بقلم محمد العروقي / ناشطين عسكريين وسياسين روس يؤسسون “نادي الوطنيين الغاضبين” حيث اعربوا عن قلقهم من أن تخسر روسيا الحرب في أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى انقلاب موالي للغرب و”حرب أهلية روسية”، ما لم يكن هناك تحسن في جهود موسكو على خط المواجهة. هذه الخطوة تاتي نتيجة مؤشرات على الارض مما يوحي بتفكير الجميع بحقبة مابعد “بوتين ” بعد ان اهتزت صورته لعدم تحقيقه انجازا ملموسا على الارض بعد 15 شهرا من الحرب . حيث يبدوا المشهد جليا في منطقة “باخموت” و استعادة الجيش الاوكراني لزمام المبادرة. وان تحدثنا عن باخموت بالتفاصيل فهي كشفت عورة الجيش الروسي و قيادته العسكرية ، وما يصرح به مسؤول جماعة “فاغنر” وما ادعته بعض الوثائق السرية عن استعداده للتعاون مع الاستخبارات الاوكرانية ، أو تصريحاته العنيفة التي طالت وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الاركان فاليري غيراسيموف بل زاد بالتلميح و النقد للرئيس الروسي بوتين. كما أن تصريحات و انتقادات مسؤول جماعة فاغنر المتكررة تنم عن تناحر و خلافات بين اركان القيادة العسكرية و الامنية الروسية ، و تاتي ايضا من تخوف مسؤول فاغنر بان يتم تحميله مسؤولية الهزيمة و يكون الضحية لذلك يرغب بكسب تعاطف الشعب الروسي ، و من ناحية اخرى قد تكون الخلافات هي بسبب التنافس بين المؤسسات العسكرية الروسية لاخذ مكان الريادة فيما بعد بوتين.
لكن لماذا اقتربت نهاية بوتين؟
المتابع للحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا يجدها حرب عسكرية عشوائية دون فكر و تخطيط استراتيجي ، بالمقابل استخدمت أوكرانيا الحكمة و التخطيط الجيد لمواجهة هذا السيل الجارف من العتاد العسكري و اعداد الجنود اضافة لذلك حسن استخدام الجيش الاوكراني للاسلحة الغربية ، وكان كل انجاز يحققه الجيش الاوكراني يشجع الغرب على مزيد من الدعم ، اي ان حال القيادة الاوكرانية يقول لا مكان للخسارة لانها تعني توقف الدعم و الخضوع للضغوطات ، امام كل تلك الانجازات زالت من الغرب فوبيا بوتين و اصبح الغرب يمد أوكرانيا باسلحة كانت من المحرمات عند بداية الحرب. هذه التداعيات جعلت عند بعض الاطراف الروسية مخاوف من مصير بلادهم المجهول ، كذلك الطبقة الاوليجارشية التي تحاول سرا التخلص من بوتين بسبب العقوبات الغربية التي اثرت على مناحي حياتهم الاستثمارية ، لذلك ومع مرور الوقت ستزداد حركة المعارضة بين اطراف تريد حربا اكثر قسوة ، و اخرى تريد انهاء الحرب و ان كان هذا الطرف أو ذاك فكلاهما يريد الخلاص من بوتين الذي ورط البلاد في تلك الحرب وكسر هيبة روسيا.
رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم
إقرأ المزيد:
المدعي العام الأوكراني:بوتين مشتبه به الآن وقد يتم القبض عليه في الخارج