%D8%B9%D8%B1%D8%A8 %D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7 أوكرانيا

هجرة العرب الى روسيا

عبد الله عيسى / بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزراها بدأت ملامح العالم الجديد عرب روسيا أوكرانياتتحدد بظهور قوتين عظميين تحكمان العالم أمريكا والاتحاد السوفياتي .. في الثمانينات اكتشف الروس أن الاتحاد السوفياتي أكذوبة كبرى .. قوة عسكرية هائلة تقليدية ونووية وتكنولوجيا متخلفة غير قادرة على مواجهة التفوق التكنولوجي الأمريكي وانهيار اقتصادي في الامبراطورية السوفياتية .. معظم الدول العربية تشتري السلاح على الدفتر أي بالدين وكذلك دول العالم الثالث التي كانت توالي الاتحاد السوفياتي حتى وصلت الامبراطورية الشيوعية إلى عدم قدرتها على دفع رواتب موظفيها في أواخر الثمانينات .

وجاءت كارثة مفاعل تشيرنوبيل الروسي الذي انفجر ولوث العالم بالإشعاعات النووية ليسقط ورقة التوت وانكشفت عورة الاتحاد السوفياتي أمام العالم بمدى التخلف التكنولوجي الروسي ولعبت أمريكا لعبتها واغتنمت فرصتها التاريخية ودفعت الاتحاد السوفياتي إلى التفكك تلقائيا حتى انهار فعلا .

خرج الاتحاد السوفياتي من مركزه كقوة أولى في مواجهة أمريكا بفضيحة عالمية .

في ظل الكارثة التي المت بالاتحاد السوفياتي وبعد انتهاء حكم يلتسين وغورباتشوف ظهر الروسي بوتين ليعلن عن أمر غريب في أوائل التسعينات .. انه سيعيد للاتحاد السوفياتي أمجاده !! هذا التصريح أثار سخرية العالم وضحك المتابعون كما ضحكت في حينها وقلت في نفسي آنذاك ” أين يعيش هذا الرجل الحالم .. العرب منذ مئات السنين يحلمون بعودة الأمجاد ودولة الوحدة وبمكان تحت الشمس وكلما زادت الأحلام العربية بالأمجاد تدهورت أحوالهم اكثر .. التاريخ لا يعود إلى الوراء “.

وضع بوتين نصب عينيه حل مشكلتين الأولى التكنولوجيا والثانية اقتصاد روسي قوي جدا وبدا بسياسة صارمة في تصدير السلاح بإلغاء دفتر الدين ..

تقرب من أمريكا وحول روسيا إلى تابع أمين لأمريكا في سياستها الخارجية حتى يتغلب على العائق التكنولوجي والاقتصادي وحصل على كل ما يريد الآن .. فكشر عن أنيابه وقال للعالم “روسيا العظمى هنا”.

لم تكن جزيرة القرم النهاية بل البداية وسبقها موقفه وحمايته للنظام السوري بكل الوسائل وانفتاحه على العالم العربي لدرجة أن دول الخليج عقدت صفقات أسلحة ضخمة مع روسيا كما الأردن ومصر والجزائر.

الخريطة تتغير باتجاه روسيا والدول العربية وجدت بعد التجربة السورية ملاذا في روسيا مع الربيع العربي الذي دمر دولا عربية مثل ليبيا وسوريا وغيرهما .. الجنرال السيسي اختار التوجه إلى روسيا على استحياء لأنه لا يستطيع فعل اكثر من خطوة محدودة وهو خارج منصب الرئيس وأتوقع بعد تسلمه الرئاسة أن تشهد مصر انفتاحا قويا على روسيا في كافة المجالات فطموحات السيسي بإيجاد مكان لمصر تحت الشمس لن يتم بدون روسيا في حين أمريكا حاربت نهضة مصر طوال فترة حكم مبارك .

إيران استفادت من الحصار الأمريكي وتحولت إلى قوة عظمى في المنطقة بمحور تحالفاتها العسكرية في المنطقة العربية والحقيقة أن المفكر المصري عبد الحليم قنديل اكد على ” أن المعونة الأمريكية كانت سببا في تخلف مصر عن دول المنطقة وان روسيا هي نافذة مصر على حلم إقامة مصر الحديثة القوية “.

العرب يتحسسون طريقهم إلى روسيا بهدوء بدون استفزاز لأمريكا ولأغراض الدفاع عن النفس واعتقد أن التحولات التي ستشهدها مصر بعد تسلم الجنرال السيسي رئاسة مصر سيكون لها انعكاسات جذرية على العالم العربي لتحقق نتائج افضل من عهد جمال عبد الناصر لان دول الخليج الآن تؤازر السيسي بعكس عبد الناصر الذي واجه في حينه عزله خليجية .

الشعوب العربية تتعطش لبوتين عربي ينهض بالدول العربية تكنولوجيا واقتصاديا والنهضة ستبدأ من مصر لتبدأ بالمصالحة الداخلية وإعادة بناء مصر الحديثة بتعاون عربي واسع وبدون مثل هذا التوجه الصارم والواضح كما كان بوتين صارما وواضحا في رسم أهدافه الوطنية فان النموذج الليبي سيتم تعميمه على الدول العربية .. لا احد يعرف الآن من يحكم ليبيا وأظن أن أي دولة في العالم تسال :” من يريد مخاطبة الشعب الليبي يخاطب من ؟”.

حلم نهضة وقوة دول العرب ليس ترفا بل أصبحت مسالة مصيرية وأمام السيسي خياران إما النموذج الروسي بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتحول دول العرب مجتمعة قوة عظمى في العالم أو النموذج الليبي المحزن .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …