أوكرانيا اليوم / كييف / تخبئ ساشا البالغة من العمر 17 عاما وجهها بقبعة قميصها وهي تخبر كيف اضطرت منذ ثلاث سنوات إلى ممارسة الدعارة بعد نقص في الملابس والطعام في مدرستها الداخلية.
وقد اضطرت ساشا، شأنها شأن شابات كثيرات في مدينة ميكولاييف (جنوب أوكرانيا) حيث كانت تشيد السفن سابقا، إلى توفير خدمات جنسية مدفوعة الأجر في سن مبكرة.
لكنها باتت اليوم تتمتع ببصيص أمل مع نحو عشر فتيات أخريات، وهي تريد أن تكون حياتها طبيعية مجددا في مراكز إعادة التأهيل المدعومة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وروت شاشا التي رفضت أن تكشف عن اسم عائلتها “كانت أمي عزباء وسافرت إلى روسيا عندما كنت في الثانية من العمر ولم تعد يوما”.
فتركت الطفلة في عهدة جدتها مع أختها غير الشقيقة، لكنه تعذر على العجوز النهوض بهذا العبء فأخذت الخدمات الاجتماعية الطفلة إلى ميتم أولا، ثم وضعتها في مدرسة داخلية.
وأقرت ساشا بأنها كانت منذ سن الرابعة عشر تهرب من وقت إلى آخر من المدرسة الداخلية التي كانت تؤوي أيتاما وأطفالا يعانون مشاكل مختلفة.
وكانت الشرطة ترجع ساشا وزميلاتها إلى الميتم، وقد دفعهن الحرمان إلى ممارسة الدعارة.
وروت ساشا “كنا بحاجة إلى المال لنشتري الملابس والطعام، وكنا في أغلب الاحيان نعاني سوء تغذية. وكانت الفتيات الاخريات يرتدين ثيابا جديدة، أما نحن، فلم نكن نشتري شيئا”.
وتنعكس تداعيات هذه النشاطات بوضوح في منطقة ميكولاييف التي تسجل أعلى نسب في أوكرانيا من الأمراض المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
وشرحت أولينا ساكوفيتش المتخصصة في نمو المراهقين لدى مكتب اليونيسيف في أوكرانيا أن الشابات اللواتي يأتين من مناطق محرومة ويمارسن نشاطات جنسية من دون وقاية هن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، بما فيها مرض الايدز.
وقالت “هن يفتقرن إلى المعلومات والمعارف الضرورية ويتركن وحيدات ولا يدرين ما العمل”.
واستذكرت ساشا كيف أتت متطوعة من مركز “يونيتوس” المدعوم من اليونيسيف إلى المدرسة الداخلية وكشفت للفتيات أنه بإمكانهن أن يعشن حياة أخرى. وهي ذهبت معها إلى المركز.
وقالت “أحب أن آتي إلى هنا، فهم لطفاء جدا ويخبروننا كيف نتصرف في كل ظرف”.
وخلافا لساشا، ليست الفتيات جميعهن في المركز مستعدات للإقرار بأنهن كن يمارسن الدعارة. وقد شرح موظفو المركز ان الكثيرات منهن يرفضن حتى تقبل فكرة أنهن كن مومسات.
وصرحت ناتاليا بابنكو منسقة البرنامج في مركز “يونيتوس” أن “الفتيات لا يتكلمن عن دعارة”، موضحة أن بعضهن يكتفين بإخبار كيف كان الرجال يقدمون لهن الهدايا او يصطحبونهن إلى السينما، في مقابل خدمات جنسية.
وتابعت قائلة إن الفتيات جميعهن من عائلات تعاني مشاكل ولا يعرفن كثيرا عن الصحة الجنسية و”هن يكن قد قدمن خدمات جنسية لنحو ستة رجال في الرابعة عشرة من العمر”.
وشددت المنسقة على أن الهدف الرئيسي من البرنامج هو الوقاية وضمان النفاذ إلى الخدمات، مشيرة الى تشجيع الفتيات على احضار زميلاتهن ومعارفهن إلى المركز لينقلن لهن العبر المستخلصة.
وبحسب مكتب اليونيسيف في أوكرانيا، تطال ظاهرة الاستغلال الجنسي لأغراض تجارية 15 ألف مراهقة قاصرة.
وأفاد المعهد الأوكراني للدراسات الاجتماعية بأن نسبة المومسات المراهقات اللواتي يمارسن نشاطات جنسية من دون وقاية قد انخفضت من 62% في العام 2008 إلى 40% في العام 2011.
مصدر التقرير : فرانس 24