تغير الزمان وبقيت الاحقاد. قضية مقتل الصحفي محمد بديوي إنما تكشف ما هو معلوم بالأصل من شوفينية يمارسها المركز ضد الأكراد..
بقلم: كفاح محمود كريم
يبدو أن نيران نوروز قد كوت السنة البعض وهم يقارنون بين اشراقة مدن كردستان وقراها وبين بؤس واحدة من أجمل مدن العالم، بغداد، بعد ثمان سنوات من حكمهم الذي أحال البلاد إلى خرائب تنعق فيها غربان الشوفينية المقيتة. حيث انطلقت بعد مقتل الصحفي محمد بديوي وبوتيرة واحدة وبإعداد وتخطيط دقيق لواحدة من أبشع الحملات العنصرية التي شنت ضد الأكراد منذ تأسيس الكيان العراقي خارج إرادة شعوبه ومكوناته، لكي تكشف عن وجهها القبيح الذي تصورنا إن انهيار هيكل نظام صدام حسين عام 2003 قد طهر العراق من عفونة الشوفينية والعنصرية. لكننا اكتشفنا إن ذلك النظام لم يسقط إلا كهيكل إداري فقط، وبقيت فايروساته معششة في مفاصل الكثير الذين نشهدهم اليوم وهم يتعاملون مع قضايا العراق الجديد.
حقا إنها ثقافة بائسة تنطلق منها أصوات ناشزة تنم عن حقد دفين محمول من حقبة البعث، ومستثمر في حقبة دولة القانون التي تمثلها حنان الفتلاوي وسامي العسكري، اللذين يكشفان عن حقدهما تجاه الأكراد وكردستان في كل مناسبة وغير مناسبة، يتم فيها إعدادهم وإخراجهم لكي يمثلان أدوارهما الإعلامية المعروفة تارة مع كردستان وتارة مع الآخرين المختلفين مع نهجهم.
لقد فات السيدة الفتلاوي إن الجبال من أقدس ما يفتخر به الكردستانيون فهي التي حمتهم من شوفينيتهم وعنصريتهم عبر الدهور، وكانت ايضا ملاذا آمنا لكثير من العراقيين ومنهم رئيس كتلتهم الحالي. فخر كبير أن يكون أهل الجبال حكامها وفخر لشعب كردستان والعراقيون جميعا أن يروا ما أنجزه حكام الجبال في كردستان مقارنة مع ما فعله حكام كتلة القانون بشعب العراق، الذي أدى إلى انهيار أمنه وسلمه الاجتماعيين وتدهور خطير في الخدمات الأساسية لحياة المواطنين، والتسبب في إشعال نيران الفتنة الطائفية والحملات العنصرية الشوفينية ضد الأكراد وغيرهم، شكرا للسيدة الفتلاوي لموافقتها على استقلال كردستان مؤكدين لها أن ذلك اليوم ليس ببعيد وهو آت لا محال شاءت أم أبت السيدة حنان؟
أما في ملف النفط الذي يثيرونه بين فترة وأخرى لتغطية فسادهم المستشري عبر أنابيبه المخرومة والمسروقة، وفشلهم في إدارة البلاد التي حولوها إلى واحدة من افشل بلدان العالم، ينسى سامي العسكري وغيره ممن اكتوت ألسنتهم بنيران نوروز، إنهم ينهبون نفط كردستان منذ مائة عام ليحيلوه إلى أسلحة كيماوية وقنابل نابالم يحرقون بها قرانا ومدننا، ويزرعون فيها مقابرهم الجماعية وانفالاتهم المخزية، النابعة من ذات هذه الثقافة التي يتحدثون بها عن الإقليم وعن شعبه الذي يرفض العودة إلى الوراء ولن يقبل أبدا المساس بمكاسبه ومنجزاته وما حققه من تقدم وازدهار.
إن ما يحصل اليوم من حملات معدة إعداد عنصري ضد الاكراد من خلال تصريحات هؤلاء المحسوبين على كتلة الحكم، والشعارات التي ظهرت خلال الأيام السابقة في أمكنة كثيرة من بغداد، والتي تنص على معاداة الاكراد وطردهم من بغداد، إنما تهيئ لمرحلة خطيرة يتحملون فيها أمام الله والشعوب العراقية ما ستؤول إليه الأمور بسبب سياستهم العنصرية هذه.
قليل من الحياء واقل منه من الشجاعة لكي توضع النقاط على الحروف ويعرف كل منها مكانه وحدوده