أوكرانيا اليوم / كييف / اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء الاربعاء ان اتفاقا تم التوصل اليه بين موسكو وباريس وواشنطن وبرلين ولندن والاتحاد الاوروبي على مواصلة المباحثات حول الازمة الاوكرانية في الايام المقبلة.
وقال لافروف اثر اجتماع في الخارجية الفرنسية وفق ما نقل عنه صحافي يرافق وزير الخارجية الاميركي جون كيري “توافقنا على مواصلة المشاورات في الايام المقبلة لنرى كيفية المساعدة في تطبيع الوضع (في اوكرانيا) وضمان استقراره وتجاوز الازمة”.
ونفى دبلوماسي اميركي مساء الاربعاء ان تكون الولايات المتحدة قد توصلت الى اتفاق مع روسيا لمعالجة الازمة في اوكرانيا، الامر الذي كان اعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق.
وقال المسؤول في الخارجية الاميركية بعد لقاء بين لافروف ونظيره جون كيري “لم يحصل اتفاق خلال هذا الاجتماع ولن يحصل اتفاق ابدا من دون مشاركة مباشرة للحكومة الاوكرانية”
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء من باريس ان المباحثات في محاولة لايجاد حل للازمة الاوكرانية “ستتواصل”، وذلك لدى مغادرته الخارجية الفرنسية من دون ان يلتقي نظيره الاوكراني اندريه ديشتشيتسا.
وفي مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اجتمع لافروف مساء بنظرائه الاميركي جون كيري والالماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني وليام هيغ ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
وقال لافروف في تصريح مقتضب للصحافيين لدى مغادرته قرابة الساعة 19,00 ت غ “اجرينا يوما طويلا من المشاورات حول اوكرانيا. نحن جميعا قلقون حيال ما يحصل هناك”.
واضاف “توافقنا على مواصلة المباحثات في الايام المقبلة لنرى كيفية المساعدة في ارساء الاستقرار وتطبيع الوضع وتجاوز الازمة”.
وردا على سؤال للصحافيين عما اذا كان التقى نظيره الاوكراني اجاب “من هذا؟ لم ار احدا”.
وطوال الاربعاء، حاول الغربيون الضغط على الوزير الروسي ليوافق على لقاء نظيره الاوكراني ولكن من دون جدوى.
وبعد مغادرة لافروف، استؤنفت المشاورات بين فابيوس وكيري وهيغ وشتاينماير واشتون وانضم اليهم وزير الخارجية الاوكراني. ولاحقا صرح الاخير “اعتقد فعلا اننا متجهون الى مخرج ايجابي”.
من جهته، قال فابيوس “انها المرة الاولى منذ بداية الازمة الاوكرانية يجتمع الجميع معا. انها بداية المفاوضات التي لم تنته”.
ومارست الولايات المتحدة وحلفاؤها ضغوطا على لافروف ليلتقي نظيره الاوكراني في مؤشر الى رغبة روسيا في نزع فتيل التصعيد في اوكرانيا، وخصوصا في ضوء التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم بجنوب البلاد.
واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاوكراني اندريه ديشتشيتسا مساء الاربعاء في مقر الخارجية الفرنسية في باريس، بحسب ما افاد صحافي يرافق وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وردا على سؤال قبل اللقاء عما اذا كان سيلتقي لافروف، هز الوزير الاوكراني بكتفيه وقال “لا اعلم ما اذا كان هنا”. وبعد بضع دقائق، شوهد الوزير الروسي يصل الى الخارجية الفرنسية وفق الصحافي المذكور.
واعلن وزير الخارجية الروسي الاربعاء اثر لقائه نظيره الاميركي جون كيري انهما “توافقا على مساعدة الاوكرانيين في تنفيذ اتفاقات 21 شباط/فبراير” التي تم التوصل اليها في كييف. وصرح لافروف من باريس وفق مشاهد بثتها قناة “روسيا 24” التلفزيونية العامة “توافقنا على ضرورة مساعدة جميع الاوكرانيين في تنفيذ الاتفاقات التي وقعت في 21 شباط/فبراير”.
وقال ان المشاورات مع كيري تناولت “الوضع في اوكرانيا والخطوات التي يحاول شركاؤنا القيام بها عبر منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومجلس روسيا والحلف الاطلسي ومنظمات دولية اخرى. هذه الخطوات لا تساهم في اشاعة اجواء من الحوار والتعاون البناء”.
وسيمدد لافروف زيارته لباريس ليجتمع بنظرائه الفرنسي والالماني والبولندي الذين شاركوا في توقيع اتفاقات 21 شباط/فبراير مع الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة السابقة التي تولت حاليا السلطة في كييف.
وتلحظ هذه الاتفاقات تنازلات كبيرة من جانب يانوكوفيتش وخصوصا اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد اقصاه كانون الاول/ديسمبر وتشكيل حكومة ائتلافية خلال عشرة ايام وعودة الى دستور 2004. وفي اليوم التالي لتوقيع تلك الاتفاقات، صوت البرلمان على اقالة يانوكوفيتش وظلت الاتفاقات حبرا على ورق.
ودعت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية روسيا الاربعاء الى فتح حوار مع الحكومة الاوكرانية الجديدة بهدف التوصل الى مخرج من الازمة في شبه جزيرة القرم.
واطلق كيري تلك الدعوة على هامش اجتماع دولي يعقد حول لبنان في باريس. وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية ان “الوزير كيري اجرى مباحثات قصيرة على هامش الاجتماع مع وزير الخارجية لافروف بعد نقاش هامشي اوسع اجرياه مع وزراء خارجية اخرين”.
وهذه اول مرة يلتقي فيها كيري مع لافروف منذ عزل الحكومة الموالية لموسكو، ما دفع القوات الموالية لروسيا الى السيطرة على شبه جزيرة القرم.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان حكومات الاتحاد الاوروبي ليس امامها خيار سوى التفكير في فرض عقوبات على روسيا اذا لم توافق على دخول حوار مع الحكومة الاوكرانية التي لا تعترف بها موسكو
ومن المقرر ان يناقش قادة الاتحاد الاوروبي الوضع في اوكرانيا في قمة طارئة في بروكسل الخميس. وقال هيغ “اعتقد ان ما يحدث في المجلس الاوروبي سيقرره جزئيا استعداد روسيا للتحدث مع اوكرانيا اليوم .. هذا هو اختبار لروسيا اليوم”.
وتولت الحكومة الاوكرانية الحالية السلطة في 22 شباط/فبراير بعد فرار الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش من البلاد بعد ثلاثة اشهر من الاحتجاجات التي خلفت 100 قتيل. وقال هيغ ان فرار يانوكوفيتش من البلاد اضفى شرعية على الادارة التي قامت بملء الفراغ، داعيا روسيا الى القبول بالحكومة الاوكرانية شريكا في المفاوضات.
رئيس غير شرعي
هذا وكررت الحكومة الاوكرانية الاربعاء ان فيكتور يانوكوفيتش لم يعد الرئيس الشرعي للبلاد ووحده البرلمان يمكنه طلب مساعدة عسكرية من روسيا، وذلك ردا على رسالة قال الرئيس فلاديمير بوتين انه تلقاها من الرئيس المخلوع.
وتلا السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاثنين امام مجلس الامن رسالة يانوكوفيتش المؤرخة في الاول من اذار (مارس) والتي يطلب فيها من روسيا التدخل عسكريا في اوكرانيا بحجة انها “على شفير حرب اهلية”.
وفي رسالة مؤرخة في الرابع من اذار (مارس) موجهة الى اعضاء مجلس الامن، يؤكد السفير الاوكراني لدى المنظمة الدولية يوري سيرغييف ان يانوكوفيتش الذي اطاح به البرلمان ولجأ الى روسيا “لم يعد الرئيس الشرعي لاوكرانيا”.
وتضيف الرسالة ان البرلمان وحده “يتمتع بسلطة الموافقة على قرار حول دخول قوات عسكرية اجنبية الاراضي الاوكرانية”، مستندة في هذا المعنى الى الفقرة 23 من المادة 85 في الدستور الاوكراني. وتخلص الرسالة “بناء على ذلك، فان طلب فيكتور يانوكوفيتش من الرئيس الروسي استخدام القوات العسكرية (الروسية) في اوكرانيا لا يمكن اعتباره طلبا رسميا من اوكرانيا”.
ووفق الرسالة التي تلاها تشوركين الاثنين، طلب يانوكوفيتش من بوتين “استخدام القوات المسلحة للاتحاد الروسي لاعادة النظام والسلام والاستقرار والدفاع عن شعب اوكرانيا”. وفي 28 شباط (فبراير) ادلى يانوكوفيتش بتصريحات مختلفة تماما في مؤتمر صحافي عقده في روسيا التي لجأ اليها بعد فراره من بلاده، وقال ان “اي عمل عسكري في الوضع الراهن مرفوض. لا انوي طلب مساعدة عسكرية”.
مراقبون عسكريون
واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان ما مجموعه 35 مراقبًا عسكريًا غير مسلح يتحدرون من 18 دولة عضوا في المنظمة سيرسلون للاستجابة لطلب اوكرانيا. واوضح الامين العام لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لامبرتو زانييه في بيان “آمل ان تساعد هذه البعثة في تخفيف التوترات في اوكرانيا”.
والعسكريون في طريقهم الى اوكرانيا والى مدينة اوديسا في جنوب البلاد. وكانت كييف وجهت طلبا الى منظمة الأمن والتعاون في اوروبا لارسال مثل هذه البعثة من الخامس الى الثاني عشر من اذار (مارس). وارسال مراقبين عسكريين امر معتاد نسبيا.
وقد اعلنت المتحدثة باسم المنظمة ناتاشا رايكوفيتش “كان هناك ما يقارب 90 بعثة من هذا النوع في السنوات الخمس عشرة الاخيرة. هذا امر يحصل باستمرار”. وقد اعلنت حتى الان 18 دولة عضوا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومقرها فيينا، عن التطوع للمشاركة في البعثة وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وكندا او حتى بريطانيا.
وثيقة فيينا
واوضحت متحدثة باسم المنظمة “انهم مراقبون عسكريون لكنهم غير مسلحين. لن يتوجهوا بصفة جنود”. ويتدخلون في اطار وثيقة فيينا التي تم تبنيها في 1990 واعيد النظر فيها اخر مرة في 2011 وقد تم تفعيل البند الثالث منها للمرة الاولى مع هذه البعثة.
ووثيقة فيينا تشجع خصوصا الدول الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا على دعوة دول اعضاء اخرى لمراقبة بعض الانشطة العسكرية او على قبول حتى ثلاث عمليات تفتيش لمواقعها العسكرية سنويا.
وتنص الوثيقة ايضا على مشاورات وتعاون “في حال حصول انشطة عسكرية غير اعتيادية او توترات متزايدة”. وتسمح للدول باستقبال بعثات عسكرية “بهدف تبديد مخاوف”، بحسب الوثيقة التي صادقت عليها 57 دولة عضوا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
والاثنين، طالبت الولايات المتحدة بارسال “فوري” لبعثة مراقبين بهدف “ضمان حماية حقوق الاقليات” و”السهر على احترام وحدة الاراضي” في اوكرانيا. وقد اعربت روسيا من جهتها عن شكوك حيال فعالية مثل هذه البعثة، مذكرة بالمهمة السابقة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا في اوسيتيا الجنوبية والتي “لم تساعد بل فاقمت الوضع”.
المصدر ايلاف