أوكرانيا اليوم أوكرانيا اليوم – الصحيفة الأخبارية الأوكرانية العربية – أوكرانيا
هادي جلو مرعي / كان صدام حسين فقيرا لكنه كان يمتلك القدرة على الظهور بمظهر الغني ، ومفتقرا للشجاعة التي عوضها بالتصفيات الكاملة لخصومه ولغير الخصوم حتى..
لم يستطع التعاطي مع مفاهيم الديمقراطية، وظل يتعكز على فكرة أن العراقيين أقوام قدمت من الهند وهم ليسوا أكثر من حفاة جفاة ،غلاظ فظاظ إستوجبوا الحد ،والحد عنده هو الطمر في الزنازين، أو القتل بالسكاكين ،وفي العادة يستعيض عنها كلما شعر بالقوة بالقنابل والصواريخ وحفلات الإعدام.
كان فقيرا ولم يمتلك القدرة على بناء مؤسسات ديمقراطية،والرجل محق فقريته مشهورة بتخريج البسطاء من الفلاحين والجنود المقموعين ولم يعرف عنها تخريج المثقفين وربما شذ منها شاذ فتحول الى شاذ.
إستعاض عن الديمقراطية بقتل الناس وطمرهم وسجن الآلاف منهم،وتحول الى دكتاتور وأعلن إيمانه المطلق بجنون وتمرد وإنحراف وهمجية هولاء الذين لم يدرك سبيلا حكيما لتسييسهم سوى البطش والقوة القاهرة،والأدهى إنهم قبلوا بذلك وغنوا له ،هذا القائد قائدنا يانور العين ،منا وبينا ومن عدنا صدام حسين.ورضي بذلك وسعد به.
عرف صدام حسين طريقه ورضي به ،وسلكه معه العراقيون حتى النهاية فمنهم من هرب من قهره ومنهم من قهر به وصار أداة طيعة لجبروته ليتسلط على ضعفاء الناس ومساكينهم ،ويكون جبارا عصيا حتى إذن الله بتسلط قوة قاهرة من الخارج غيرت المسار وهدمت الدار وألحقت بالظالمين العار والشنار.
عندما دخل الأمريكيون قدموا الرعونة والقرارات التي تفتقد الى الحكمة في تعاطيهم مع العراقيين ساسة ورجال دين ومثقفين ومكونات مجتمعية وطائفية وهيئوا لصدام مجتمعي وسياسي عنيف يعتمد الإنتماء الديني والقومي آلة للصراع وغاية.
لكن معالم السياسة العراقية الجديدة وطريقة إدارة الدولة ظلت قاصرة فلاهي إعتمدت القوة القاهرة ليوافقها الشعب العراقي سريعا كما كان يفعل عبر تاريخه الطويل،ولاهي نجحت في تقديم النموذج الديمقراطي. وعوضا عن ذلك دخلت في نفق مظلم، وإحتكمت الى صراع شائك ومعقد وكريه غير مألوف .وبالتالي كان طبيعيا أن لايحترم الناس الحراك السائد ولايثقوا به.
ملاحظة أخيرة.إذا لم تستطع أن تسوس الناس باللين والرفق وكانوا ثائرين متمردين فوضويين، فعليك بالقوة فهي السبيل الى المنعة ونشر الأمن والأمان والإستقرار.
