سامح سمير / مع أن هجمات الحادي عشر من سبتمر حدثت عام 2001 (المنفذين عرب ومسلمون ولكن الشكوك والدلائل قوية جدا على علم وسماح المخابرات الأمريكية المسبق بها، بل ويمكن المشاركة فيها بشكل أو باخر، بل و من المرجح جدا أن تكون الفكرة من صنعها وليست عربية أساسا وطبعا كل هذا لإيجاد مبرر لعمل ماهو مخطط مسبقا) أي كان حدوثها منذ 15 عاما إلا أنه الآن فقط تم سن القانون المسمى جاستا لمعاقبة رعاة الإرهاب من أجل العدالة.
لماذا لم يحدث هذا على الفور أو بعدها بعام أو عامين مثلا؟
ولماذا لا تدفع الحكومة الأمريكية نفسها التعويضات اللازمة نظرا لفشلها في حماية مواطنيها وتوفير الأمن لهم في بلدهم؟ لو كان الهدف العدالة!
بما أن هذا الحدث هو من أهم احداث الساعة والتي للعرب منها النصيب الأكبر كثرت المقالات و اللقاءات حول هذا الموضوع ولا أدري ربما فقط ما رأيته وما سمعته هكذا… …
مواراه وعدم جرأءة في قول الحقيقة ودوران حولها. إلى متى سنظل كعرب لا نفهم أو لا نريد أن نفهم أو لا نجرؤ على أن نفهم. ماذا ننتظر ليحدث بنا أكثر مما حدث ويحدث وسيحدث؟
نحن كبشر على المستوى الشخصي إذا أردنا أن نُنفذ شيئا ما في الواقع يتم هذا على مراحل من خلال كياننا البشري. القلب يتمنّى ويشعُر ويرغب فيمثل هذا أمرا مباشرا للعقل ليفكر ويخطط ويدّبر ثم يُؤمر أيضا الذراع ليُنفذ ويصنع ويُحقق المطلوب في الواقع.
العالم الذي نعيش فيه للأسف أصبح الآن أيضا له قلب وعقل وذراع ويتضح ويتجلى هذا أكثر للأسف أيضا في منطقتنا العربية. حيث يوجد من يسموّن بشعب الله المختار الذين يريدون إقامة دولتهم من الفرات إلى النيل و إلى غير ذلك من مشاريع وأهداف لهم على أسس دينية وعرقية وأطماع بشرية طبعا.
فعمليا الآن قلب العالم هو إسرائيل الذي يتمنى ويرغب لتنتقل امنياته ورغباته إلى عقل العالم بريطانيا ليخطط ويدبر فتنتقل الكره إلى ذراع العالم أمريكا لينّفذ ويبطش ليحقق المطلوب.
وما مسرحية قانون جاستا أو لّعل وصفه بأنه فصل في مسرحية أكبر، ما هو إلا خطوة من الخطوات التنفيذية ينفذها الذراع (أمريكا) إستجابة للعقل (بريطانيا) تلبية للأمنيات العزيزة للقلب (إسرائيل).
بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948م بعد هدم وتقسيم فلسطين طبعا. كانت أمنيات القلب الوجود والتثبيت وإنشاء جيش قوي ودولة قوية كضيف ثقيل غير مُرحّب به وسط كيان عربي كبير عملاق من حيث الثروات والمساحة والسكان.
