4 آب اغسطس 1932 : اوكرانيا واجهت المجاعة ودفعت الملايين من ابنائها
20 نوفمبر, 2013
أخبار أوكرانيا, الأخبار, ثقافة و فنون, منوعات
أوكرانيا اليوم / خاص/ بيروت/ أقامت السفارة الاوكرانية في لبنان قداساً عن ارواح الذين قضوا في المجاعة التي ضربت اوكرانيا في فترة الثلاثينات من القرن الماضي. هي ذكرى يتم الاحتفال بها في اوكرانيا كما في كل اماكن الاغتراب في العالم، حيث يوجد جالية اوكرانية كتعبير عن رفض لما حصل . حضر القداس الذي ترأسه المتروبوليت الياس عودة الذي اعتبر ان ما حصل هو جريمة بحق الانسانية، السفير الاوكراني في بيروت فلاديمير كوفال، وأعضاء البعثة الديبلوماسية والقنصلية، ووفد من السفارة الروسية برئاسة الدكتور سرغي فارابيوف ممثلاً السفير الروسي، السفير الارمني في لبنان آشوت كوتشيريان، السفير البولوني فويتسك فوزيك والسفير البابوي غابريال كاتشيا ، د.علي قبيسي على رأس وفد من رئيس “جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي” ، ورئيس “نادي متخرجي أوكرانيا” د.ذوقان جرماني كذلك مع وفد، و حشد من الجالية الاوكرانية المقيمة في لبنان بالإضافة الى حشد كبير من الجالية الاوكرانية في لبنان.
هولودومور (بالأوكرانية:Голодомор، وتعني “وباء الجوع”، وأحياناً تترجم بالإنكليزية إلى “القتل بالتجويع”) هي المجاعة التي حاقت بأوكرانيا السوفياتية في الموسم الزراعي 1932 – 1933. في ذات الفترة كانت المجاعات تعصف ببقاع أخرى أيضاً من الاتحاد السوفياتي. تعتبر مجاعة هولودومور أحد أسوأ الكوارث في التاريخ الأوكراني حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 2.2 و 3.5 مليون قد ماتوا في هذه المجاعة، كما أن البعض يطرح أرقاماً أعلى من ذلك بكثير.
أوكرانيا كانت تعتبر بمثابة سلة خبز أوروبا قبل المجاعة، لكن أسباب المجاعة هي موضع جدل علمي وسياسي كبيرين، فبعض المؤرخين يعتبرون المجاعة مدبرة من قبل السلطات السوفياتية لاستهداف النزعة الوطنية الأوكرانية، آخرون يرون أنها نتيجة غير مقصودة للمشكلات الاقتصادية التي سببتها التغييرات الاقتصادية في حقبة تحويل السوفيات إلى الاقتصاد الصناعي. كما أن هناك من يعزو المجاعة بالأساس إلى أسباب طبيعية. وقد أقر البرلمان والحكومة الأوكرانيان وعدد من الدول الأخرى اعتبار الأحداث التي أدت إلى المجاعة بمثابة أفعال إبادة جماعية، رغم عدم وجود إجماع دولي حول ذلك.
ففي 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 اقترع البرلمان الأوكراني (الرادا) على نص يحمل المجاعة على إبادة متعمدة. وأثبتت مذكرة صدرت عن محكمة استئناف كييف، في 13 كانون الثاني (يناير) 2010، الرأي نفسه. ان الذاكرة الوطنية الأوكرانية هي حصن الأوكرانيين من عودة الماضي، وها هي اوكرانيا تسير على طريق جديد بعد ان نالت استقلالها وتسعى لتلعب دورها على الخارطة السياسية الدولية رغم كل الصعاب.
في 23 اكتوبر/ تشرين الاول 2003 اتخذ الاتحاد الاوروبي قراراً يقضي بالتذكير بان اوكرانيا قد تعرضت للمجاعة في اعوام 1932 – 1933 . بالنسبة إلى الصحافة الغربية، كانت المجاعة مفروضة فرضاً على أوكرانيا، وتحديداً من قبل السلطات التي كانت في سبيلها إلى إجبار المزارعين على القبول بالاصلاحات الزراعية التي لم يكونوا يريدونها. كانت السلطات تريد منهم أن يسيروا على نظام الحصص الانتاجية، وأن يتبعوا طرق المزارع الجماعية، لكنهم كانوا يرفضون ذلك.
كانت الأمور مختلطة في بعضها البعض. وكان من الصعب معرفة حصة الدعاية السياسية وحصة الحقيقية بين ألوف الروايات المتناقلة، ولكن ما كان مؤكداً حقاً، ولا يمكن لأحد أن ينفيه، هو ان أوكرانيا في تلك الآونة كانت تعيش مجاعة حقيقية، وموتاً جماعياً حقيقياً. أما السلطات فإنها، عندما كان يشتد الضغط عليها، كانت تعد الفلاحين بأن الأغذية، ولا سيما القمح، ستتوفر، ولكن ليس قبل أن يتم القبول بنظام الحصص.
اعداد و تغطية: دكتور فؤاد خشيش