«نيويورك تايمز»: أوكرانيا ساحة حرب باردة جديدة
11 فبراير, 2014
أخبار أوكرانيا, الأخبار
أوكرانيا اليوم / كييف / ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الثلاثاء، أن أوكرانيا هي ساحة الحرب
الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، ذلك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خرج عن أدبيات الدبلوماسية الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأوضحت أن توجه فريق من المبعوثين الغربيين إلى العاصمة الأوكرانية كييف يعد خطوة دبلوماسية واثبة، جاءت مدفوعة باقتراب الموعد الأخير لحل الأزمة، حيث حاولوا من خلالها الاتفاق على حزمة من الحلول السياسية والاقتصادية التي من شأنها إنهاء الأزمة في أوكرانيا.
وأوضحت أن الموعد الأخير المشار إليه في هذا السياق هو انتهاء فاعليات دورة الألعاب الأولمبية «سوتشي»، حين لن يصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مضيفًا لأي أولمبياد، ولن يعود هناك ما يمنعه عن الالتفات لأوكرانيا، وإحراز «انتصار» سياسي بها.
وأشارت إلى أنه ليس من المعروف حتى الآن ما يخطط له «بوتين» بشأن أوكرانيا، وما ينتوي فعله، وهو ما يتفق بشكل عام وأدبيات الدبلوماسية الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث لا يعرف ما ينتوي الرئيس الروسي فعله سوى هو.
وأضافت أن روسيا بدت وكأنها لم تستطع الانتظار حتى افتتاح الفاعليات الأولمبية، الجمعة المقبلة، ومضت في تنفيذ حيلتها التي تمهد بها لدور محدد ترمي إليه، حيث قامت بتسريب مكالمة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، يتحدث فيها بعبارات بذيئة عن الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الخارجية الأمريكية لم تتواني في نسب تلك التسريبات لروسيا، وتحميلها مسؤوليتها.
وأوضحت أن زرع الخلافات بين الأحلاف الغرب هي مناورة تكتيكية ليست بالجديدة على روسيا منذ أيام الاتحاد السوفيتي، مشيرة إلى أن ثمة مخاوف تؤرق دبلوماسيو الغرب من أن تتخذ روسيا خطوات أشرس من ذلك بعد انتهاء الأوليمبياد.
وتطرقت إلى الخيارات الأربعة التي قد تلجأ إليها روسيا على صعيد الأزمة الأوكرانية، وفقما حددهم أندريه ألسوند، زميل معهد بيترسون للاقتصادات الدولية، واشنطن، وهي إما حرب تجارية معلنة، أوحرب تستخدم فيها روسيا سلاح مواردها من الغاز، أو أفعال تقوم بها من وراء ستار، أو التهديد بردود فعل عسكرية.
وأشارت إلى استبعادمعظم الخبراء بمن فيهم «السوند» للخيار الأخير، ذلك أن اتخاذ روسيا قرار عسكري، في هذا السياق، سيعيدها إلى الحقبة السوفيتية وعقيدة بريجنيف التي سادت خلالها، مشيرة إلى أن من يرجح ذلك الخيار بحاجة إلى التداوي من «صدمة فقدان الإمبراطورية»، وفقما وصفت صحيفة «فيدومستي» الروسية.
واستبعد «ألسوند» كذلك خيار حرب الغاز، معلًلا ذلك بأن شركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» تراجعت حصة صادراتها بالفعل إلى السوق الأوروبي، وباتت أوضاعها المالية أضعف مما كانت عليه منذ خمس سنوات مضت.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن ثمة دلائل تشير إلى أن روسيا تمضي بالفعل فى تنفيذ الخيارين الآخرين، حيث أشارت إحدى الصحف الأوكرانية التي تصدر باللغة الإنجليزية إلى شكوى اثنين من كبرى الشركات التجارية، تأخر الصادرات الأوكرانية عند الحدود الروسية، فيما اُعتبر بمنزلة حرب مصغرة شنتها روسيا قبل إعلان أوكرانيا رفضها لاتفاق تجاري كانت ستبرمه الأخيره مع الاتحاد الأوروبي، وكان هو سبب الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه برغم صعوبة إثبات الأفعال الخفية التي قد تقوم بها روسيا من وراء ستار، ونسبتها إليها، فإنها ليست بالمستبعدة، حيث اختفى حتى الآن 36 من المتظاهرين في كييف، وسط مزاعم تفيد بخطفهم وتعذيبهم على أيدي بلطجية معروفين.
ولفتت إلى أن التاريخ الطويل الذي جمع أوكرانيا وروسيا، والحدود الممتدة التي جاورت بينهما، تشير إلى أن روسيا لا تزال بحوزتها العديد من الأوراق السياسية التي ستستخدمها في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
وخلصت إلى أن روسيا لا بد وأن ستلعب دورًا على ساحة الداخل الأوكراني، علنًا أو خفيًة، بغض النظر عن أي مساعدات أو نصائح سياسية سيقدمها الغرب، وأن تجاهل مصالح روسيا التي تدفعها للتدخل في مستقبل دولة جوارها، أوكرانيا، سيصب في صالح «بوتين»، ويعزز من رؤيته للأزمة الأوكرانية، باعتبارها لعبة صفرية.
واختتمت أن المخاطر ستكون عالية، وستجعل من الأزمة الأوكرانية ساحة لحرب باردة جديدة، وسط تبادل الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة، حيث تتهم الأولي الأخيرة بالتدخل الصارخ فى الشؤون الداخلية لأوكرانيا، فيما تتهم الأخيرة الأولي، حسبما يتضح من مكالمة المسؤول الأمريكي، بأنها ستعمل خلف الكواليس من أجل عرقلة أى اتفاق يطرحه الغرب بشأن كييف.