حاوره من مخيم عين الحلوة :د.خالد ممدوح العزي،وعصام الحلبي .
بظل حالة الحرب المفتوحة مع العدو الإسرائيلي، يبق امن المخيمات هاجس الجميع وفوق كل اعتبار نظرا لما يتمتع به من تفاهمات بين القوى قد أدت إلى انجازات هامة للحفاظ على الأمن ،وبالرغم من العملية الأمنية الأخيرة التي سيطرة على أجواء المخيم في محاولة لدفعه نحو الهلاك ودق إسفين الهوة بين القوى والفصائل الفلسطينية التي تشكل ضمانة وصمام آمان للمخيم وسكانه والجوار اللبناني ، لذلك تبقى كلمة حركة فتح هي الفيصل في كافة المجالات، وفي مختلف التوجهات لان الحركة والسلطة تخوضان معركة دولية في أزقة هيئة الأمم من اجل انتزاع الاعتراف بدولة فلسطينية قادمة . فالكل مستهدف “الحركة والسلطة والشعب “في كافة المناطق . ففتح تقول كلمتها ممثلة بشخص أمين سر حركة فتح والفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير العقيد ماهر شبيطة “أبو الطاهر” .
1- كيف ترون وضع مخيم عين الحلوة بعد حاثة الاغتيال التي وقعت بتاريخ ؟؟؟
– الحركة والمنظمة تقول في مواقفها الدائم وفي كل الاجتماعات المفتوحة والمغلقة بان عملية الاغتيال التي حصلت في المخيم بتاريخ 8 تشرين الأول اوكتوبر 2014 تهدف لضرب الاستقرار وتعطيل القوة الأمنية ووحداتها العسكرية ، وخاصة بعد فترة الهدوء التي عمت في المخيم طوال الفترة الماضية ،فالذين قاموا بتنفيذ هذه العملية حاولوا إرسال رسالة لنا جميعا تقوم على ضرب الاستقرار ، ومنع القوى من الاتفاق فيما بينها ،لذلك نرى بان على هذه القوى مجتمعة أن تعمل من اجل اعتقال الذين قاموا بهذه الجريمة ومحاسبتهم .فالاستقرار الأمني الذي أنجز بفضل تعاون كافة القوى الإسلامية والوطنية والذي دام مدة أربعة شهور مهدد بالانهيار وفقدان الثقة الشعبية ، وهذا الانجاز الأمني سيكون مهما جدا وسيكتب لكافة القوى في انجازه وكي لا نفقد انجازنا السابق ويذهب التوافق هدرا بسبب فقدان الثقة الشعبية الحاضنة لنا في المخيم بسبب هذا الحدث وخاصة بان أهل المخيم يرون بان القوة الأمنية والتوافق الفلسطيني مخرجا هاما لضمان امن المخيم ،لذلك يجب سريعا اعتقال المجرمين ، وعدم إعطاءهم إي للقيام بتنفيذ مثل هذه الأعمال،لسحب كل المبررات ومنع الخوف أو الشك من قبل الناس بالقوة الأمنية وتصويرها بأنها فقدت دورها ومكانها.
2- ما هي الخطوات الاستباقية التي يجب تنفيذها لمنع حصول إلى مجازر جديدة ؟؟؟
ضرورة التحرك السريع من قبل القوى والفصائل المنضوية في تشكل القوة الأمنية والممثلة بعناصر وضباط أشداء سيقطعون الطريق سريعا على العابثين بأمننا ومنعهم من استباحت المخيم في أي أعمال عدوانية أو جعل المخيم واهله صندوق بريد يدفع ثمنه شعبنا المناضل. ولكن على القيادة السياسية لهذه القوى التحرك السريع ودق نقوص الخطر، لان القدرات السياسية والعسكرية والأمنية عند ر القوى والفصائل الإسلامية والوطنية قوية ولن تسمح بإعادة الفلاتان الأمني والاغتيالات، لان عدم الاستقرار الأمني والنفسي والاقتصادي لأهلنا في عين الحلوة ستكون نتائجها سلبية على الجميع ،وبالتالي حسم موضوع الاغتيالات من خلال البحث عن المنفذين، ومعرفة من الذي قام بتنفيذ هذه المجزرة واعتقالهم ومحاسبتهم ، تلافيا لوقوع مجازر قادمة في مخيماتنا ،فالمجزرة ليست ضد حركة فتح بل عمليات الاغتيال ضد شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية.
