواقف توضحت منذ سنوات. فليس من خلاف في أن دول الخليج منحازة لأمريكا ومعها دول عربية أخرى، وإن دولاً كالعراق والجزائر ولبنان وسوريا والسودان تمثل حضوراً حقيقياً في المحور المضاد الذي تقوده روسيا والصين وإيران وكل هذه الدول تتخذ مواقف منحازة في القضايا العالمية المهمة.
وغير ذلك فإن المنظمة فقدت دورها وتأثيرها ووجودها على الأرض ولم تعد كما كانت في بدايات التأسيس، فهي مجرد حركة للإستعراض والمشاكسة دون أن تقدم أو تؤخر في الحراك العالمي.
إجتماع الحركة في ايران هذا العام يمثل خطوة لصالح طهران في مواجهة الضغط الأمريكي في الملفات العالقة خاصة الملف النووي والعلاقة مع قوى المقاومة ولمواجهة أثر الربيع العربي سيء الصيت.
يجدر بقادة وأعضاء الحركة أن يسموها قمة حركة عدم الحياد لا الإنحياز.