من “زايد” إلى “التسامح” ..أعوام الخير تطرق أبواب أوكرانيا .. بقلم د. نوفل حمداني
23 يناير, 2019
أخبار أوكرانيا, الأخبار, مقالات
من الصعب اليوم على الإنسان أن ينظر إلى خريطة العالم المعاصر دون أن تشد إهتمامه دولة الإمارات العربية المتحدة. ربما بطبيعتها، أو بتطورها، أو بكثرة السياح فيها… ولكن الإمارات العربية المتحدة اليوم أصبحت عنوانا بارزا في الخريطة الدولية و الساحة الإقليمية لدول العطاء و الخير. فقد عُرفت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها بـ «دولة العطاء» واستمرت بشعبها الكريم وقيادتها الحكيمة على نهج الخير الذي وثقه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فالشيخ زايد علم ابناءه و شعبه أنه لا حدود للطموح، وأن الإنسان يتغلب على الصعاب بالصبرو الحكمة. كما ألهمهم بأن الشباب هم رجالات المستقبل، و أن المرأة هي عماد المجتمع، و أن الحياة بلا سعف نخل كالمسافر بلا زاد، و أن الأرض لمن يملكها خير و غنى.
الشيخ زايد رحمه الله علم شعبه بانه لا حضارة بلا تاريخ، و لا مجد بلا أجداد. علمهم التسامح وحب الأخر، و التآخي و التأزر، فلا فرق في بلاده بين أجنبي و لا مواطن إلا بالتقوى..و التقوى صلاح، و الصلاح عمل .. ولكل مكانة يرتقيها بعمله و كده.
نعم سادتي هذه هي السياسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، دروس تعطى لباقي الدول و الأمم و الشعوب. و لا غرابة أن نجد اليوم “خير الإمارات” يصل إلى كل بقعة من بقاع الأرض تحتاج إلى من يمسح الدمعة على خدها، و يآزرها في وقت أصبح القوي يأكل الضعيف، و أصبحت الحياة غابة كبيرة المنتصر فيها لا يرحم الخاسر.
سيتهمني الكثير من قراء هذا المقال بالتملق أو التسلق و إمتطاء الدرب، رغبة مني في إستعطاف القلوب، و لكم مني جميعا التحية و السلام ، فلكل منكم سادتي الحق في الفكرة و النقد. ولكن لتكن كلمة حق لا يراد بها باطل، فمنذ أن بدأت بعثة الإمارات العربية المتحدة عملها في أوكرانيا و نحن نشهد يوما بعد يوم، كيف أن يد الخير تمتد لدعم الضعيف و الفقير و المسكين و المحتاج، يد تشد على قيم التضامن مع الشعب الأوكراني في السراء و الضراء، بعيداً عن أي إعتبارات سياسية أو مصلحية أخرى. ويوما بعد يوم تتأكد نبوءة المغفور له الشيخ زايد بأن خير الإمارات للبشرية جمعاء.
وإذا كان العام الماضي2018 “عام زايد” فإني لا أجد تتمة له أوجب من عام 2019 “عام التسامح” . فالشيخ زايد رحمه الله والتسامح عنوان لا ينفصلان، واسمان لصفة واحدة
اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة بلد مختلف عن بقية بلدان العالم، لأنها دولة تحولت بفضل جهود قيادتها وشعبها إلى ساحة عالمية للتسامح قولا وفعلا، وحياة على الأرض لا شعارات رنانة في الآذان ، وواقعاً يعيشه كل من وطأ تلك الأرض الطيبة و عايش أهلها.
ونحن في أوكرانيا كأبناء جاليات عربية نفخر بوجود من يمثل قلب الشيخ زايد و فكره على هذه الأرض الطيبة، و ينشر فيها الخير و الإحسان، ويرفع فيها راية العرب و المسلمين، لإن التجربة الإماراتية المتفردة كما ونوعا في مختلف ميادين العمل الإنساني والتنموي في أوكرانيا ليست مصدر اعتزاز وفخر للشعب الإماراتي فحسب بل هي نتيجة يجب أن يعتز بها العرب جميعا في أوكرانيا وخارجها.
رحم الله الشيخ زايد، وسدد خطى كل من مشى على نهجه، وأنار قلوب كل محتاج أو فقير ، و مسح دمعة طفل صغير، و رفع الثقل عن كل شيخ و كهل عليل.