%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1 أوكرانيا

معاناة مهاجر لبناني …!!!

د.علي برو / رسالة من  برازافيل- الكونغو

أوكرانياحزيران –تشرين الاول 1997

لان الازمانة في بلادنا لا تغير كثيرا من الوقائع، السياسيه فالمستجدات عندنا ثانوية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهذا من طبع ما يسمى بدول العالم الثالت الذي  لا يعمل من خلال دائرة الصراع انما بردود الفعل . لا غرابة ان نرى رسالة كتبت في العام 1997 تصلح للعام 2013 وربما لاعوام قادمة.

ولان كاتبها ليس انسانا عاديا فهو من النخب الثقافية والحقه والذي حمل معه كل جماليات السهل وعمق المعرفة عدا كونه مناضلا بامتياز . لاجل كل ذلك ننشر رسالته بعد هذه السنوات التي حملت معها كل ما حملت .

“إن متُ هنا في الغربة…في المنفى

إن مُتُ غداً … فسيحمل شاهد قبري هذا وطني..من اجلك يا وطني..”

ليس غريباً أن يكتب اليك شخصٌ لا تعرفهُ

لقد أعتدتَ على تلقي رسائل من معجبين ومشاهدين ومستمعين .وقد يكون قراءة رسائل أُناس  لا تعرفهم عبئاً يضاف الى أعبائك  ومسؤولياتك ولكن هذه ضريبة الشهرة.

من يكتب اليك مواطن لبناني يعرفك من خلال موقفك ومداخلاتك

بقي وحيداً في برازافيل- عاصمة الكونغو خلال فترة الحرب ولم يغادرها.ليس اكثر جرأة وشجاعة من مواطنيه والاجانب الآخرين وليس لانه اشد ارتباطاً واكثر حباً من غيره للكونغو أو لافريقيا ولكن…

حب لبنان محفور في قلبه وينتمي الى منطقة في لبنان لم يزرها منذ واحد وعشرين عاما لأسباب فد تعرفها فيما بعد ولكنه ما زال يشعر ان تراب هذه المنطقة من لبنان حيث كان يمشي في صغره حافياً كأكثرية أبناء جيله .لم يلتصق بجلده فحسب.بل نفذ الى دمه واصبح يشعر كأنه جزء من هذا التراب وكل تراب لبنان مجبول بتركيبته الجسدية والعقلية والنفسية وينتظر بفارغ الصبر وصول ملحق “النهار”السبت.ليتنفس نسمة هواء ورائحة تراب لبنان.

الاساتذة .الياس الخوري،وريمون جبارة،عباس بيضون وباقي محرري وصحفييّ  الملحق وكل الصحافيين والاعلاميين  الآخرين الشرفاء الذين يدافعون باقلامهم واصواتهم عن لبنان كما يدافع المقاومون الشرفاء الذين يخضبون ارض الجنوب بدمهم فيقول:سيبقى لبنان بامثال هؤلاء لن يسمحوا باغتياله طالما هناك  منبر يدافع عن هذا الوجه الحضاري للوطن الحبيب في وجه حيتان المال ووحوش الصفقات والكومسونات.

وفي وجه الطبَّالين والزجالين والمنافقين الزاحفين على بطونهم من اهل المركز واكتساب البركة والنعمة من الوالي.

انا لست كاتباً ولا مفكراً.لقد تعلمت فك الحرف كما يقولون في ضيعتي بالصدفة وعذراً إن  اطلت عليك فرسالتي ليست شكوى لأنني كما قلت لك انني من منطقة يفضلُ ابناؤها الموت على ان يشكو ومع انني اعتبر نفسي بعيداً عن القبلية والعشائرية والطائفية فهناك-لاحظ التناقض- اشياءتبقى مغروسة في العقل الباطن لا يستطيع المرء ان يتحرر منها وباستطاعتك اعتبار من يكتب اليك هو من كل لبنان رغم انه يتحدث عن منطقته بمنطق هو يرفضه ولكنه ينتمي الى جيلٍ من اللبنانيين الفخورين بوطنهم والذين تعلموا من دروس الحرب –محاولة الانتحار الجماعية التي شاركنا بها بشكل مباشر او غير مباشر.

ان يفتخروا اكثر ويتعلموا اكثر ويقروا اكثر بلبنان مع انهم لم يحملوا في حياتهم سلاحاً ولم يكونوا يوما من دعاة العنف.ولكنهم يحلمون بوطن حضاري وهم على ابواب القرن الواحد والعشرين ،لا يحكمه رؤساء الطوائف والقبائل.يحلمون بلبنان لكل اللبنانيين .يحلمون ببلدٍ يكون الإنتماء الاول فيه للوطن وليس للطائفة يريدون ان يكون الساسة رجال دولة وإن كان من الصعب ان نتحدث في زمن “فيفي عبده ومادونا” عن رجال تاريخ.فرجل التاريخ كما يقول الجنرال ديغول:إن رجل التاريخ هو بذرة- هو خميرة- إن شجرة الكستناء لا تشبه ثمرتها”

اما زال في لبنان رجال تاريخ؟

اما زال في لبنان رجال دولة؟

الكل يسبّح بحمد الوالي:السياسيون و”مثقفوا البلاط” كما يسميهم شوقي بزيغ من كتاب وشعراء وادباء وصحافيين واعلاميين وزاحفين وراء المكاسب  والمغانم والمناصب الذين يعتبرون الوطن فندقاً  

ألا يعرفون ان تصرفاتهم تحضر لحربٍ جديدة.

الشرفاء من السياسين قابعين في منازلهم. والوطني الشريف يلهث وراء الرغيف ولم يعد له علاقة بالوطن والمجتمع.

هل نفقد الامل ؟ ” ان نهاية الامل عند الفرد هي بداية الموت”

من اجل هذا إعجابي بصحفيي “ملحق النهار” وبكل الشرفاء من إعلاميين وصحافيين ، لانني اعتبرهم مع باقي الشرفاء في وطننا الحبيب تجسيداً للامل مع المنسيين والمنفيين والمشحوتين الذين يعتبرون بقاء لبنان مرهون بالديمقراطية والحرية :يقول جبران ” إنك تستطيع أن تسحق الزهرة تحت قدمك. ولكن أنىَّ ان تزيل رائحتها”

ويقول الشاعر موسى شعيب:

علقوا الشمس بحبلٍ واشنقوها

لنرى يحترق الحبل

ام الشمس تموت

قيدوا النسمة والريح اسجنوها

والشبابيك على الناس اغلقوها

تقرع الريح شبابيك البيوت

اني اعتذر منك مجدداً فحديثي اليك اعاد لي حماس الشباب.

أصحيحٌ ان ولاتنا لم يعرفوا بعد قيمة لبنان؟

أصحيحٌ ان ولاتنا لم يعرفوا ان الاوطان لا تبنى على تقاسم الغنائم والحصص بل في مشاركة المواطن واحترامحقوقه وحريته.

ألم يعرفوا بعد كل ما حدث قيمة الحرية؟ 

إذا كان لبنان رسالة الى العالم – منذ الابجدية- فهذه الرسالة هي: حرية ، ثقافة ،إشعاع

،احترام حقوق الاخر ، واقصد الاخر ليس  ليس الذي ينتمي الى طائفة او دين مختلف.بل صاحب الراي المختلف او صاحب الموقف المتباين الذي يُغنيني بإختلافه عني

اعتقد ان سؤالاً جال بخاطرك؟لمذا يكتب لي هذا المواطن اللبناني المغمور والمنسي في برازفيل ولماذا اختارني انا؟

اظنك الان قد عرفت الجواب؟

فالايمان بالحرية واقدام الاخر لا يأتيان عبثاً

د.علي برو/الكونغو/ بلجيكا

شاهد أيضاً

أطفال

الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين الى روسيا

منيب الوادي / إن أحد أكثر الأحداث المأساوية في الحرب الروسية الأوكرانية هو الترحيل القسري …

اترك تعليقاً