الثورات عملية بيولوجية جماعية شبيهة بأي مخلوق أو مولود جديد لها مراحل حمل تتبعها مرحلة ولادة وسواء كانت الولادة متعسرة أو طبيعية فهي بحاجة لتجميع كل عناصر الحرص والحفاظ على عوامل استمرار الحياة للوليد وكذلك عناصر الوقاية من الأمراض، ولعل الحراك الحيوي الفتحاوي / التيار الإصلاحي، هو الحراك الوحيد في الساحة الفلسطينية ومن قلب خارطة السياسة الفلسطينية المنهكة كانت ولادة الثورة الجديدة.
نقول ثورة لأنها حملت كل عناصر الثورة على القمع والإقصاء ولاستئصال في ظروف محكمة البوليسية والتزوير والشللية والثأر والتآمر علي ضحايا بحجم فاق التوقعات، ولمواجهة احتلال بغيض بكل تفاصيل القضية الفلسطينية.
طوال فترة الحمل و التفاعل البيولوجي للحمل بالثورة الجديدة كانت المخاطر جمة تهدد الحمل ولكن كانت قيادة بحجم المسئولية تسهر ليل نهار لحماية الثورة عند الولادة والأهم كانت الضحايا مخلصة لوليدها الثوري ولقيادتها بالطبع ومن هنا قلت هي ثورة سهر عليها جنود ظاهرين وجنود مجهولين فهذا رمز للرجل الظاهر الذي تحمل صمت السنين من العمل الجاد والمثابر وذلك رمز مجهول وهؤلاء المجهولين الكثر المرموزين بالصمت والعمل الجاد حفاظا على سلامة المولود الجديد حيث كان السياسي والكاتب والمفكر والقائد والميداني والجندي الذين دفعوا ومازالوا يدفعون ثمنا باهظا لا تمايز بينهم إلا بالمخاطر والمعاناة وتقدم الصفوف في المخاطر ولكنهم جميعا إخوة متساوون في احترامهم كجماعة اقتنعت بفكرة الثورة على الجمود في فتح والخارطة السياسية الفلسطينية ومن هنا أقول تحية لكل الجنود الظاهرين وكذلك الجنود المجهولين في التيار الاصلاحي ولكل من شارك ولو بجهد مهما صغر فهو كبير في ماهية الجهد العام للمجموع سواء حضر أو لم يحضر المؤتمر، فكل من دافع عن الفكرة وكل من خطط وكل من نفذ وكل من كتب وكل من تعب وكل من قطع راتبه ورزقه وعانت أسرته وكل ساهم بصورة أو بوست أو حتى تعليق أو وضع لايك في مجال العمل وأولئك الذين دفعوا ثمن تمسكهم بالفكرة من موقع تنظيمي أو تشريعي أو وظيفي أو منع من السفر أو منع من حق لأبنائه أو لأسرته أقول لهم يعطيكم العافية وأنتم بلا استثناء ساهمتم في ثورة هي في باكورة إنتاجها ولكم كل التحية وعليكم مسؤوليات لازالت كبيرة وتحتاج جهد الجميع ويحتاج الوليد الثوري للعناية وكما أقولها دائما لا تتشاطروا على بعض ولا تنغصوا مزاجات بعضكم وكونوا حماة لهذه الثورة وهذا الوليد وما كسر في الطريق يجري تجبيره واستخلاص العبر ولا مكان للأنانية بل هذا الإنجاز يحتاح إعادة رسم الخطط والعلاقات بما يواصل العملية الثورية فالثورة دائما في خطر لو لم تتم المراجعة واستخلاص العبر وأفضل مراحل التصويب عندما يفرح الجميع بالإنتصار فكونوا كما كنتم والقمة تتسع للجميع لو صبرتم .
جاء الوليد في أول مؤتمر شبابي فلسطيني ليؤكد على صحة الفكرة والطريق وكانت الشراكة عنوان المؤتمر وليس المشاركة أي بمعني أن الجميع شركاء وليش مشاركين فقط وعقد المؤتمر في قلب القاهرة العاصمة العربية الأكبر التي لها كل الاحترام والتقدير شعبا وقيادة ليقولوا لكم نحن مع الشعب الفلسطيني حتى النصر وتحقيق الاستقلال.
الآن الآن أود القول لكل من كان مترددا في الانضمام مع بدايات العمل من كل التيارات والمستقلين والاحزاب الأخرى تقاطروا للانصهار في هذا التيار الحيوي المتنامي والمتصاعد والمتوسع الرقعة والحيوي والمتفاعل الوحيد في الوطن وحامل راية الاصلاح بمسؤولية كبرى بعد أن تراجعت القضية وخيم الهم والملل على جموع شعبنا جراء الفشل في إدارة الثورة وإدارة البلاد والعباد فأهلا وسهلا بالجميع في رحلة الثورة الجديدة وخبراتكم وفكركم ونشاطكم سيزيد التيار قوة وينهض بالمولود الجديد لهذه الثورة التي حتما ستنتصر وإلى الأمام.