طارق غريب ثلاثة سنوات مضت ومازال عرض مسرح ” الكابوكي ” بالنكهة العربية يتم عرضه ” عرض مُستمر ” , من الهرتلة المحمومة في أروقة مرسح يعج يالمشاهدين !
ثلاثة سنوات مضت والمُشاهد الغلبان يجلس القرفصاء يئن من البرد القارص الذي كاد أن يتسبب في انفجار في خلايا مخه الصغير العفوي الراغب في محاولة واحدة لاستجلاء ما وراء الأقنعة المُلونة والملابس الزاهية والأصوات الحنجورية والأفكار الغريبة الهزلية التي لم ولن تُمكنه من الاختلاء بعقله ليستجلي حقيقة ما يحدث أمام ناظريه .
ثلاثة سنوات مضت والمواطن المصري الغلبان – ليس الفقير مالياً فقط ولكن المُوسر والمستور الحال – يجلس يُحملق بمقلتيه فيما يتناثر أمام عينيه المُنهمرة منها الدموع من فرط الحزن أحياناً والسخرية من سذاجة المشهد أحياناً أُخرى !
مُبادرات .. مُبادرات .. مُبادرات , وكأنه قد بات لزاماً علينا أن نقضي نحبنا ونحن نستمع ونُشاهد لقطات تستبيح كل المبادئ والقيم وتُخالف كل الثوابت التي تطورت بفعل خبرات سنوات كثيرة ساهم السابقين لنا في إرساءها وتركوها لنا ميراثاً و كان أولى بنا أن نتلقفها منهم ونجعلها أساس نبني عليه , لا أن نتركها نهباً لكل من ” هب ودب ” يتلاعب بها وبنا وبمصائرنا !
كل فصل من فصول المرسحية الهزلية التي نعيش ونتعايشها بكل خيبة أمل تتملكنا , ربما تدفعنا وعند لحظة مُعينة إلى قذف الكومبارس الذين يؤدون الادوار أمامنا ” بالبيض والطماطم” , ليس إلا في محاولة باهته للتعبير عن قدر الحزن الذي يتملكنا ويُسيطر علينا !
” مجيدة اللقيطة ” التي يُحاولون أن يُلصقونها بأية وسيلة لارادة شعب 30 يوليو في محاولة يائسة لإضفاء نسب لتلك ” المجيدة اللقيطة ” , فهل سينجحون في ذلك ؟ !
مبادرة ” مستقبل مصر ” , ربما يتحول إلى ” مستقبل مصر الأسود ” , إذا لم يستفيق المشاهدين ليُعلنوا ويهتفوا بأعلى الصوت الجهوري أن ” مجيدة لقيطة ” !
كنت أجلس بين المشاهدين أُشاهد فصول المرسحية الهزلية المليئة بالهرتلة التي لا يُمكن تصنيفها , وإذا بثمانين سخصية مرسحية تُعلن عما يُسمونه بمبادرة ” مستقبل مصر ” يدعون أنهم قد قدحوا زناد فكرهم في صياغتها , وعندما قرأتها تاكدت أنني كُنت قد كونت راياً أحسبه سديداً بأن هذه الدولة قد تحولت من ” تكية في عصر حكم اليمين المُتطرف الإرهابي , إلى ” وسية في عصر مرسح الكابوكي الذي نعيش فيه الان , مجموعة من السخصيات يُطلقون على أنفسهم ” نُخبة ” قد قدحوا زناد فكرهم ليقوموا بجمع شتات طلبات ” عشرة ” يصفون فيها مستقبل مصر في شكل شعارات كالعادة ” مُجرد شعارات ” .
وبعيداً عن أصحاب فقر الذاكرة , طبعاً فاكرين ” مشروع النهضة ” الإنشائي الذي كان أساس حملة دعاية اليمين المتطرف الإرهابي ؟ ! طلع كما أطلقتم عليه ” الفنكوش ” !
وإليكم الان مشروع جديد لانج ! ” مبادرة ” مُستقبل مصر ” , مشروع يجمع بين طياته كل ملامح التناقض وعُقم الفكر و حتى فقر اللفظ واختياره !
مشروع أو مُبادرة ” مستقبل مصر ” على ما يبدو أنه هو الاخر لقيط , وكانوا يبحثون له عن مُتبني , وها هم قد وجدوا له مُتبني ” حمدين يتبنى المبادرة ” ويُطالب من عكفوا على صياغتها باضافة بند حادي عشر ” تمكين الشباب ” ؟ ! .
ويبدو أ، أصحاب المُبادرة اللقيطة قد نسوا أو ربما عاجزين من الأساس عن الأجابة عن السؤال البسيط ذو الكلمة الواحدة
” كيف ؟ ! ” . فالمُبادرة لا تحتوي في طياتها عن الكيفية !
رجل الدولة الحقيقي لا يتبنى لقطاء سياسيين , ولكنه كل ما عليه أن يحترم ” الدستور ” الذي عكف على وضعه ممثلي أغلب فئات الشعب , وصدق ووافق عليه اكثر من 20 مليون مواطن , ثم يحترم ما يُسفر عنه من قوانين , وليس من حق أية شخص مهما كان أن يفرض إرادته على إرادة شعب .
من سيحترم نفسه ويحترم إرادة الشعب ممثله فيما وافق عليه الشعب سيجد كل الدعم والصبر من الشعب , أما من يركن إلى الفتن واحداث البلبلة في المُجتمع لتحقيق ماّرب شخصية , فستدور عليه الدوار هو و ” الكام واحد اللي حواليه ” .
فاصل صغير في المرسحية الهزلية ويظهر علينا ” عفاريت العلبة ” ! في ثوب قديم ” مجلس رئاسي اختاروا شخصياته كالعادة من تلقاء أنفسهم !
جاوب : ” ليه نعمل انتخابات تنافسية , لما ممكن نعمل مجلس رئاسي ؟ فاشل بحكم الفطرة الانسانية ؟ !
جاوب : ” ليه نعمل دستور وقوانين , لما ممكن نعيش في مرسح الكابوكي يستهدفنا فكر العملاء والطابور الخامس والمنتفعين وهواة الشعبطة والمُشتاقين ؟ !
وخليك يا شعب غلبان عامل زي ” شخشوبان ” أم جسم خشب وعيون زجاج منين تشوف ؟ !