3-كيف ترى حركة فتح دور القوة الأمنية حاليا،وما هي الإمكانيات لتعزيز أو تفعيل دورها؟؟؟
-القوة الأمنية التي بدأت عملها مؤخرا وقد وصل تعداها إلى 225 عنصرا وضابطا، تمارس دورها بشكل ممتاز ورائع بالرغم من المشاكل العديدة التي تواجه عملها ،ولكن يجب على القوى والفعاليات خلق لجنة أمنية متفق عليها من كل القوى المشاركة في القوة الأمنية لتجميع المعلومات عن كل من يعبث بأمن المخيمات. القوة الأمنية بدورها ليست قادرة على منع الاغتيالات ،بل يجب أن يشكل فرع امن يكون تحت جناح هذه القوة الأمنية ،لتفعيل دورها وعملها تحت الخط السياسي المرسوم لها من قبل كل الإطراف المشاركة في هذا الإطار .لان حركة فتح بالأساس ترى بان بعد دخول الجيش إلى الجنوب اللبناني والمخيمات الفلسطينية عام 1990، ضرورة إبقاء أجهزة أمنية خاصة لها ، لذلك تم حل كل الأجهزة الأمنية والحقوقية والقضائية لصالح الدولة اللبنانية التي أعادة وبسطت سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية،فالحركة وكل الفصائل الفلسطينية في لبنان تعمل ضمن القانون اللبناني وبالتالي شعبنا في المخيمات هو ضمن إطار القانون اللبناني .ولهذا السبب سلمت الصلاحيات كافة إلى الدولة اللبنانية وأجهزتها لممارسة أعمال الأمن والقضاء والأخلاق،ولكن بظل تطور الأوضاع في المنطقة الأمنية الأخيرة و والحادثة التي حصلت في المخيم ،أصبحنا بحاجة ماسة لتشكيل هذا الجهاز وتفعيل الأجهزة الأمنية بسبب الحاجة الضرورية لحماية امن المخيمات وقطع الطريق على العابثين بأمننا وتجمعاتنا الداخلية والخارجية ،فالقوة الأمنية التي تم تشكيلها في الأول آذار \مارس 2014 كانت بتوافق مع الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية ،وبالتالي إن طرح تشكيل هذا الجهاز لن يشكل حساسية للدولة اللبنانية ولن يكون عمله مرادفا لأعمال أجهزتها بل سيكون مساعدا لها ومنسقا مع هذه الأجهزة لصالح الطرفين اللبناني والفلسطيني .
4-إلى أين يتجه وضع المخيم امنيا ،وما هي خطوات القوى الإسلامية والوطنية لضمان امن المخيم ؟؟؟
منذ انطلاقة حركة فتح في العام 1965 وحتى اليوم وجدت الأجهزة المعادية بندقية للإيجار لضرب الشعب الفلسطيني،ولكن الاسم كان يتغير لضرب الفكر النضالي، فهذه الاعمال التخريبية هي التي تفشل عملنا الموحد ولنعطي مثل عن ذلك في العام 1981 تم الاتفاق بين منظمة التحرير وإسرائيل على وقف إطلاق النار في لبنان وكانت كارثة لإسرائيل التي أجبرت على توقيع الاتفاق معنا والاعتراف بدورنا العسكري فعملت على تخريب هذا الاتفاق من خلال محاولتها لاغتيال سفيرها في فرنسا متخذه منه ذريعة لتنفيذ هجومها البربري ضنا في لبنان عام 1982. ولكننا استطعنا بهذه الوحدة من خلال وعي شعبنا وقيادتنا السياسية من تحصين ساحتنا وتفويت كل الفرص على العدو والمتربصين بشعبنا وقضيتنا ، بالرغم من تحقيق بعض الخروق الأمنية من هنا او من هناك. فالوحدة هي الطريق الأسلم لمنع تحقيق أهدف العدو ولإبقاء قضيتنا ضمن أولويتنا وأولوية أشقائنا وأصدقائنا في العالم العربي والعالم الإسلامي. لان الوحدة هي الحربة بوجه الأعداء وهي الطريقة الناجحة بوجهه الأعداء وهي وصية الشهيد القائد ياسر عرفات الذي أوصنا بالوحدة وبالوحدة استطعنا إفشال كل المؤامرات، ومن خلال الوحدة استطعنا أن نقاوم العدو الصهيوني ونفشل أهدافه .