sameh sameer
sameh sameer

القمار الفوركسي

sameh sameer أوكرانياسامح سمير / نحن طبعا بني البشر حينما نسمع أو نرى كلمة عملات أو سلع يسيل لعابنا وتنفتح شهيتنا إستعدادا للتجارة والارباح . ليشعر من لا عمل له أنه وجد عمل ، ويشعر من يعمل أنه وجد مصدرإضافي للدخل بدون تعب أو عناء مثل تعب وعناء مجال عمله الاساسي .ثم يكتشف في النهاية بعد ضياع ماله ووقته وجهده وأمله الكاذب أن الموضوع ماهو الا صورة من صور صالات القمار ولكن بثوب عصري جديد وقناع تجاري (بيزنسي) ليخفي وجهه القبيح الدنيئ ويخفي أطماعه وسفالة ووقاحة من يقفون خلفه .هل عرفتم ماذا أقصد بهذا وما أريد أن أتكلم عنه ، أم مازالت الغشاوة على أعينكم ، وأطماعكم وامالكم الواهمة تحجب عنكم الحقيقية المرة والتي لا تريدون أن تعرفوها وتعترفوا بها .

طبعا هذا مايسمى بالفوركس اللعين ، الذي أصبح الان موضه وانتشر في كل الدول ومنها الدول العربية طبعا .

أقسم لكم أني هنا أتوجه لكم بنصيحة مخلصة من أجل الفهم والمعرفة المجردة المحايدة، حيث قد يقول قائل أنت تقول هذا لأنك لك تجربة مريرة في هذا المجال مثلا.

الفوركس هي كلمة مكونه من الاحرف الاولى لجملة ( سوق تداول العملات الاجنبية) باللغة الانجليزية طبعا .ولكن الأمر في حقيقته بعيد كل البعد عن هذا المجال .

حتى لو أحضر أي شخص من الذين يعملون في هذا المجال وربما هم أيضا من الشباب الذين لم يجدوا عمل سواء داخل الدول العربية أو في الخارج وللأسف هم يعملون كالقوادين الذين مهمتهم جلب الزبون الى صالة القمار أو بيت الدعارة ليخسر ماله ويستفيدوا هم .

أقول لو أحضر أي شخص فتوى من أي شيخ يقول أن هذا حلال فهذا أيضا نوع من الغش والتدليس والترويج لبضاعتهم الفاسدة ، لأن تجارة العملات والذهب والنفط وغيرها من السلع البراّقة التي يروجون لها طبعا حلال وليست حرام طالما تتم بالضوابط المشروعه والتي يقرها الشرع والعقل والضمير .

ولكن أنا أقول لهم يالصوص يا مقامرين ما تفعلونه ليس تجارة عملات ولا سلع ولا يمت لهذه الاسواق والمجالات بصلة الا فقط صلة السعر وحتى هذا يوجد ايضا فيه فرق من شركة الى أخرى غير السعر الحقيقي .

ولايوجد اي فتوى تقول بشكل صريح ان شركات الفوركس والعمل فيها بهذه الطريقة حلال ، إنما هي فتاوى عامه تقول ان تجارة العملات مع الضوابط الشرعية حلال وهذا امر معروف لاي عاقل .

في هذا المجال لا أحد يشتري أو يبيع أو يملك أو يقبض اي شئ والتقابض هو شرط من شروط التجارة الحلال .

فأنت حينما يقولون لك أنت يمكن أن تشتري اليورو أو الذهب فانت لا تملك ولا تقبض أي يورو ولا غرام ذهب واحد حتى وحينما تبيع لا تبيع أي شئ ولايقبض منك أحد أي شئ .

مايحدث هو مجرد مراهنة ومضاربة ومقامرة على السعر ان ارتفع وكنت من المضاربين والمراهنين على الشراء تربح مايخسره غيرك من المغفلين وإن كان العكس تخسر مايربحه غيرك أيضا وهكذا ان انخفض وكنت من المضاربين والمراهنين على البيع .

ومن المستفيد دائما في النهاية أصحاب صالة القمار (شركات الفوركس) والعاملين بها ممن جلبوا الزبائن وسولوا لهم ، حيث ان هذه الشركات تاخذ عمولة على كل عملية مراهنة ومقامرة سواء على البيع وعلى الشراء وهو ليس بيع او شراء كما سبق بصرف النظر عن من يربح او من يخسر  هم ياخذون عمولتهم من فرق السعر أو مايسمى بالاسبريد ، حيث يستخدمون الفاظ وعبارات يجملون بها وجههم القبيح .

