%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85 %D9%8A%D8%AD%D9%8A أوكرانيا

من مذكرات شاب عشرينى أرعن

عصام يحي / بعد مطالعة لا بأس منها لم أجدنى أميل إلى مذهب من مذاهب الفلاسفة أو الرغبة فى أن يحي أوكرانياأكون استكمالاً لإحدى المدارس الفكرية ، بل وجدتنى على الدوام اتجاوز تاريخ الفلسفة محاولاً الالتفاف حوله ، لقد كان يمثل لى تاريخ الفلسفة عاملاً سلطوياً داخل الفلسفة .

يسألنى الآخرون ممن هم أعلى منى شئناً متعجبين : كيف تود التفكير دون أن تطالع أفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط ؟!

يا سادة  إن طبيعة ذاتى متمردة ، تأبى أن تُدرج داخل إطار أو نسق محدد .. وتاريخ الفلسفة يقدم صورة نمطية لأساليب التفكير وطرق البحث بحيث أصبحت مع الوقت هى الصورة المشروعة التى من خلالها يجب أن يفكر الآخرون .. تحول تاريخ الفلسفة إلى “تابو” .

هذا ما وجدت فى مذكرات الشاب فى اليوم الأول .

العلم وما أدراك ما العلم .. لم أجدنى محتقراً لشئ كمثل احتقارى للعلم “ميدان الملاحظة والتجربة” .. لقد أضحى عقل الإنسان فى عصر القنبلة الذرية أداة تسعى إلى السيطرة على الطبيعة ؛ أرى إنها لا تقود إلى تحقيق ملموس للحرية وإنما قفص حديدى من العقلانية البيروقراطية لا مفر منه .

وهذا ما وجدت فى مذكرات الشاب لليوم الثانى .

مع اغترابى وقلقى الوجودى لم أجدنى أسعى إلى محاولة إيجاد أو خلق مطلق أو إله .. بل أمسيت لا أقبل فكرة أن أكون عبداً .. حتى وإن وُجد المطلق مستقبلاً .

وهذا كان ما وجدت فى يوم مذكراته الثالث .

أمضيت بعينى على أيام هذا الشاب إلى أن وصلت إلى الصفحات الأخيرة بها ووجدتها مختومة برسالة عنوانها ” مذكرات شاب ما بعد حداثى أرعن” مرفقة بعنوان فرعى يقول “أمعنوا فى توصياتى”

فقرأت توصيات هذا الشاب وكانت كالتالى :

أننى أنادى بسقوط الأيديولوجيات وأطالب بالخروج عن كل مقياس معيارى وترسيخ مبدأ الانتماء الفردى .. كما أننى أطالب بإعلاء  الرغبة الجنسية والفوضى  والتخلى عن الحضارة والعودة إلى الحالة البدائية .

يا من تقرأ مذكراتى : أعلم أننى اجتهد فى البحث عن السلطة فى كل شئ كى أهدمها .. سلطة التاريخ ، وسلطة السياسة  ، سلطة المجتمع والأسرة ، سلطة العقل والحقيقة والميتافيزيقا على حدٍ سواء .. سلطة الشمولية والكلية .

وفى الختام

أعلم سيدى أن إيجادك لمذكراتى اليومية بجانب قضبان القطار ذو دلالة . ابحث عن الدلالة وليدركك الجحيم بعدها .

 

شاهد أيضاً

أطفال

الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين الى روسيا

منيب الوادي / إن أحد أكثر الأحداث المأساوية في الحرب الروسية الأوكرانية هو الترحيل القسري …

اترك تعليقاً