وترجم هذا العقل والذراع طبعا حيث تم التوجيه والضغط على بعض الدول العربية لعمل سلام مع إسرائيل تارة بالترغيب وتارة بالترهيب. حتى لا يُستنزف هذا الكيان الوليد ويتسنى له النمو والإنطلاق أما الدول التي لم تقم بعمل سلام مُعلن مع إسرائيل فعملت سلام غير معلن أو في الظاهر عدم سلام وفي الباطن سلام وأكتفينا جميعا بتحويل القضية من قضية عربية إلى قضية فلسطينية ضعفا وتخاذلا وجهلا للبقاء والإستقرار والنعيم والتمتّع بالثروات المؤقت (بقاء واستقرار وتمتّع الضعفاء العملاء الجهلاء طبعا) وكانت هذه هي ملامح سياسة الذراع (أمريكا) تجاه العرب عموما كل حسب وضعه وطبيعة المصالح معه إلى أن كبر الطفل الوليد المدلّل المختار (القلب) وأصبحت له أمنية مرحلية جديدة نحو الهدف والأمنية الكبيرة وهي التوسع والإنتشار وقيام إسرائيل الكبرى وقتل حلم أو أمل وجود دولة فلسطينية تُذكر.
وكما قامت إسرائيل على هدم وتقسيم فلسطين فلن يحدث هذا أيضا إلا بعد هدم وتقسيم العالم العربي.
ومن أمنيات القلب أيضا أن يحدث هذا بأقل التكاليف بل وبدون تكاليف بل ياحبّذا مع وجود هامش ربح لهذا الشعب المختار، وهذا لن يحدث إلا بوجود فوضى خلاّقة تخلق وضع جديد تنتشر كالنار في الهشيم في العالم العربي ليدّمر ويُقسّم نفسه بنفسه وعلى حسابه ومن ثرواته وبأيادي ودماء ومعاناة أبناؤه.
وهكذا بدأت فصول المسرحية لتنفيذ أمنيات القلب فحدث الغزو الأمريكي (الذراع) للعراق عام 2003 وبمشاركات عربية للأسف بهدف إزاحة النظام الحاكم في العراق لتبدأ شرارة الفوضى الخلّاقة والهدم والتقسيم، ولعل عدم إستقرار العراق إلى الآن خير دليل وشاهد، وهذا ليس نتاج الفشل والفساد الداخلي فقط بل وأيضا للتدخلات الخارجية المقصودة طبعا والمعروف أنها ستحدث مسبقا.
ومع تطوّر ونمو الأساليب للذراع ظهر أيضا ماسمّي بالربيع العربي والثورات العربية على الحكومات الظالمة والتي كان وجودها مطلوب سابقا أيضا، وما أعقب ذلك من فوضى وحروب وهدم وتقسيم قادم.
وصولا إلى أحدث فصل في المسرحية الكبيرة وهو قانون جاستا حيث نجت المملكة العربية السعودية من ماسمّي بالربيع العربي وطبعا هي ليست بمنأى عن الدول العربية وعن أهداف وأمنيات إسرائيل (القلب) في المنطقة. فالهدف الآن إضعافها إقتصاديا بقدر الإمكان حيث القوة الإقتصادية هي مصدر القوة الأول للسعودية.
وبالتالي إضعاف الدول التي تدعمها السعودية، أكثرمما هي ضعيفة والتينجت أيضا من ماسمّي بالربيع العربي مثل مصروغيرها.
فهذا القانون الخبيث الخسيس ممكن أن يتيح لأمريكا سلب جزء وربما أجزاء من أموال السعودية الضخمة في أمريكا (والتي ياليتها لم تذهب أمريكا أساسا) أو على الأقل يتيح لها الإبتزاز والمساومة والتهديد، كجزء من خطة إضعاف المملكة إقتصاديا وإضعاف من وراؤها لتكون خطوة قوية على طريق إكتمال مشروع ومخطط هدم وتقسيم أكبر عدد ممكن من الدول العربية. وما فيتو أوباما ورفض بعض الشخصيات في أمريكا لهذا القانون إلا فصل في هذه المسرحية أو دور في هذا الفصل الذي هو جزء من المسرحية الكبيرة لتحقيق وتنفيذ ما يتمنّاه قلب العالم الآن (إسرائيل) في المنطقة.
فماذا أنتم فاعلون ياعرب حتى لا نصبح جميعا (مؤخرة العالم المستباحة)؟؟؟؟؟؟؟