سأضرب لكم مثلا بسيط حتى أقرب الصورة لكم ، تخيل أن هناك سوق للخضار والفاكهة مثلا قريب من بيتكم وجاء شخص ما وإستأجر شقة بجوار السوق ودعا اليها عدة أشخاص وقال لهم هيا نضارب ونراهن ونقامر على اسعار السلع التي في السوق بمرور الوقت سعر التفاح الان مثلا للبيع 10 وللشراء 12 وهو سوف يدير هذه العملية يجمع المال ممن راهن على البيع او الشراء ثم ينظر التغير في السعر ويعطي ربح هذا من خسارة هذا وياخذ هو عمولته من فرق السعرين بصرف النظر عن من يربح او من يخسر ، هل هذه تجارة ام قمار مقنّع .

وهناك طامة اخرى في هذه الشركات وهي مايسمى بالرافعة المالية حيث انهم يعطونك رافعة تصل الى 500 ضعف يعني لو شخص في حسابه مثلا الف دولار يمكن ان يتصرف وكان معه 500 الف دولار ، لماذا هم يفعلون هذا هل هو قرض حسن او حتى غير حسن هل يريدون ان يحلوّن مشكلة البطالة ، هم يفعلون هذا لسببين الاول لان الفروقات التي تكون في الاسعار هي فروقات بسيطة وهم طبعا لا يمكنهم وضع فروقات سعرية كبيرة عن الاسعار الحقيقية حتى لا يتضح غشهم الصريح ، ولهذا لو ضارب او قامر او راهن احد بملغ صغير لن يكون هناك ربح او خسارة كبيرة وبالتالي عمولة مجزية لهم واقبال من الناس على هذا العمل والثاني حتى ايضا يضمنوا المكسب من اصحاب رؤوس الاموال الصغيرة والاحلام والاطماع الكبيرة ليحصدوا ما زرعه الطمع والجهل من الغني ومن الفقير فهم كالجراد الذي ياكل الاخضر واليابس .

يجب أن نعرف إنه ليس هناك فرق بين كلمة مضاربة ومراهنة أو مقامرة كلها لها معنى واحد من الناحية العملية ولكنهم يفضلون استخدام كلمة مضاربة لانها تتماشى مع اتجاههم وهو القمار المقنع والمخفي والمتجمل بأدوات تجميل التجارة بكل مافيها من مصطلحات وادوات من حيث الاستراتيجيات والهدف والاستوب والشاراتات ( الرسوم البيانية) والشموع اليابانية والمؤشرات والخ …

مالفرق بين التجارة والمضاربة أي المراهنة والمقامرة ولماذا التجارة حلال والمقامرة حرام في اي دين وأي شريعه عادلة مستقيمة ؟

لان التجارة يوجد فيها أخذ وعطاء أي حياة وحيوية وتبادل المنافع والمصالح واشباع الحاجات هناك من ياخذ مال وهناك من ياخذ ويحصل على ويقبض ويملك سلعه يستفيد بها ، وليس هذا فحسب فطبعا لابد ان تكون السلعه مشروعه ومفيدة وليست مضرة ولابد ان يكون ما أخذه مساو في القيمة لما أعطاه حتى لا يكون هناك ظلم أو استغلال فلو كانت الاسعار مبالغ فيها يكون هناك ظلم للمشتري ولو كانت منخفضة يكون هناك ظلم للبائع .

أي لابد ان يكون هناك اخذ وعطاء والاخذ والعطاء يكون متساو ومتقارب في القيمة بقدر المستطاع .

في هذه الحالة تكون تجارة مفيدة ومشروعه ويسفر عنها تطور وحيوية ونمو للمجتمع، أما في المضاربة أو المقامرة التي تحدث في شركات الفوركس ، ليس هناك اي اخذ واي عطاء لا نعطي شيئا ولا نقبض شيئا  غير مالنا الذي نخسره والأمل الكاذب الذي نأخذه ليكون كالسكين الذي يطعن القلب دون رحمه .

فكل مايحدث هو مراهنة على السعر ارتفاعا او انخفاضا كما سبق .وطبعا أصحاب صالات القمار (شركات الفوركس) وموظفيها الذين هم في خدمتك على الشات 24 ساعة هم المستفيدين والرابح دائما .

فأنا هنا أتوجه بكل اخلاص وحيادية إلى الشباب الذين لم يجدوا عملا فيقعون ضحية حيث يخيل اليهم انه عمل يملأ فراغهم وما هو الا حية تسعى تأكل أموالهم وأموال أهليهم وتزيد من معاناتهم .

وأتوجه بشكل عام الى كل من لم يقامر بعد ويدخل هذا المجال ، احذر وابتعد عن هذا الامر وارجع الى رشدك وضميرك واقتل الطمع والامل الكاذب داخلك لان هذا هو الطعم الذين يصطادونك من خلاله .

والى كل من ضارب وخسر ماله في هذا المجال اللعين ، قل حسبي الله ونعم الوكيل وحاول ان تبحث عن مجال حقيقي تستخدم فيه مواهبك وتاخذ وتعطي لتفيد وتستفيد واعمل على نشر هذا المقال وغيره حتى تفلس هذه الشركات باذن الله وتغلق ابوابها .

وأقول لمن مازال يضارب ويقامر اتقى الله فيما تبقىّ من مالك او مال أهلك إن كان حلالا وإن كان حراما فاستمر فيما انت فيه ، وتذكر انا ما ستكسبه هو ما سيخسره ضحية مثلك من المغرر بهم ربما يكون اخاك او اختك او زوجتك او صديقك او شخص قريب لك وحتى لولم يكن قريب لك فهو اخ لك في الانسانية ولماذا انتم تخسرون ليربح غيركم من اصحاب هذه الشركات بدون اي تعب او مغامرة او عمل حقيقي او خدمة حقيقية للمجتمع ، بدل ان تساهم في بناء هذه الشركات اذهب وساهم في بناء بلدك ومجتمعك ، وابحث لك عن فرصة اخرى حقيقية فالفوركس عائده يظل بسيط بالمقارنه بالمخاطرة الكبيرة التي فيه وهي ليست مخاطره عمل طبيعية بل هي ناتجة عن طبيعته القمارية .

وأقول للعاملين في هذه الشركات من الشباب العربي او غيره الذين ربما لم يجدوا عمل فعملوا في هذا المجال اتقوا الله في اموال اهليكم وذويكم وتذكروا يوم الحساب وابحثوا لكم عن عمل اشرف وأكرم فماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه وانتم تخسرون انفسكم كل يوم مع كل زبون تجلبونه ومع كل كلمه وجمله تقولنه له عن طريق الشات ، فانا أربأ بكم أن تكونوا في هذا الوضع المذل والمهين .

وأقول لأصحاب الشركات أموالك حرام فانتم تكسبون مايخسره الاخرون وانتم تاخذون ولاتعطون غير الغش والكذب والوهم ، وهذا ليس قاصر على شركات الفوركس التي يتم فتح حسابات فيها فقط بل كل شركة او موقع لها صلة بهذا المجال من الناحية الدعائية او التعليمية او الارشادية .

وهناك موضوع هام يجب الاشارة اليه ايضا في هذا المجال، قد يقول قائل ان هذا المجال شبيه ببورصة الاسهم والسندات الموجودة بشكل رسمي وحكومي في كل الدول وهي ايضا بورصة وفيها تداول ، أقول لهم هناك فرق كبير بورصة الاسهم والسندات  الانسان يشتري اسهم او سند ويحصل على ويقبض ويملك سند او سهم ليمول الشركة البائعه له كاداة تمويل وياخذ عليه ارباح من الشركة وربما يكون له تاثير في قرارات ادارة الشركة حسب حصته من الاسهم ، فهذا امر مختلف تماما وحتى في بورصة الاسهم والسندات لو تحول الامر من تجارة او استثمار الى مضاربة يكون خطير ويكون كالمقامرة والمراهنة  ويصبح مضّر وليس مفيد ورأينا كم من الناس ضيع امواله فيها ايضا حينما تعامل مع الامر كمقامرة ومراهنة وليس كتجارة واستثمار طويل الاجل نوعا ما له بعد اقتصادي وتنموي ، فلابد أن يكون هناك ضوابط للتداول في بورصة الاسهم والسندات حتى تسير الامور في الطريق الصحيح.

أما ما يحدث في شركات الفوركس هو من اساسه خطأ قلبا وقالبا وبعيد كل البعد عن التجارة والاسواق والتداول الحقيقي كما سبق ، فلنقف معا صفا واحدا ونتكاتف ونتراص لنقف سدا منيعا في وجه هذا الطوفان

لنقضي عليه تماما بإذن الله .

سامح سمير

كييف- اوكرانيا

ملاحظة : المقالات التي تنشر بالموقع تعبر عن رأي أصحابها و ليس بالضرورة عن راي الموقع

 

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …