هادي جلو مرعي /يرفض البعض الحديث عن الجنس الثالث حتى لو كان حديثا عابرا، ويعده إنتهاكا لحقوق فئة إجتماعية مقهورة لم تختر أن تكون في وضعها الذي هي عليه، وهي لاتعرف أمن صنف الذكور هي، أم من صنف الإناث؟ ولاتعيش في وحدة مع المجتمع، بل تنفصل عنه وتعاني كثيرا من عزلة خانقة، وتحتاج الى معالجات طبية ونفسية ومراقبة ونوع من الدعم والتضامن والتقدير لحالها لا إذلالها وإهانتها وتعريضها للخطر بوصفها داءا لابد من التخلص منه، وتجنيب المجتمع آثاره السيئة على البنية الأخلاقية والمنظومة القيمية المعتادة، فليس بالضرورة أن يعمل أبناء هذه الفئة على تخريب المجتمع فقد يكونوا طيبين طيعين، لكنهم لايظهرون بمظهر الرجال، ولاهم بقادرين على محاكاة النساء فيضيعون بين الجنسين، ولايجدون سوى النفور من المجتمع الذي يسميهم بالجنس الثالث.
يغيب عن المجتمع ومنظومة الأمن والسياسة فيه ومؤسساته الدينية ماتشكله ظاهرة الدعارة المنتشرة بكثافة في كل المجتمعات الإنسانية، غير إننا في العراق لابد أن ننظر لها بوصفها طريقا ليس لإنهيار قيم التربية والأخلاق والدين، وإختراقا لكل ظروف العيش الطبيعي الملتزم بقوانين الشرائع السماوية وعادات وأعراف المجتمع المتفق عليها دون خلاف، بل وسيلة ناجعة تستغلها منظمات العنف وحتى الدينية منها التي تشرع لنفسها وتجيز ماتعاقب الناس عليه، فهناك من يعاقب على التدخين بإسم الشريعة بينما يدخن يوميا، ومن يحرم مشاهدة التلفاز على سكان قرية يحتلها بينما يجلس في مكان وثير بجمع من المؤمنين ليتابعوا قنوات فضائية قد تكون فاضحة، تندرج في إطار تسمية الجنس الثالث (القوادات والعاهرات، والمتسولون، ومدمنو المخدرات، واللصوص، والمرتشون وسراق المال العام، والفاسدون المفسدون في مؤسسات الدولة، والمراهقون الذين يفتقدون لأسس التربية السليمة، وسواها من تسميات وتوصيفات لفئات مجتمعية منحرفة لمختلف الأسباب والعوامل) هذا الجنس، أو التصنيف يسهل مرور الإرهابيين الذين يحللون حتى ترويج وزرع وبيع المخدرات وقتل النساء والأطفال، ومن اليسير عليهم أن يفكروا في إستغلال بيوت الدعارة والعاهرات والقوادات اللاتي يزداد عددهن يوما بعد يوم، نتيجة الفقر، أو التضليل والدعاية الإعلامية، وتفكك المنظومة الأسرية، وغياب التخطيط والرعاية الإجتماعية، والمغريات المادية، والإنفتاح المثير في مواقع التواصل الإجتماعي وماتبثه وسائل الإعلام من أفلام ومسلسلات إباحية، فتكون فئات إجتماعية سببا في تسهيل تنفيذ عمليات إرهابية قاتلة، وقد حصل من ذلك كثير في السنوات الماضية في بغداد ومدن عراقية أخرى، بل ودعمت جهات سياسية بعض العاهرات ليظهرن بمظهر المظلومات والمعتدى عليهن في السجون، بينما هن في الحقيقة يعملن مع الإرهابيين والقتلة.