%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%82%D9%8A أوكرانيا

مشاغبات …. يكتبها محمد العروقي

نحب ان ننوه للسادة القراء الاعزاء  بان سلسلة مقالات (مشاغبات) تكتب باسلوب ساخر لمحاولة تسليط الاضواء على احداث واقعية قد نعيشها في غربتنا او في اوطاننا كانت اجتماعية او ثقافية او سياسية او اخرى , نهدف من خلالها لمعالجة الحدث  و ان جميع اسماء الاشخاص الواردة بالمقالات هي اسماء وهمية و ان القصد غير موجه لشخص او مجموعة او فئة بالذات , بل لناخد دورنا كاعلام في المساعدة  للخروج نحو الافضل.

عيد ميلادي .. و ديسكو القرية

محمد العروقي أوكرانيامحمد العروقي / جميعنا عندما وصلنا اوكرانيا  في بداية الامر , كان ارتباطنا بعاداتنا و تقاليدنا , و ثقافتنا و تراثنا , كبيرا ووثيقا , و لكن مع مرور الوقت اصبحنا نتكيف اكثر فاكثر على عادات و تقاليد البلد المضيف , حتى ان البعض تاه و نسي ثقافته و عاداته و تقاليده الاصلية .

كنت في احد الايام بزيارة للسكن الجامعي الذي يعيش به الطلبة الاجانب و جدت أحمد  منهمكا جدا و القلق يبدو على عينيه فسالته ماذا بك؟ ما دهاك ؟فقال مشغول جدا اليوم عيد ميلادي , و احضر للحفلة بالمساء.

صديقه دخل عليه الغرفة و قال ساحضر عيد ميلادك , انا و صديقتي , فقال له لا ياحبيبي , اذا صديقتك بتجيب صحباتها معها فاهلا و سهلا.

أحمد جدا مشغول و مضطرب فهذه مناسبة غالية اصبح عمره 22 سنة و كل سنة ببلده كان يحتفل بها كل سنة اما في ديسكو المخيم او في ديسكو القرية او مرقص الضيعة .

بالفعل موضة الشباب اصبحت الاحتفال بعيد الميلاد , كيف لا و هو ينتظر ان تاتي لاريسا و اكسانا و نتاشا لتهنئته و هو يبتسم و يكون سوبر ستار الحفلة.

ياتي موعد حفلة عيد الميلاد فاما ان تكون بغرفة مناسبة بالسكن الجامعي , او بمطعم باحسن الاحوال . الكل يبتسم  ويضع انواع من  المعجنات المختلفة و الشحوم على راسه و يلبس اجمل الالبسة كي يبدو  فائق الجمال و ينال اعجاب احدى الفتيات و الله اعلم كيف تنتهي الحكاية .

و يبدأ الاكل و الشرب و الرقص و فجأءة تنتهي الحفلة بما هو غير متوقع  و بشكل مأساوي و هناك احتمالين لا ثالث لهما لانتهاء الحفلة بشكل مأساوي.

الاحتمال الاول:  من شدة الشرب و الثمالة و السكر  تدب معركة تكسير صحون و ما تيسر بسبب فتاة بين شابين كل يريد ان يحسمها له.

الاحتمال الثاني: من شدة الشرب مما تيسر من مشروبات  تدب الروح الوطنية باحدهم و يبدا يتحدث عن نفسه و بطولاته في مقارعة الاعداء و يكشف عن نفسه بانه كان المقاوم رقم اكس الذي كان و كان يا ماكان و تنتهي الحفلة بمعركة سياسية لاختلاف الايدلوجيات في نهج المقاومة او الطريقة الانسب للتحرير.

و بعد كل هذا يصحو احمد بالصباح عريس الحفل و لا يعرف كيف عاد للبيت و ان عادت معه صديقته ام لا و اين و كيف تفرق الجمع , و يستمر تنظيف الغرفة لمدة شهر من اثار معركة عيد الميلاد.

كل هذا ياتي بسبب اصرار احمد الاحتفال بيوم ميلاده لانه تعود على مدار 22 سنة ان يحتفل به كما ذكرنا سابقا  اما بالمخيم او القرية او الحارة , و نسي احمد او تناسى انه بالكاد كنا نتذكر تاريخ ميلادنا لو سالونا عنه بالمدرسة او بالعيادة الصحية , و لكن كما قال احدهم نحن في اروبا.

و بهذه المناسبة لا استطيع الا ان اتقدم للفيسبوك  بالشكر الجزيل لتذكيره لنا باعياد ميلادنا و اعياد ميلاد الاصدقاء.

فعلا احداث و ظروف و قصص مأساوية يمر بها ابنائنا هنا و لا اريد ان اتطرق لاسبابها لانها كثيرة و لكن اتسائل هنا هل يا احمد تعرف نحن في اي سنة هجرية الان؟ هل يا احمد تعرف تاريخ استقلال بلدك؟ او حتى تاريخ استقلال البلد المضيف؟

بالنهاية اتوجه بخالص الاعجاب و التقدير و الاحترام  للطالب نضال الذي كان يصلي الصبح حاضرا بالسكن الطلابي و يتوضئ  في عز الشتاء بالماء البارد بسبب انقطاع الماء الساخن كي لا تضيع عليه صلاه الصبح و يكون في  وجهه نور الصباح.

و لنا لقاء في مشاغبات اخرى انتظروني….

شاهد أيضاً

الأوكرانية

الأوكرانية-العربية للإعلام تحتفل مع الجاليات العربية بشهر رمضان الكريم

أوكرانيا اليوم / كييف / تقديرا منها بجهود الجسم الإعلامي العربي في أوكرانيا على تغطيته …