محتوى فيلم الإساءة لرسول الإسلام ؟
17 سبتمبر, 2012
مقالات, ملفات خاصة
هادي جلو مرعي / هذا عنوان لكتاب وضعه رئيس جمهورية البوسنة علي عزت بيغوفيتش الذي واجه تحديا خطيرا عندما عمدت القوات الصربية المتطرفة الى محاولة إبادة الشعب المسلم في سراييفو وبقية مدن البوسنة ،وحين كان الرجل محاصرا مع شعبه في العاصمة الشهيرة ساله مذيع إحدى القنوات الفضائية عن الوضع؟ فأجاب ، الوضع سئ جدا ،نحن محاصرون وجائعون ويمكن للصرب أن يقتحموا المدينة في أية لحظة لكني أؤمن بأن الله يصنع التاريخ ! وهي كلمة لايقولها إلا من كان يعي طبيعة التحولات السياسية والإقتصادية ونوع الصراع السائد وعلاقة البشر بخالقهم ومتى يمكن أن يتدخل الله ليحمي عباده من جنون ووحشية عباد آخرين.
بعد ذلك اللقاء بيومين أصدر مجلس الأمن قرارات مهمة وتدخل حلف الناتو وتعرض الصرب لقصف جوي مكثف من قبل طائرات الأطلسي الذي وجد أن العار سيلحق بأوربا وأمريكا والغرب عموما في حال تم السماح لهولاء المجانين بأن يبيدوا شعبا أعزل إلا من الحلم بالعيش الآمن.وقد صنع الله التاريخ،ويمكن أن يصنعه على يد (موسى أو عيسى أو محمد) عليهم صلوات الرب وسلامه.
علي عزت توفي بعد أن صنع المجد لشعبه بصبره وجعل للإسلام حضورا هادئا ووادعا في أوربا ثم أصدر كتابه الشهير الذي يتحدث عن الإسلام وإمكانية التعايش بين شعوب الأرض وفيه من التفاصيل مافيه حيث يمكن للقارئ أن يستجلي حقائق علمية منه ويطلع على غزارة ماحبا الله به هذا الرجل الطيب من فهم وغدراك وإيمان والذي تواصل مع مسلمي الشرق بعربهم وعجمهم ولم ينقطع عن الغرب المسيحي وتواصل معه ليؤكد حقيقة الحضور الوجداني للديانات السماوية وأنها من مصدر واحد وتدفع الى حقيقة واحدة يجب ان يؤمن بها الجميع وهم الذين يعيشون في ظل سلطان الله شاؤا أم أبوا.
شاهدت الفيلم الحقير الذي وضعه اليهود الأنجاس ليضربوا المسيحية بالإسلام وجعلوا بعض المهووسين من متطرفي الدين المسيحي ممثلين فيه وكان بالفعل فكرة يهودية خبيثة تذكرنا بأيام الإسلام الأولى حين كان (بنو النظير وبنو قينقاع وبنو قريظة) يتآمرون مع مشركي جزيرة العرب ليدمروا دعائم الإسلام ويهتكوا المدينة المنورة ويقتلوا الرسول محمد (ص).
يقوم الفيلم على فكرة أن هذا النبي إنما هو رجل مستغل للدين ومدع وهي فكرة قريش الأولى التي واجهها الرسول بالدليل والبرهان ودحضها بالفعل ولم تجد حضورا بعد ذلك ،ثم إنه لايحب التعايش ولايريده والدليل إنه طرد اليهود من الجزيرة العربية وحاربهم وأباد حصونهم لكن لم يلتفت الفيلم الى حقيقة تآمر اليهود وخستهم وأنهم كانوا يفعلون مالايمكن السكوت عليه من معصية لله وتآمر وحقد وضغائن ودسائس لاتتحملها ذائقة الناس ولاضمائرهم ولاتستوي معها الحياة ولاتتيح فرص التعايش الحق بين أتباع الديانات لذلك وجه بطردهم بعد أن تيقن من مكرهم ومن عدم الجدوى في نصحهم.
ثم إن الفيلم يصور الرسول على إنه زعيم لمجموعات إرهابية متطرفة وإنه يحب النساء ويعتدي عليهن حتى إنه تزوج بزينب بنت جحش وهي على ذمة ربيبه زيد ويستشهد الفيلم بالقرآن بينما يتجاهل أن زيدا قد طلقها بنص القرآن أيضا ولم يلتفت لهذه الآية المباركة لأنه كان قد أضمر الشر والتحريف والفتنة ، ومنتج الفيلم اليهودي لم يكن بعيدا عن فكرة إستغلال ذلك لتاكيد أحقية اليهود بفلسطين وظلم محمد لهم( وحاشاه) حيث يخاطب رجلا يبدو أنه كان يهوديا فيقول له ،أغرب عن وجهي ،فإما أن تدفع الجزية أو ترحل الى فلسطين !!! ففلسطين بحسب النص المفبرك هي لليهود وإلا لما قال له ،إرحل الى فلسطين ولم يقل الى العراق مثلا أو إلى اليمن أو الى مصر وكلها قريبة الى الجزيرة ومجاورة وفيها يهود ؟بل فعل ذلك ليقول ،أن محمدا يعترف منذ مئات من السنين بأحقية اليهود بفلسطين .وهو كذب ومحض إفتراء.
يدرك اليهود أن التحول السياسي في منطقة الشرق الأوسط وصعود الحركات الدينية وتعاطي الغرب المسيحي معها ببراغماتية شديدة وإمكانية التعامل بسياسة متوازنة معها من قبل واشنطن وعواصم أوربا ،عدا عن التماهل الواضح في الموقف الأمريكي من ذلك وضعف إدارة اوباما في مواجهة الطموحات النووية الإيرانية والقدرات التي تحتفظ بها القوى الوطنية والإسلامية وحركات المقاومة التي تتهيأ لمواجهة حتمية مع الكيان الصهيوني سوف يضعف قدرات هذا الكيان ويقرب من لحظة الحقيقة والإنهيار الصهيوني التدميرى وهم لن يقصروا في عمل أي شئ من شأنه أن يفاقم من حدة الصراع الديني بين المسيحيين والمسلمين لذلك وضعوا هذا الفيلم وسيضعون أفلاما وحكايات ويحيكون المؤامرات ويفعلون مابوسعهم ليدفعوا الغرب الى التشدد والدخول في صراع جديد يشغل المسلمين ويششتتهم وكذا يفعل بالمسيحيين ،ولقد دفعوا ببعض أقباط مصر ليمثلوا في ذلك الفيلم البغيض لتكون المواجهة بين شمال مصر المسلم وجنوبها المسيحي كما هو حال الجنوب السوداني وشماله
ولهذا فإن الواجب يحتم على المسلمين الإنتباه لحقيقة المؤامرة الكونية وأن يتحسبوا لليهود الذين قتلوا نبيهم محمد قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة مرت بالسم ،وأن يعمدوا الى المصالح الصهيونية حول العالم والبعثات الدبلوماسية في كل العواصم ليستهدفوها ويثيروا المتاعب في وجه حكومة نتنياهو وكل حكومات إسرائيل اللقيطة التي قتلت الشعب الفلسطسني المظلوم وتآمرت على شعوب الأرض ،وليس فقط إستهداف المصالح الأمريكية مع إن الغرب شريك لليهود في صناعة الدمار الكوني وإبادة الشعوب الفقيرة والمستضعفة.