بقلم: حازم عبد الله سلامة “أبو المعتصم”
بينما يكون القائد والمسئول منهمك بخطابه علي منبر الانتخابات ويتغنى بالشعب، يكن هناك من غالبية الشعب من لا يجد قوت يومه، وفي أوقات الانتخابات وبينما يقف المسئول خلف الميكروفونات وأمام الفضائيات ببدلته الأنيقة ويتحدث عن الفقراء والبسطاء وحبه لهم، يكن هناك بين أزقة المخيم وبين جدران البيت الصغير أطفال يعانون الفقر والمرض والحاجة.
في لحظات استجداء المسئول لأصوات المواطنين ويعدهم بالوفاء وبمعالجة مشاكلهم، يكن هناك وعلي مقربة من المهرجان الخطابي الانتخابي مواطنون يستجدي أطفالهم رغيف خبز يسد رمق جوعهم، بينما تمر عشرات السيارات الحديثة في موكب المسئول مسرعا في شوارع بقايا الوطن وتفتح له كل الطرق وتغلق في وجوه المواطنين، حينها يكن هناك بالمخيم جنازة لكهل مات وهو مازال يحلم بالعودة لوطنه الذي هُجر منه، ويعاني جيرانه وأهله من إخراج نعشه بسبب ضيق شوارع المخيم،
في أجواء الصيف الحارة وبيت هذا المسئول ينعم بنسيم المكيفات، يكن هناك من يتألم من حرارة الشمس الحارقة وهو جالس تحت سقف الأسبست في بيته الصغير المنهك الجدران،
وفي أجواء الشتاء والصقيع القارس ينعم هذا المسئول وأبناءه وأسرته وأزلامه في دفء المكيفات داخل قصورهم وبيوتهم الفخمة، يكن هناك في هذا الوطن من يرتجف من البرد ويعاني من غرق بيته بمياه الأمطار،
هذا المسئول الذي يعيش حياة الرفاهية والثراء الفاحش مازال ودون خجل يتحدث عبر المنابر عن المخيم ومعاناته، وعن الشعب وأوجاعه، ويمثل دور المنقذ لهذا الشعب، ويتقمص شخصية المواطن البسيط الذي يشعر بالمعاناة،
ولا يعلم ذلك المسئول المحاط بالسحيجة والمنافقين من أزلامه أن الشعب أفهم وأوعي مما يتخيل، وأنه سقط حتى في أن يكن ممثل، وفشل في الاستمرار بخداع الناس وتقمص دور واهم،
القائد والمسئول الذي يحيا في قصور وفلل، عليه أن يخجل حينما يسمع عن معاناة المخيم، عليه أن يتوقف عن الخطابات والتغني بآلام الناس، فخطاباتكم وشعاراتكم فقط للمتاجرة بآلام المواطنين، فشيء من خجل وكفوا عن التسلق والانتهازية والسمسرة بمعاناة وآلام الناس،
من يعيش في برستيج وثراء كبير لا يحق له أن يتحدث عن الشعب وآلامه وجراحه وفقره، فلا يشعر بالمعاناة إلا أهلها، فلا تتحدثوا باسم هذا الشعب وفقط أريحونا من ظلمكم ومتاجرتكم بآلامنا، وعيشوا حياتكم بعيدا عنا، واتركونا بآلامنا ومعاناتنا وقهرنا ولا تزيدوا جرحنا نزيفا،
عندما زار غاندي بريطانيا لبحث مطالب الشعب الهندي، قال له أحد المسئولين الانجليز : لماذا ترتدي ملابس بالكاد تستر جسمك !!! فأجاب غاندي : لأني أمثل أمة من الجائعين والعراة !!!