أوكرانيا اليوم / كييف / حملت زيارة مساعد وزير الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري أمس إلى موسكو تساؤلات لجهة إمكانية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وتغيير موقف وطريقة تعامل الدوحة مع الأزمة السورية.
وتعليقا على هذه الزيارة أعرب الدبلوماسي الروسي السابق بينيامين بوبوف عن اعتقاده بأن “زيارة الهاجري جاءت في إطار التحضير لإعادة السفير الروسي إلى قطر” واسئناف العمل الثنائي لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، لافتا إلى أن الأيام القادمة التي ستلي عيد ” الوحدة الوطنية”، المصادف في الرابع من الشهر المقبل، ستشهد تكثيفا للاتصالات الدبولماسية الروسية القطرية، بما في ذلك، لجهة تنسيق الجهود في التحضير لمؤتمر جنيف-2 الخاص بتسوية الأزمة السورية سلميا.
واعتبر بوبوف، وهو سفير روسيا السابق في كل من اليمن وليبيا وتونس، أن القيادة القطرية الجديدة أظهرت إلى الآن ما يكفي من المؤشرات على تغييرات في موقفها إزاء التعامل مع المسألة السورية، مشدداً على أن ” الدوحة بإمكانها المساعدة بشكل كبير في التحضير لمؤتمر جنيف-2 عبر الضغط على جزء من المعارضة السورية الخارجية للمشاركة فيه”.
كما أكد بوبوف، الذي يشغل حاليا مدير مركز شراكة الحضارات التابع لمعهد العلاقات الدولية، أن السياسة الروسية في منطقة الشرق الأوسط عامة وحيال الأزمة السورية خاصة نجحت في الفترة الأخيرة ” لكنها ستكون في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل أكثر بروزا ووضحا من ذي قبل”.
وكان مساعد وزير الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري أجرى أمس في موسكو محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف ركزت على تنشيط الحوار السياسي الثنائي بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والمصرفية والاستثمارية، وقطاع الطاقة.
كما أشار الجانبان إلى الأهمية الاستثنائية لتنسيق تحركات المجتمع الدولي لجهة إيجاد تسوية سياسية سريعة للأزمة السورية على أساس تنفيذ بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/ يونيو على طريق الدعوة لمؤتمر جنيف -2″
وهو ما يعد تحولا واضحا في الموقف القطري حيال الأزمة السورية يقترب شيئا فشيئا من الموقف الروسي الداعي إلى حل سلمي للنزاع في هذا البلد عبر التفاوض.
يشار هنا إلى أن الخارجية الروسية كانت أعلنت في الخامس من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع قطر، إثر تعرض سفيرها في هذا البلد فلاديمير تيتورينكو لاعتداء بالضرب من قبل عناصر الشرطة في مطار الدوحة، في 29 تشرين الثاني/ يناير 2011 أثناء إحضاره البريد الدبلوماسي.
ورجح السفير فلاديمير تيتورينكو حينها أن يكون حادث الاعتداء من قبل رجال الجمارك والشرطة القطرية ناجما عن “جهلهم وعدم معرفتهم للقوانين الدولية”.
وقال السفير آنذاك لوكالة أنباء “نوفوستي”:”جرت محاولة فحص البريد الدبلوماسي عن طريق جهاز رونتجن. لكن نظرا لان وزارة الخارجية القطرية منحتنا ترخيصا بنقل البريد الدبلوماسي دون إخضاعه للفحص بالأشعة، فإننا عرضنا رسالتها لهم، وذلك بموجب مقتضيات اتفاقية فيينا، إلا أن ممثلي أمن المطار والجمارك والشرطة أصروا على فحصها.
وقال تيتورينكو ان وزارة الخارجية القطرية لم تتمكن من حل هذه المشكلة بالرغم من الطلبات الكثيرة التي وجهها الجانب الروسي بهذا الشأن.
ورفض رجال الجمارك القطرية اقتراح السفير الروسي بنقل البريد الدبلوماسي إلى بلد مجاور.. “واضطررنا في هذه الظروف إلى نقل البريد إلى سيارة (تابعة للسفارة الروسية). وحاول عناصر من الشرطة والجمارك الاستحواذ على البريد بالقوة، وذلك خارج حدود المطار.. وتمكنا من الحفاظ على البريد الدبلوماسي”.
وعلى خلفية هذا الاعتداء أيضا أقال الرئيس الروسي حينها دميتري ميدفيديف السفير فلاديمير تيتورينكو في التاسع من آذار/مارس 2012.