المقالات التي تنشر تعبر عن راي أصحابها مصطفى الصراف / نقلا عن القبس الكويتية المعروف أن أوكرانيا كانت ضمن المعسكر الشرقي، وان ما تمتلكه من سلاح ثقيل ومتطور هو سلاح روسي، ولكن اوكرانيا اليوم اصبحت خاضعة تماما للنفوذ الاميركي وتأتمر بأوامره، وهذا يعني أنها لن تستورد السلاح بعد اليوم من الاتحاد الروسي، بل ستحاول أيضاً التخلّص مما لديها من سلاح وتستبدل به السلاح الاميركي، وما لم تفعل ذلك طواعية فإن اميركا ستفرض عليها ذلك، ولذلك من المرجح ان تعمل اميركا ولو عن طريق طرف ثالث على تسليم السلاح الاوكراني الروسي الى «داعش»، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر، كما هي سياستها دائماً. فهي من ناحية، ستجعل اوكرانيا تحت رحمتها في حاجتها للسلاح، كما هي حال بقية حلفائها، ومن ناحية تقوم بتغذية «داعش» بالسلاح الروسي لتحارب به روسيا في سوريا وفي العراق، لإطالة أمد الحرب والدمار في سوريا والعراق. وربما ستقوم بإرسال مجموعات من المرتزقة، ممن كانوا في الجيش الأوكراني، المدربين على السلاح الروسي، ليحاربوا الى جانب «داعش»، كما هي حال الشيشان وغيرهم من الجنسيات الاخرى. وسيطل علينا الاعلام الاميركي بالقول ان المعارضة المعتدلة في سوريا قد هزمت الجيش الروسي في سوريا، واستولت على كميات من الأسلحة والذخيرة. ووفقاً لما تقدم، فإن هذه صورة من صور السلوك الأميركي في ادارة سياسته وحروبه في العالم، الخداع والكذب وارتكاب أشنع الأفعال. وفي المقابل يتحدث عن الشفافية وعن السلام وعن دعم الأنظمة الديموقراطية، وعن الوقوف الى جانب الحقوق المشروعة للشعوب. إن أميركا تعمل بكل الوسائل لإعاقة روسيا عن المساعدة في القضاء على «داعش»، وقد صرح وزير خارجيتها جون كيري في تاريخ 29 سبتمبر لقناة C.N.N بأن «داعش» سيحصل على انظمة الدفاع الجوي المحمولة لمواجهة الطيران الروسي، وحذر روسيا من التورّط في الحرب مع «داعش»، في اشارة الى وقوف اميركا مع «داعش» لدعمه بصورة أو بأخرى، علماً بأن روسيا الاتحادية تقوم بمساعدة سوريا للقضاء على المجاميع الإرهابية، بناء على طلب من السلطة الشرعية المخول لها ذلك، بموجب القانون الدولي، وهو ما لا يتوافر للتحالف الأميركي، وشتان بين السلوكين سياسياً وقانونياً.