%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A1 أوكرانيا

يامسكين كم أنت مسكين

هادي جلو مرعي / أعتذر لكم. لكن لي الحق في التساؤل مثل أي مواطن منهك يكاد يذهب الحر هادي1 أوكرانيابعقله، وتتنازعه المخاوف والهواجس، ولايقين لديه في المستقبل، ولايعرف بالضبط الى أين تتجه به الأحداث فكأنه حيوان بري صغير تاه عن أمه التي ذهبت لترعى مع القطيع وأخذتها الغفلة وهو لايهتدي إليها، ولاهي تعرف كيف السبيل الى صغيرها، بينما تتربص وحوش البرية به، وبأمثاله من الصغار الضعاف الذين لاقوة لهم، ولاقدرة على المقاومة، وهم عرضة للإفتراس قبل أن يروا شيئا من نعمة الحياة، كأنه قدر لامناص عنه، ولامرد لهن، ولابد من التسليم له بكل الأحوال دون إعتراض، أو إمتعاض، أو إفتراض فرصة للنجاة منه ومن عواقبه الوخيمة حتما.

في العراق يبدو الصراع على الحكم الهم الأول الذي يتحكم بهواجس الساسة ولايتيح لهم الفرصة لينظروا في معاناة وعذابات ملايين المواطنين، ويتردد الذين ينتقدون هذا التلكؤ في تشكيل الحكومة وضبط إيقاع الحركة السياسية، وبناء مؤسسات الدولة وتمكينها لأنهم يعتقدون بلاجدوى الصراخ والمطالبة بالحقوق، حيث لامستجيب، وربما كانت ردات الفعل عنيفة حيث يتعرض البعض من هولاء للشتيمة، وربما الإيقاع به وتهديده تحت عناوين وإفتراضات شتى، كأن يكون الناقد بعثيا، أو ضد النظام السياسي العام، أو إنه مدفوع بأجندات حزبية ومنافسة مقيتة، وربما جند من منافسين، لكن ذلك كله غير ذات جدوى، لأن النقد في كثير من الحالات يطال الجميع وليس فردا، أو جهة فمصيبة العراق مرتبطة بجميع الفاعلين في الساحة السياسية سواء في الحكومة، أو البرلمان، أو أقطاب العملية السياسية.

الدولة العراقية الحالية لاتستطيع الإمساك بحدودها، لاتتمكن من النهوض بمؤسساتها، لاتستطيع الوقوف بوجه التحديات الصعبة التي تطالها، لاقدرة لها على مواجهة أجهزة مخابرات دول الجوار العربي والإقليمي، ليس من فرصة في هذه المرحلة على الأقل للإدعاء بالسيادة الكاملة على القرار السياسي، وعلى مفاصل الدولة، فلاقدرة لجهة ما على ضبط الأمور، والحكومة العراقية الحالية التي تتهم بالتقصير تتنازعها مشاكل يفتعلها المنافسون الذين يريدون رأسها بكل وسيلة متاحة، فالمشروع الحقيقي لدى كل سياسي عراقي ولدى كل تكتل هو الوصول الى غرفة رئيس الوزراء والتحكم بالقرار في الدولة وليس بنائها. عشر سنوات مرت، ولم تتحرك هذه الدولة بكل ملياراتها للإنقاذ بغداد من حزام المزابل والأوبئة المخيفة التي تسببها حرائق المزابل، دولة بكل مؤسساتها، وبكل أموالها تفشل في تحقيق متطلبات الشعب البسيط منها والمعقد، ولايرى المواطن تغييرا، فقط هو يفهم لعبة التغيير على أساس تبديل فلان بفلان، وصعود هذا الحزب وهبوط منافس دون أن يقدم الذاهب شيئا، أو يعوض اللاحق فشل من سبق.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …