%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7 %D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7 أوكرانيا

هولودومور سبب الخلاف بين اوكرانيا و روسيا

د. فريد نعيم المحاريق / هولودومور:  وتعني “وباء الجوع”، وأحياناً تترجم إلى “القتل بالتجويع”) هي فريد أوكرانياالمجاعة التي حاقت بأوكرانيا السوفيتية في الموسم الزراعي 1932 – 1933. في ذات الفترة كانت المجاعات تعصف ببقاع أخرى أيضاً من الاتحاد السوفييتي. تعتبر مجاعة هولودومور أحد أسوأ الكوارث في التاريخ الأوكراني، وأحد أسوأ معالم فترة حكم ستالين، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 2.2 و 3.5 مليون قد ماتوا في هذه المجاعة، كما أن البعض يطرح أرقاماً أعلى من ذلك بكثير. أوكرانيا كانت تعتبر بمثابة سلة خبز أوروبا قبل المجاعة.أسباب المجاعة هي موضع جدل علمي وسياسي كبيرين، فبعض المؤرخين يعتبرون المجاعة مدبرة من قبل السلطات السوفييتية لاستهداف النزعة الوطنية الأوكرانية، آخرون يرون أنها نتيجة غير مقصودة للمشكلات الاقتصادية التي سببتها التغييرات الاقتصادية في حقبة تحويل السوفييت إلى الاقتصاد الصناعي. كما أن هناك من يعزو المجاعة بالأساس إلى أسباب طبيعية علما ان الشعبيين الروسي و الاوكراني هم شعب واحد ذو عرق واحدة و التي يسمى ( سلافيان).

اوكرانيا بلد مسالم و تعيش في اوكرانيا كثير من القوميات و اكبرها الاوكران و هم المواطنين الاصليين للبلاد و من ثم الروس و قد كثر عددهم بعد قيام الاتحاد السوفيتي و يعيش اغلبهم في الشمال و الشرق و الجنوب من اوكرانيا  المحاذية للحدود الروسية , اما القومية الثالثة  التتار الذين يعيشون في جنوب اوكرانيا في جزيرة القرم . و كان التتار هم الغالبية العظمى من سكان تلك الجزيرة , و لكن بعد ان قام النظام السوفيتي بسياسة التهجير بحقهم فقد بلغ عدد السكان التتار في الجزيرة بحوالي 20% و الاوكران بحوالي 30% اما الروس فبالغ اكثر من 50% من سكان الجزيرة .

ان السياسة التي قام بها الاتحاد السوفيتي في فترة حكم ستالين ادت الي تقسيم اوكرانيا الي جزأين هم الجزء الغربي الذي يقطنه الاوكرانيين الاصليين وهم يتكلمون اللغة الوطنية الاوكرانية اما الجزء الثاني هو شمال شرق اوكرانيا و يعيش فيه الاغلبية الروسية و هذه المناطق هي مناطق ناطقة بالغة الروسية و قليل من الاقليات الاخرى مثل الارمن و لأذربيجان.

في عام 2004، أعلن فيكتور يانكوفيتش، رئيس الوزراء آنذاك فائزاً في الانتخابات الرئاسية، والتي كانت مزورة إلى حد كبير، وفقاً لحكم المحكمة العليا في أوكرانيا في وقت لاحق. تسببت النتائج في موجة من الغضب العارم دعما لمرشح ألمعارضة فيكتور يوشتشينكو، الذي طعن في نتائج الانتخابات. أدى ذلك إلى الثورة البرتقالية السلمية، والتي وصلت بكل من فيكتور يوشتشينكو ويوليا تيموشينكو إلى السلطة، و قد اتخذ يوشتشينكو السياسة الغربية الاوروبية و الابتعاد عن الدب الروسي سياسيا و اقتصاديا , و سعى الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي  ,  في حين دفعت فيكتور يانوكوفيتش إلى المعارضة.  و بعد الثورة البرتقالية قامت روسيا بكثير من العقوبات الاقتصادية على اوكرانيا مما ادى الي تعزيز النزعة القومية بين روسيا و اوكرانيا كما استعملت روسيا الغاز كورقة ضغط ضد اوكرانيا و اوروبا  و أوقفت روسيا الغاز الطبيعي لفترة وجيزة جميع إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في عام 2006، ومرة أخرى في عام 2009، مما أدى إلى نقص في الغاز في عدة بلدان أوروبية أخرى. عاد يانوكوفيتش إلى منصب في السلطة في عام 2006، عندما أصبح رئيس الوزراء في تحالف الوحدة الوطنية ، حتى أجريت انتخابات , انتخب يانوكوفيتش رئيساً في عام 2010.

و بعد تلك الاحداث جاء يانوكوفيتش بسياسة اعاده اوكرانيا الي حضن الدب الروسي , و فشلة في اداره الدولة اقتصاديا و سياسيا مما ادي الى مقاطعة اوكرانيا من قبل اوروبا و تمثل ذلك بعدم زيارة اوكرانيا اثناء الالعاب الاوروبية من قبل السياسيين الاوروبيين .

بدأت الازمة الاقتصادية تتفاقم في اوكرانيا في الاونة الاخيرة مما ادى بيانوكوفيتش الى الجوء الى روسيا بشكل سريع لمساعدته في انقاض الاقتصاد الاوكراني من الانهيار , و قدم بوتين المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا , مما جعل يانوكوفيتش يقوم بتعليق عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي . و هذا الاجراء ادي الى غضب القوميين الاوكرانيين و احزاب المعارضة فبدأت المعارضة بحشد انصارها ضد الرئيس يانكوفيتش .

و بسبب ضعف الرئيس يانكوفيتش و عدم مقدرته على حل الخلافات مع المعارضه و الدعم الدولى الذي حصلت علية المعارضة ادى ذلك الى هروب الرئيس من كييف .  

دخلت الازمة الاوكرانية بالنسبة لروسيا في مرحلة ألا عودة وهي تعلم ان القادة الجدد سيعملون ضدها مع الاتحاد الاوروبي و حلف شمال الاطلسي , فقامت السلطات الجديدة بمنع التعامل بالغة الروسية و تحطيم تمثال لنيين  و قد فهمت روسيا من تلك الرسالة ان القوميين الاوكرانيين لم ينسوا هولودومور .

ان اهمية اوكرانيا بالنسبة لروسيا تمثل الامن القومي الروسي و ذلك لان اوكرانيا تقع بين اوروبا الشرقية و اوروبا الغربية و هي تفصل بيين الحدود بين روسيا و اوروبا أي حلف شمال الاطلسي , فسارعت روسيا بإجراء العملية الوقائية وهي ضم جزيرة القرم الى روسيا , لان القرم هو مفتاح روسيا الى اوروبا و كون الاسطول الحربي الروسي موجود في مدينة سيفاستوبل في القرم .  و تعمل روسيا الي زعزعة الاستقرار الاوكراني في مناطق الشرق الاوكراني حتى لا يتمكن القادة الجدد من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي و حلف شمال الاطلسي . او تحويل نضام الحكم في اوكرانيا الي نضام فيدرالي يضعف من سلطه الدولة المركزية في كييف . و بهذه الطريقة تحمي روسيا نفسها من عدم قدره اوكرانيا على الانضمام  الى حلف شمال الاطلسي و امكانية تقسيم الاجزاء الشرقية من اوكرانيا في المستقبل كما فعلت مع جزيرة القرم .

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …