%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A أوكرانيا

هجرة الشباب الفلسطيني : تنهي القضية والأمل بالعودة .

 تحقيق : د.خالد ممدوح العزي،وعصام الحلبي

أوكرانياالهجرة بمعناها المتداول هي: الانتقال من دولة نامية ذات إمكانات وفرص عمل ضعيفة، إلى دولة أخرى  أكثر تطوراً وانفتاحاً، وتتوافر فيها قدرات اقتصادية عالية ومستوى معيشي مرتفع يفتقدهما الشاب المهاجر في بلده.

ولعل هذا يفسر تزايد هجرة الشباب من الدول العربية في السنوات الأخيرة سعياً إلى تحقيق طموحاتهم وأهدافهم التي تعذر عليهم تحقيقها في بلادهم.

ورغم المخاطر الجسام التي تنطوي على الهجرة إلى الخارج إلا أن الفكرة لا تزال تسيطر على غالبية الشباب الذين قاموا باللجوء للدول الأوروبية للحصول على تأشيرات للهجرة لأمريكا وكندا والنرويج أملا في إيجاد ملاذا آمنا يضمن لهم حياة هادئة ومستقرة بعيدا عن الحصار والإغلاق والدمار والخراب الذي يطاردهم باستمرار حتى في أحلامهم.

ترى المسؤولة عن مؤسسة التراث الفلسطينية وعضو إقليم فتح في لبنان عليا العبدالله:” بان النكبة الفلسطينية هي اقل صعوبة من الهجرة الحالية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بهجرة شبابه وعائلتهم إلى الغرب  التي يكون مصيرها الضياع ، وخاصة المجموعات التي تغامر بركوب البحر ويتعرضون للموت الحتمي والضياع في دول مختلفة أو لجهة الذين يتم إيصالهم إلى دول اللجوء  والإقامة فيها بحيث  يمارسون الأعمال المنحرفة كالمخدرات والتاجرات المنحرفة كالتهريب إلى الخ… ويتم إبعادهم  تدريجيا عن القضية والحياة الفلسطينية بكل أشكالها نتيجة سيطرة ثقافة غربية أخرى ، …وهذه الظاهرة أصبحت موجودة وسط المهاجرون العرب ،وهي عملية  سلخهم عن عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية وبالتالي هذه الهجرة تستفيد منها إسرائيل بالدرجة الأولى وتعمل على توسيع نطاقها ونشرها في المجتمع الفلسطيني،وخاصة اليوم ما تتعرض له مناطق غزة والضفة لهجرة واسعة من قبل الشباب الصغيرة  بتشجيع إسرائيلي وتسهيل له ،مما يساهم بإفراغ المناطق الفلسطينية من أهلها وإبقاء العنصر الهرم وتزايد العنوسة وسط النساء وعدم إفراز أجيال شابة  بسبب قلة الزواج وتفتت الأسر لابتعاد الأهل والأولاد عن المشهد”.

يعاني الشباب الفلسطيني بشكل خاص من أزمة حقيقية جعلته يستسلم للإحباط واليأس ويصبح لقمة سائغة للمؤامرة الإسرائيلية التي تم التخطيط لها منذ سنوات عدة والتي تهدف إلى دفع الكفاءات الفلسطينية للخروج من ارض فلسطين والتي تعتبر العنصر الفعال في عملية البناء والعطاء .

من اجل الهجرة القسرية في ظل الأوضاع السائدة،و من أجل إفراغ الوطن من الهوية الفلسطينية وتحقيق المطامع ،ولكن بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي ألقى بظلاله على المواطنين وأوضاعهم المعيشية إضافة إلى حالة التشرذم والانقسام الداخلي والتي أثرت سلبا على الكل الفلسطيني أصبحت الاجواء مهيأة للشباب الفلسطيني للهجرة في ظل توفر أسباب وعوامل مقنعة ومشجعة على الهجرة.

وهذا الوضع الذي  يعانيه الشباب الفلسطيني في مخيمات الشتات وخاصة بعد تأزم الأوضاع في داخل الدول العربية وتحديدا بعد ثورات الربيع العربي الذي أدخلت البلاد في حروب داخلية أبعدت الشباب عن الواجهة ،ودفعت بهذا العنصر الشاب نحو الهجرة  وترك الأوطان، و لا يبتعد الفلسطيني عن هذا المشهد المأساوي الذي يخيم على الوطن العربي ، نتيجة عدم الاستقرار السياسي وانعدام فرص العمل  وصعوبة الحياة  وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب أجواء الأمن والأمان المستقبلي.

يحاول مسؤول حركة حماس في مخيمات صيدا والجوار  أبو احمد فضل طه  أن يشرح وجهة نظر الحركة من  موضوع الهجرة :” ان حماس لوحدها كطرف فلسطين لا تستطيع الوقوف بوجه حركة  الهجرة الشبابية ، وإنما بمساعدة القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي يمكن الحد من هذه الظاهرة .

يرى أبو احمد فضل   إن المطلوب هو إعادة نشر ثقافة المقاومة،  وإعادة تفعيل مفهوم المقاومة في فلسطين وخاصة بعد حرب غزة الأخيرة ،لذلك يجب على الحركات والقوى الفلسطينية العمل على تفعيل دور الشباب وتثبيتهم بالأرض الفلسطينية  وفي مخيماتهم من خلال:

تامين الأمن والاستقرار لهذه الفئة حيث تعيش قبل الرغيف . –

 -الضغط على القوى المحلية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوق معينها  للشعب مثل” التملك والعمل.”

-تحسين الأمور الحياتية اليومية لهذه الأجيال مثل الكهرباء وألنت  والتعليم والصحة والماء والتنقل بحرية .

– العمل السريع على بناء مشاريع تنموية اقتصادية صغيرة تساعد الناس على العمل وتامين لقمة العيش من خلال فسح المجال أمام الشباب العمل بهذه المؤسسات.

فكل هذه الخطوات السريعة برأي فضل طه تساعد القوى والأحزاب الحد من هجرة الشباب في مناطق الشتات أو في المناطق الفلسطينية المحتلة.

ولكن  عليا العبدالله تتوقف أمام مسائلة مهمة بحياة الشعب الفلسطيني الذي وقع ضحية اغتصاب أرضه واطر للهجرة القسرية وتبديل مكانه ،لكن الهجرة لم تأثر كثيرا على واقع  وحياة الشعب الفلسطيني كما تأثير الهجرة الحالية لان الشعب الذي هاجر من فلسطيني إلى مناطق الجوار جاء بكل عاداته وتقاليده وحافظ عليها وساهم  بزيادة العامل الديمغرافي للأسر الفلسطينية التي كانت تشكل عائقا فعليا بوجه العدو من خلال مطالبتها المستمرة بحق العودة.  

فالعبدالله تشير :”أن دور الحكومة الفلسطينية مهم جدا في وضع إستراتيجية فلسطينية للحد من الهجرة ، ولمؤسسة التراث الفلسطيني دور بسيط من خلال العمل على توعية الشباب والنساء والأهل من مخاطر الهجرة وتأثيرها على القضية الفلسطينية ، وبالتالي نحن نعمل في المؤسسة على تأمين مشاريع صغيرة لمساعدة العائلات الفلسطينية الفقيرة  لتأمين حاجتها ولعدم دفعها للهجرة، ولكن يبقى دورنا رمزيا في هذه العملية الكبيرة التي تتطلب جهود الجميع من اجل تأمين مطالب الشباب لدعمهم ومنعهم من  الهجرة”.  

فالهجرة بالأساس  هي مرض العصر الحالي وهي مطلب كل شاب يحاول الخروج من الدول العربية الفقيرة والتي تعاني من مشاكل كبيرة  وثيرة كالفقر والتطرف والمرض والأمن  والتعليم والضمان الاجتماعي. والهوية الأوروبية   باتت مطلبا شرعيا لكل شاب يريد التنقل والعيش بكرامة بعد أن فقدت الهويات الوطنية شرعيتها وعدم حمايتها من قبل دولها نتيجة الإمراض التي تتفشى في هذه الدول العربية…. ….

لكن يبقى الأمل على نشر الثقافة الوطنية وسط الشعب الفلسطيني وتأمين مشاريع اقتصادية بالاتفاق مع المؤسسات العالمية والأمم المتحدة لمساعدته على البقاء لأنه المعني المباشر بالقضية الفلسطينية وخروجه من المشهد ينهي القضية ويقوض الجهود بمطلب حق العودة إلى الديار المغتصبة .

شاهد أيضاً

اوك

العالم يخسر التراث الثقافي لأوكرانيا بسبب العدوان الروسي

مكسيم دورهان / تواصل روسيا سياستها المتعمدة في تدمير ليس فقط المنشآت العسكرية، بل وأيضًا …

اترك تعليقاً