علاء عريبي / بعد حصول جماعة الإخوان المسلمين على أغلبية في البرلمان المنحل، كتب ضاحى خلفان بموقعه في تويتر يقول: «إنهم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم في دول الخليج العربي»، وفى تعليق آخر قال:» المتقصّي لاجتماعاتهم السريّة، يدرك أن القوم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم الخليجية، لتكون رهينة المرشد».
وفى نهاية شهر مارس الماضي، أجرت صحيفة الوطن الكويتية مع خلفان حواراً، هاجم فيه جماعة الإخوان بضراوة، وحذر من محاولة الجماعة أخونة الشعوب الخليجية أو التدخل في الشأن الخليجي، وأكد تصدى حكومات الخليج بعنف للفكر الإخوانى، وقد عبرت عناوين الحوار يومها عن الرسالة التي أرادت دول الخليج إرسالها، حيث جاءت كالتالي: «دول الخليج لن تسمح لتنظيم الإخوان بقلب الطاولة عليها كما فعل بدول أخرى وأهم جملة قيلت في هذا الحوار جاءت على لسان الجريدة، أكدت ضمناً أن دول الخليج ستظل تقود المنطقة: إن دول الخليج ستظل تقود قطار التقدم والرقى والازدهار»، وقد وضع خلفان فى تويتات وتصريحات تالية نبوءته أو مطلب دول الخليج: «أن مرسى سيأتى إليهم زاحفا وأنه سيقبل يد خادم الحرمين الشريفين مثلما فعل من قبل مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا». وقد علقت فى حينه وقلت: إن الأزمة الحالية بين الإخوان المسلمين وحكومة الإمارات، تطرح علينا سؤالاً على قدر كبير من الأهمية، وهو: هل دول الخليج ستحاصر مصر في حالة انفراد الإخوان المسلمين بالحكم؟، نعيد السؤال بصياغة أخرى: هل مصر ستخسر مساندة الدول العربية الخليجية الشقيقة عندما يركب الإخوان مؤسسات الحكم؟، نكرر السؤال بصياغة ثالثة: هل الدول الخليجية ستغلق أبوابها ومدنها وأسواقها ومؤسساتها في وجه المصريين؟، نكتب السؤال بصياغة رابعة: هل فرص العمل في دول الخليج سوف تغلق في وجه المصريين بعد تولى الإخوان المسلمين الحكم بمصر؟، نعيد السؤال بصياغة خامسة: هل الدول الخليجية سوف تحد من استثماراتها بمصر في ظل حكم الإخوان؟، نطرح السؤال من زاوية مختلفة: هل الخطاب السياسي الديني للإخوان المسلمين يمثل خطورة على أنظمة الحكم في الدول العربية الخليجية الشقيقة؟. الرئيس مرسى تلقى الرسالة واستوعبها جيداً وفى أول خطاب رسمى له(ألقاه بجامعة القاهرة) حاول أن يطمئن الحكومات العربية بجملة مقتضبة قال: إننا لن نصدر الثورة إلى البلدان الأخرى»، هذه الجملة لم ترض حكام الخليج ولم تقنعهم بصدق نوايا جماعة الإخوان وظلت المخاوف كما هى، وقد عبرت عنها حكومات الإمارات بشكل رسمى على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد، قال خلال استقباله وزير خارجية أوكرانيا: «إن فكر الإخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يؤمن بسيادة الدول، ولهذا السبب ليس غريبا أن يقوم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها»، وقال: «لا بد أن نتواصل مع دول مختلفة للتعاون ولتوضيح وجهات النظر …وأضاف: « إن الإمارات أو أي بلد في العالم لا يقبل أن تكون هناك أنظمة تحاول أن ترى في نفسها أنها أنظمة مهيمنة وأنها فوق أنظمة الدول فقط لأن لديها ميثاق أو رؤية تعتقد أنهما الوحيدان الصالحان لكل دول العالم». خلفان استمر فى رسائله وبدأت قيادات الجماعة فى الرد عليها، على اعتبار أن الرئاسة غير معنية بالرسائل، والجماعة منفصلة وقائمة بذاتها، وللأسف تطورت الأحداث سريعا بتمادي قيادات الجماعة وتطاولهم على حكام الخليج باتهامات تشكك فى عدالتهم، واتهموهم بمحاولة إسقاط حكم الإخوان بمصر، وذلك بضخ أموال لا طائل لها إلى حساب الذين يعملون لصالح النظام السابق، كما انتقدوا قرار دولة الإمارات باستبعاد بعض السوريين، وللأسف تطورت الأحداث إلى أن انتهت إلى اعتقال بعض المواطنين المصريين التابعين لجماعة الإخوان من العاملين فى دولة الإمارات، وقد تحققت بعض نبوءة ضاحى خلفان، حيث أوفد الرئيس مرسى وفدا من مساعديه إلى حكومة الإمارات لحل أزمة أعضاء العشيرة، وعندما فشلت مساعيه حاول توسيط حكومة المملكة العربية السعودية، والسؤال الذى أصبح وشيكا: هل ستتحقق نبوءة ضاحى خلفان؟، وهل سفر د.مرسى إلى الإمارات فيه مساس بحجم وهيبة مصر أم بمركز جماعة الإخوان فقط؟، هل تحقيق مرسى نبوءة حلفان سيكون من باب ان مصر هى الشقيقة الكبيرة وعليها ان تسعى لرأب الصدع أم من باب أنه احد رموز جماعة الإخوان المطالبة بألا تتجاوز حدودها كجماعة؟.