سري القدوة / وزير الخارجية الإسرائيلية، ابيجدور ليبرمان، أرسل رسالة إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية يطالب فيها تغيير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإجراء انتخابات في السلطة زاعما ان عباس بات ‘عقبة أمام تقدم عملية السلام’.
وارسل ليبرمان الكتاب إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، ووزير الخارجية الروسية، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي وإلى السكرتير العام للأمم المتحدة. والكتاب يعد هو خلاصة لحملة بدأها ليبرمان في السنة الأخيرة ضد الرئيس عباس، لنزع الشرعية عنه.
ليبرمان، لم يتهم عباس بالإرهاب ضد (إسرائيل) وإنما يوطد انه يعمل ضدها بالوسائل الدبلوماسية والقانونية.
وتأتي رسالة ليبرمان لتضعنا امام حقائق جديدة وتلك الحملة التي شنها رئيس الحكومة السابق، ارئيل شارون، ضد الرئيس ياسر عرفات متهما إياه بالإرهاب وقدم للرئيس الأمريكي السابق بوش الابن معلومات سرية، اغلبها غير موثوق بها وظرفية تتهم الرئيس عرفات بتشجيع تنفيذ أعمال إرهابية ضد (إسرائيل)، واقتنع بوش بالأمر وطالب بخطابه يوم 25 من شهر حزيران عام 2002 بتغيير القيادة الفلسطينية في حينه’.
ويعد مصطلح الارهاب الدبلوماسي مصطلح سياسي متجدد لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .. هذا المصطلح هو خاص به ( ماركة مسجلة ) حيث وصف دبلوماسية القيادة الفلسطينية والتي تطالب بحقوق شعبنا وتعمل علي فضح اسرائيل بالمحافل الدولية وصفها ( بالإرهاب الدبلوماسي ) .
غريب هو تفكير عقلية الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو ليس كونه صاحب هذا (المطلح السياسي ) الغريب بل لإصراره علي عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه السياسية ضاربا بعرض الحائط كل الجهود الدولية التي من الممكن أن تؤدي الي تفاعل العملية السياسية .. بل يؤكد هذا المصطلح مدي عنجهية نتنياهو وحماقة تفكيره والسلاح الذي يواجه به الشعب الفلسطيني .
إن حكومة الاحتلال تنتهج سياسة التشهير والتحريض العلني بقتل رئيس السلطة عباس، مثل التي انتهجتها ضد الرئيس الراحل أبو عمار والتي انتهت بمقتله”.
أن هناك دعوات صريحة خرجت من مسئولين كبار في حكومة الاحتلال بالتخلص من “أبو مازن” وأن تلك الحملة تأتي في سياق التحريض والتشويه للتخلص من عباس .
أن تلك الحملة “الوقحة” تدلل على أن حكومة الاحتلال ليست شريك في عملية السلام، وهي من تضع العقبات والعراقيل إمام نجاح العملية السلمية.
أن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني اصبحت بمفهوم اسرائيل هي ارهاب من نوع جديد هو ( الارهاب الدبلوماسي ) وان السعي الي فضح ممارسات اسرائيل التي تمارس ( ارهاب الدولة المنظم ) من قصف وعمليات قتل وإبادة للشعب الفلسطيني هي دفاع عن النفس كما تصفها وزارة الخارجية الاسرائيلية ..
هذا منطق العربدة والقوة ولغة القتل التي تمارسها عصابات الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس والتي تعتمد علي التضليل والكذب الاعلامي والهيمنة الامريكية علي المؤسسات الدولية ..
وفي الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية الجهود الحثيثة لإقرار حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء ألاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، فإن حكومة التطرف الاسرائيلية ماضية في تحدي الارادة الدولية من خلال فرض سياسة الأمر الواقع التي تتناقض وقواعد القانون الدولي، وخاصة استمرار الاستيطان وتهويد القدس والحصار الجائر وتهديد فرص السلام وحل الدولتين ..
هذا هو منطق العربدة التي تمارسها عصابات نتينياهو الرافضة لمشروع السلام الفلسطيني والتي تصر علي استخدام وسائل القمع والإرهاب الفكري والقمع والتطرف وعمليات التصفية لشعب فلسطين الذي يطالب بحقوقه وتقرير مصيره .
ان شعبنا الفلسطيني لا يخضع لهذا الابتزاز الاسرائيلي الذي يهدف الى وقف السعي السياسي الفلسطيني الى مساءلة اسرائيل ومحاسبتها على خروقاتها للقانون الدولي ولحقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف .
أن تلك السياسات الاحتلالية لن تنال من شعبنا ولن تثنينا علي المضي قدما في ايصال الرسالة الفلسطينية وفرض الحقائق والوقائع علي المستوي الدولي وأننا في ظل ذلك نقول أن هذه الاموال فلسطينية وليست اسرائيلية وان حكومة الاحتلال تعمد الى تدمير اقتصادنا جراء هذه الممارسات.
وبات المطلوب الان وقف الاستيطان والاملاءات وفرض الحقائق على الارض وان تصويت واشنطن ضد قرار تشكيل لجنة تحقيق حول الاستيطان يدلل ايضا على أنها منحازة تماما لإسرائيل وفقدانها للبوصلة حول متطلبات العملية السلمية.
وان الانتصار الدبلوماسي الفلسطيني هو ما يجعل الاحتلال يتخبط وهذا الانتصار الفلسطيني هو ما يفرض وقائع الدولة الفلسطينية القادمة لا محالة ..