بقلم م./ أحمد منصور دغمش
نمّ قرير العين يا سميح المدهون أنت وكل الأحبة .. ورب الكعبة لن يطول عقابهم .. الذكري السادسة للإنقلاب الأسود وفراق الأحبة .. تمرّ الأيام وتأخذ في طياتها الذكريات ، لكن بعضها ما يبقي محفورآ في صميم الذاكرة ومرسومآ علي جدار القلب ، ويكون من الصعب ، بل من المستحيل نسيانها أو تناسيها أو حتي المرور عنها مرور الكرام خاصة وأن الذكري في هذا اليوم تخص الوطن والديار وتمس العقيدة وتعيدنا للحظة التي ذبح فيها خيرة رجالنا وشيوخنا وأطفالنا وبترّ فيها أطراف أعزّ البشر وأطهرهم وتوقظ فينا مشاعر الحسرة والمزيد من الحزن الذي وقع علي أهلنا وأحبتنا في قطاع غزة الحبيب الذي ما زال محتلآ من قبل أناس ليس لهم إلآ ولا ذمة إنقلبوا علي شرعية م.ت.ف بقوة السلاح ، وقتل الأبرياء وهدم البيوت وحرقها بمن فيها بإيعاذ من العدو المركزي لشعبنا وبمباركة بعض الأنظمة العربية والإقليمية من أجل الوصول لشرق أوسط جديد بحسب تخطيط أمريكا وما يتماشي مع مصلحة العدو الصهيوني وبهدف تركيع شعبنا الغزي الذي يأبي الركوع إلا لله رب العالمين ، ويستمر مسلسل الحصار وقطع الكهرباء والجوع علي المواطن العادي أما الإنقلابيون فتجارة الغدر والخيانة هي مهنتهم وطعامهم ومشربهم يأتيهم من دماء وعذابات الشعب وثرواتهم تتكدس من تجارة الأنفاق بما فيها من سلاح ومخدرات بكافة أشكالها وألوانها والسجائر والوقود والدعم من الأنظمة التي تبارك الإنقلاب وتغذي الإنقسام ولا هم لها إلا تذويب القضية الفلسطينية وإضعاف السلطة والمنظمة والشرعية والهدف يصب في مصلحة تل أبيب .
ست سنوات عجاف مضّت علي تلك الأقدام النجسة التي داست صور رمز الوطن وعنوان الثوار أبوعمار ، ست سنوات داميات مضّت علي رحيل الشهداء الأحبة سميح المدهون وجهاد المدهون وعامر مهنا ومصطفي قداس وفايز الجعل وأحمد السيد دغمش ومنير حامد دغمش وحسن زقوت وإياد وحسام عاشور ومنذر كلاب وحسين اهليل وأبوماهر وماجد والكثيرين ممن لا تتسع لهم هذه السطور لكن في القلب ذكراهم وبين الضلوع والوجدان صورهم أمثال القائد أبوالمجد وأبوعوض وجاد تايه والشيخ صلاح العامودي ومجدي الخطيب وبهاء أبوجراد وباسم قطب والموسة وهيثم الراعي وبربخ وقشطة وكوارع وأطفال بعلوشة وشهداء عائلة بكر وحلس ودغمش وغيرهم الكثير الأكرم منا جميعاً ، ست سنوات وأهلنا بقطاع غزة ما زالوا تحت سطوة الإنقلاب والإنقلابيون الذين يتموا الأطفال ورملوا النساء وأثكلوا غزة بالجراح وإرتكبوا أبشع الجرائم بحق أحبتنا بالقطاع حتي وصلت بهم الحقارة أن يعبثوا بكرامة وشرف الطهورين ومازالوا يرتكبون أكبر الكبائر بحق البلاد والعباد ولا همّ لهم إلا البقاء علي كراسي زائفة وحكم شعبآ بقوة السلاح ومازالت تلك الحفنة المارقة ترتعب من صناديق الإنتخابات وهي الطريقة الديمقراطية الوحيدة التي من خلالها يتم تداول السلطة وليس عبر صناديق الرصاص .
إن الفجر آت لا محالة ولا بد للشمس إلا أن تشرق لتبدد ظلمات غزة وسيذهب إلي مزابل التاريخ كل من تلذذ بعذابات الناس وسيبقي العار ملتصقآ بالإنقلاب وقادته ومن شارك ولو بكلمة فيه وحتي من سكت عنه وسيبقي شعبنا حرآ أبيآ لا يصبر علي ضيم ويأبي الإنكسار رغم الألم الشديد الذي يشعر به أهلنا بغزة ، إلا أن ثقتنا كبيرة بأن ذلك الألم سيزول رغم أنف الحاقدين وستستعيد غزتنا عافيتها وتغتسل من ذلك الرجس الذي إغتصبها وستستعيد طهارتها وزهوها وستفوح رائحة أزهار البرتقال والليمون بعد أن تذهب للجحيم رائحة الموت والعذاب اللذان وقعا علي شعبنا بسبب الإنقلاب وسيبقي بحر غزة ينقل قبلاتنا علي جبين أبناء وبنات الشهداء وأيادي أمهاتهم وآبائهم وستبقي رمال غزة لا يمشي عليها إلا الأوفياء الصادقين أما الخونة فلا وجود لهم إلا تحت الأرض أو في مزابل التاريخ .
فمزيدآ من الصبر يا أحبتنا وأهلنا في قطاع غزة الغالي ومزيدآ من الصمود فأنتم الأمل ومن عيونكم نستقيه ، وأنتم العزة ومن فتات كبريائكم ننغمر في العزة والكبرياء ، وبسواعدكم ستشرق شمس الحرية والإنتصارات فأنتم من يضمد جراحنا ويشد أزرنا ويصبرنا علي مرارّ البعد والإبعاد ونشم رائحة العودة من خلال شموخكم فأنتم أبناء وأحفاد الزعيم الخالد ياسرعرفات وعهداً شهدائنا الأبرار أن نبقي علي خطاكم سائرين ولعهودكم وأماناتكم حافظين ولدمائكم منتقمين وثائرين ولذويكم أوفياء مخلصين حتي ننال إحدي الحسنيين أو الإثنتين معآ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين