أوكرانيا اليوم / كييف / أكد الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش أن بلاده حددت خيارها باتجاه التكامل مع أوروبا، مشيرا إلى أن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي يمكن أن تصبح خطوة أولى باتجاه التعاون الاقتصادي بين دول العالم من أقصى الغرب الأميركي إلى أقصى الشرق الروسي.
تصريحات بانوكوفيتش جاءت ردا على دعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الجمركي (روسيا، بيلاروسيا، كازاخستان) كخطوة أولى تضمن لها لاحقا الحصول على شروط أفضل للتفاوض والتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلن يانوكوفيتش خلال منتدى في يالطا العاشر “”أوكرانيا والعالم في عصر التغيير: عوامل النجاح”” أن بلاده تبحث عن صيغ للتعاون مع الاتحاد الأوربي لاتعرقل تقاربها مع الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر خيارا استراتيجيا حددته البلاد لنفسها، حسب تعبيره.
“واعتبر يانوكوفيتش أن “أوكرانيا تقع بين عملاقين – الاتحاد الأوروبي وروسيا” وأضاف:” نحن نشعر بذلك كل يوم ولايمكننا أن نتعامل مع هذا الأمر بطيش. نحن لانريد، ولن نضع على الإطلاق عملية تكامنا مع الغرب في مواجهة مع تكاملنا مع الشرق، بل نريد توحيدهما”، مشيرا إلى أن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي ستوقعها أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قد تصبح خطوة نحو إنشاء فضاء اقتصادي موحد “من فانكوفر إلى فلاديفوستوك”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال خلال جلسة لنادي “فالداي” الحواري الدولي أمس تعليقا على تبعات وانعكاسات انضمام أوكرانيا إلى اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي وبالتالي إلى منطقة التجارة الحرة مع أوروبا: “لو أن أوكرانيا انضمت أولا إلى الاتحاد الجمركي لتمكنت لاحقا بالاشتراك مع روسيا من الحصول على شروط أفضل للتعاون مع أوروبا”.
وأكد بوتين أن روسيا تحترم خيار كييف بالانضمام إلى منطقة التجارة الحرة الأوروبية، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو كانت نزيهة مع جارتها الشقيقة حينما حذرتها من أن الاتحاد الجمركي وبالتالي روسيا ستضر لاتخاذ إجراءات حماية لسوقها ضد تدفق البضائع الأوكرانية التي ستهبط أسعارها مع تدفق البضائع الأوروبية العالية الجودة إلى السوق الأوكرانية.
وأكد بوتين أن أوكرانيا ستجني 9 مليارات دولار سنويا على الأقل في حال انضمامها إلى الاتحاد الجمركي.
هذا ويناقش مجلس “الدوما الروسي” في 20 أيلول /سبتمبر الحالي مشروع بيان يعتبر أن أوروبا “تلوي ذراعي” أوكرانيا، بإجبارها على التخلي عن جزء من سيادتها، ووضع علاقاتها التجارية والاقتصادية تحت رقابة الاتحاد الأوروبي…
يشار إلى أن روسيا كررت أكثر من مرة دعوتها لجارتها أوكرانيا إلى التخلي عن الشراكة مع أوروبا والانضمام إلى “الاتحاد الجمركي”، إلا أن كييف ترفض حاليا المقترح الروسي وتعول على التعاون مع الاتحاد الجمركي في إطار مذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون مع اللجنة الاقتصادية الأوراسية، الأمر الذي قد يساعدها في الحفاظ على حجم التبادل التجاري الحالي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان.
أنباء موسكو