untitled2 أوكرانيا

مرسي عَ الكرسي.. وبعدين..؟!!

أميمة العبادلة / أسوار برس / بعد مباركتنا لأتباع مرسي، وعدم تشفينا بأتباع شفيق أرى أنه مازال الوقت مبكراً جداً لنعطي رأي قاطعاً حول معنى فوز د. محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية.. أو تحديداً حول الذي سيفعله ويقدمه لفلسطين، ولقطاع غزة كما يأمل ويحلم أهلها..

untitled2 أوكرانيابعيداً عن المراقبة والتخمينات والتوقعات والآمال العظيمة، فإن الأمر الجليّ دون مواربة أنه بالتأكيد لن يكون المخلص لنا في غزة من كل الخطايا والآلام التي استوطنتنا بفعل فاعل من أهلنا أو من غير أهلنا.. وأيضاً لن يكون هو المهدي المنتظر..

هنا، لن أتعرض للشأن المصري وما ينقص، وما يلزم، وما يعني، وما يعكس، وما يجب.. فمصر أدرى بشعابها واحتياجاتها من كل كُتَّابِ فلسطين وغزة.. وزملائي الرائعون في قطاع الصحافة المصرية لا يألون جهداً، ولا ينضب لهم حبر أو ينكسر لهم قلم.. وبالتالي سأكتفي بالحديث عن الشأن الفلسطيني أو الغزي تحديداً والذي ارتبط قسراً بالشأن المصري الحالي بناء على رغبة الساسة والجماهير عندنا..

منذ طفولتي وأنا أرى الفلسطيني فخوراً أنه الأكثر ثقافة ومعرفة ومتابعة لأخبار الشعوب، والأكثر حفظاً لأسماء الدول.. كنت أظن أنه يبحث عن عزاء له لعله يسمع من بين الأخبار أنباءً عن شعب محتل كمثل احتلاله فيهون بذلك على نفسه شيئاً من مُصابه..

ثم صرت أراه عن قرب أكثر وهو يدقق في خطابات الرؤساء عله يسمع منهم مجرد اسم فلسطين ليطمئن أنه يعيش فعلاً على ذات الكوكب معهم، وأن هناك من يعرف بأمر وجوده ومعاناته..

ثم اكتشفت كفر الفلسطيني بنفسه وإيمانه بقدرة الشعوب حوله.. وبمتابعته لأخبارهم كان كمن يتنفس الصعداء وينتظر الغوث منهم.. ربما لأنه كان يرى كيف أن الشعوب حوله جميعها تعيش وهو وحده يموت..

هي الحقيقة الفلسطيني شخص كسول، بل إنه أكثر كسلاً وبطئاً من السلحفاة.. والفلسطيني، الذي أعنيه هنا، الكل من الوزير إلى الغفير..

اعتاد الفلسطيني أن يقطع رجليه ليثبت عجزه.. وأن يمد يديه ليعتاش أهله.. ولو تحدث لبكى وناح وعلق كل الهم على غيره.. فبريطانيا انتدبت وسهلت، والعرب تخاذلوا وقصروا وباعوا، وإسرائيل استولت واشترت.. وهو كطفل يتيم، فاغر فاه يراقب الذباب كيف يدخل ويخرج، وفقط..!!

كاذب ذاك الفلسطيني إن قال لك مللنا الشعارات والصريحات.. كاذب لو قال لك ما عادت تعنينا الكلمات.. كاذب لو قال ما عدنا سذَّج تغرينا معسول الخطابات..

بل هو كما هو، كلما تحدث صالح أو طالح عبر الإعلام تعلقت به الأفئدة، وزاغت لأجله الأبصار وكأنه النبي بعث فينا من جديد.. ويكفي السيد فلسطيني أن يسمع كلمة فلسطين ليتولد بداخله الحنين، ويتعاظم في قلبه الشوق، فينسيه كل ما مر عليه من الشوك..

جيفارا، شكري القوتلي، الملك فيصل، نهرو، كاسترو، بو رقيبة، صدام حسين، حسن نصر الله، ملالي إيران، شيراك، عبد الناصر، السادات، مبارك، كارتر، كلينتون، أوباما، وحتى هتلر تمنوا لو أنه ما مات ليخلصهم من الظلم.. وجميعهم أمطرونا بوابل من القبل فقط لا غير..

والآن مازال مسلسل السذاجة يتكرر، حل دور التعلق وربط الآمال بمرسي، فوزعت غزة الحلوى وأطلقت المآذن التكبيرات والتهليلات وكأننا حررنا القدس..

عفواً.. أقصد وكأنهم حرروا لنا القدس.. على اعتبار أننا قُصَّر ونحتاج دوماً لوصي يقضي لنا حوائجنا..

أي خيبة هذه..!! والله إنها لخيبة عظيمة.. لست مكترثة كثيراً إن فاز مرسي أو شفيق.. فلست مع هذا ولا ذاك.. أقصد، أعلم أن كلاهما لنا سواء، فلقد حفظت درس الانتخابات الرئاسية التي نتعلق بها حول العالم.. وجميعها لا تأتي لنا إلا بمزيد من خيبات أمل..

أتمنى أن يكون لمرسي دور فعال، لكنني بصراحة لست متفائلة لحد “الهبل” كما يفعل الجميع حولي.. ليقيني أن لا أحد سينفعنا إلا الله ثم أنفسنا فقط، فما حك جلدك مثل ظفرك كما يقول المثل العربي..

وأؤمن أن من تعلق بعبد من عباد الله، وكله الله إليه فأضله بضلاله ولو بدا له ذو صلاح وتُقى.. أما من تعلق برب العباد، أنجاه الله من كل الضلال والمهالك..

فتوقفوا عن تقديس البشر والتهليل لمن لم ولن تعرفوه، واسألوا الله خير أقداره، وكفى بالله لكم حسيباً وعليكم وكيلاً

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …