قَدْ طالَ لَيلي وقَلْبي ماعَ مِنْ طَرَبِ
يا قُدْسُ رِفْقَاً بِقَلْبِ العاشِقِ الطَّرِبِ
أَسْتَعْجِلُ الوَعْدَ كي ألقاكِ باسِمَةً
رَغْمَ الحِصارِ ورَغْمَ الجَحْفَلِ اللَّجِبِ
لِلَّهِ دَرُّكِ لا سُقْمٌ ولا هَرَمٌ
غابَتْ شُموسٌ وعَنْكِ الشَّمْسُ لَمْ تَغِبِ
قالُوا بِمَدْحِكِ شِعْرَاً دَبَّجُوا خُطَبَاً
فَما كَتَبْتُ وضاقَ الصَّدْرُ بِالخُطَبِ
وكَيفَ أَكْتُبُ شِعْرَاً عابِقَاً أَمَلاً
إنّي الحَزينُ وشِعْري شِعْرُ مُنْتَحِبِ
لا تَعْذُليني إذا ما صُغْتُ قافِيَةً
لا تَسْتَعيدُ زَمانَاً زاهِرَ الحِقَبِ
ولَيسَ تَذْكُرُ أَمْجادَاً مُسَجَّلَةً
على الصَّفائحِ أَو ما جاءَ في الكُتُبِ
وَلْتَعْذِريني إِذا لَجْلَجْتُ في خَجَلٍ
ما دامَ سَبْيُكِ نَصْلَاً ساكِناً عَصَبي
ما الشِّعْرُ حَيثُ ظَلامُ اللّيلِ يَثْقُبُهُ
صَوتُ الرَّصاصِ وَقَلْبُ الأُمِّ في نَصَبِ
ما الشِّعْرُ حَيثُ جُنودُالبَغْيِ في مَرَحٍ
والكَهْلُ يَأْوي أَسيرَ القَهْرِ والغَضَبِ
ما الشِّعْرُ حَيثُ رِحابُ الدُّورِ واسِعَةٌ
والطِّفْلُ خَلْفَ زُجاجِ البَيتِ في رَهَبِ
ما الشِّعْرُ حَيثُ شبابُ الحَيِّ يَجْمَعُهُم
سِجْنٌ وسَجَّانُ مُحْتَلٍّ ومُغْتَصِبِ
وأَيُّ شِعْرٍ يُعيدُ الأَرْضَ ناطِقَةً ،
بالضّادِ تَكْنِسُ حُكْمَاً سادَ بِالكَذِبِ
يا قُدْسُ عَفْوَكِ إنْ غالَيتُ في غَضَبي
ما كُنْتُ يَومَاً قَليلَ الذَّوقِ والأَدَبِ
لَكِنْ أُسائِلُ هذا الكَونَ في عَجَبٍ
وأَسْأَلُ العُرْبَ طولَ الدَّهْرِ عَنْ سَبَبِ
إلامَ يَبْقى سَبيلُ العَدْلِ مُنْعَرِجَاً ..
لِلنَّذْلِ سَيفٌ وسَيفُ الحُرِّ مِنْ خَشَبِ ..؟!