د. طلال الشريف / يبدو تفاعل حركة فتح عاديا كباقي الأحزاب والفصائل الفلسطينية الأخرى في مطرقة المصالحة ” أللُقطة ” التي تتولد خطواتها قسرا وثنائيا بين الرئيس وحماس ، وذلك بعد شعور غالبية أعضاؤها وبالتحديد فتح غزة وما شابهم من غضب وقهر وما ترتب عليه من ضعف موقف الحركة العام على خلفية استبعاد قيادات غزة وإجراء المصالحة بين ” فتح الضفة وكل حماس ” في مايو الماضي وما تبعها من خطوات إقصائية بحق قيادات وازنة في رحلة التفرد بالقيادة وتحضيرا لانتخابات رئاسية قد تحدث أو لا تحدث ولتبقى المصالحة منقوصة مهما تدرجت لغياب الجزء الأهم للمصالحة في مشكلة حدثت في غزة وهذا خطأ قاتل لأي مصالحة.
وتبدو فتح متفاعلة عكسيا مع معركة غضب الرئيس التي تدور رحاها وسندان الدفاع عن القلاع داخل الحركة نفسها وتمتد داخل السلطة في رام الله ، وحيث تتم معركة القلاع بشكل مضطرب في الضفة الغربية تغولت ردود فعلها بعد اعتقالات نابلس وجنين واتهامات المدعو محمد رشيد في حلقات تبثها قناة العربية بشأن الاثراء غير المشروع بفضل المواقع السياسية في السلطة.
بغض النظر عما تحدث به محمد رشيد وموقفنا الرافض لمسيرة الرجل وتفضيل اضطلاعه بالمال الفلسطيني على قيادات فلسطينية ذات قدرات ونزاهة لا يخلو شعبنا منها وتكليفه بذلك مبكرا من قبل القيادة ألفلسطينية فإن مؤشرات المحاكمة التي أصدرت حكمها وتوقيتها يزيد من تعقيد فهم اهتمام السلطة بذلك في هذا الوقت وبعد بث حلقات فضائية العربية ويشير الى الارتباك والاضطراب وإذا ما أضيف إليها الاعتقالات الفتحاوية والعسكرية منها في الضفة الغربية ، وإذا ما صحت تصريحات الرئيس أوباما بأن الرئيس عباس لا يريد السلام وما نشرته إحدى الصحف الامريكية عن قضايا المال والإثراء في فلسطين تصبح الحالة أقرب الى أزمة كبيرة.
هذه الأزمة قد تتسع كثيرا وقد تتعلق بمصير فريق العمل الفلسطيني الذي يقود السلطة وكأن هناك قرار بفتح معركة حاسمة قد يكون لأطراف مناوئة في فلسطين هجوما غير مباشر عند احتدامها اذا ما أضيف اليها ابتزازات حماس للرئيس في موضوع المصالحة والتي بدأت بمكافأة حركة حماس بالمطالب التي تلبى لها في كل مرة مما أضعف الموقف الوطني كله.
وقد يدفع هذا لتململ كبير داخل حركة فتح للدفاع عن حركتها ومستقبلها و تتعمق معركة الدفاع عن القلاع فيها لنرى محاكمات واعتقالات تفجر الحركة والوضع في السلطة الوطنية الفلسطينية اذا ما أخذنا بعين الاعتبار قضيتين هامتين الأولى امكانية اجراء الانتخابات والثانية أن ادعاءات محمد رشيد قد تفتح على قضايا أكثر حدة واشتباكا في الداخل الفتحاوي يكون نتيجتها مزيد من الشرخ وغياب القوة الوطنية القادرة على الضغط على حماس وفرض المصالحة والمنافسة على السلطة القادمة أمام حماس في الانتخابات القادمة، وكارثة فوز مرسي والاخوان في مصراذا ما حدثت.
على ما يبدو أن فتح مقدمة على حالة جديدة قبل الدخول في معركة الانتخابات ستذهب بها بعيدا عما هي عليه الآن ورمالها الساخنة جعلت قياداتها لا تسير باعتدال الواثقين.
عبرة لمن يهتم: صديقي المتحدث في جلسة عن كذب محمد رشيد على الرئيس ، أردت اختباره كعينة فسألته، قديش المبلغ اللي تحدث عنه رشيد، فقال بسرعة البرق 39 مليون … حفظ المبالغ لدى الجمهورمؤشرعلى الإنتباه والتركيز.