لان حركة فتح كانت وما تزال تنادي بالوحدة الوطنية التي هي طريق الرد على العدو وإفشال مخططاته وبالتالي المرحلة القادمة من نضالنا يجب أن يكلل بالوحدة مهما كلفة الظروف لان الهجمة على شعبنا وقضيتنا شرسة والوحدة ضمن الرد الحقيقي ،وإضافة إلى التواصل اللبناني- الفلسطيني والفلسطيني-الفلسطيني.وهذه مهمة الجميع في حماية امن مخيماتنا وشعبنا ،ونحن في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والقوى الأخرى لن نتدخل في الشأن العربي ولا اللبناني ،وهذا شعار الرئيس الحالي أبو مازن والرئيس الرمز أبو عمار لان عدم تدخلنا وفر لنا ولقضيتنا القوة والاحترام عند الجميع ، وهذه العوامل كانت أساسية لاستقرار الوضع اللبناني –اللبناني الذي لكنا من خلاله على علاقة مع كل الأطراف بعدين عن ساحة التجاذبات الداخلية ،ولذلك لم يستطع احد جرنا إلى فتنة تحاك ضد المخيم أو الجوار .
5-برأيكم فلسطين إلى أين؟؟؟
-فلسطين إلى دولة مستقلة وعاصمتها القدس ، من بداية عملنا في حركة فتح وبكل الوسائل التي انطلقت منها حركتنا من اجل تحريرها، اعتمدنا كل الأساليب ولكن وحدتنا الوطنية والفلسطينية هي الأساس في نضالنا.فالوحدة تجسدت في حرب غزة الأخيرة وفي الضفة والقدس والتي انكشفت من خلالها مدى مآرب العدو بشعبنا الذي حاول منذ البداية إعادتنا إلى مربع الانقسام والتشرذم الفلسطيني ،ولكن بوحدتنا في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة من عزة إلى القدس والضفة الغربية وأراضي 48 ومخيمات الشتات كان جوابنا القاسي على هذا العدو الحاقد ،فكانت حكومة الوفاق الفلسطيني ،وإنهاء الانقسام واعدة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني والعمل على توحيد الأرض والمواقف .فالهجوم البربري على غزة هدفه الأساسي ضرب الوحدة وعودتنا إلى مربع الانقسام ،لان الانقسام يقع ضمن خطط ومشاريع العدو الصهيوني ويمكن النظر في مذكرات” السفاح شارون “الذي قال فيها:” ننسحب من غزة في انسحاب أحادي الجانب وهذا الانسحاب يقع ضمن هدف إحداث انقسام فلسطيني فلسطين وسنلهي بهذا الانقسام في غزة ونتفرغ لقضم أراضي الضفة من خلال الاستيطان والتهويد وجدار الفصل العنصري والتهجير “. وإذا حاول تقيم كل المرحلة السابقة بحسب مشروع شارون فان الوحدة هي الضرب .فالانقسام الذي حدث في غزة كان سببه العدو ولكن شعبنا وقيادتنا ردة بالوحدة التي أفشلت مشروعهم بالرغم من كل المحاولات المتعددة لتنفيذ مشروع شارون في الضفة والقدس وغزة.
6- كيف تقراء في حركة فتح ومنظمة التحرير خطاب الرئيس محمود عباس في 27 سبتمبر \أيلول 2014 في الأمم المتحدة ومطالبته بالاعتراف بدولة فلسطينية؟؟؟
هذا الخطاب لقد أعادنا إلى صرخة الشهيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974 عندما دخل إلى قاعة الجمعية ،حينما خاطب الجميع وطلب منهم بان لا يسقطوا غصن الزيتون الأخضر من يده لأنه داعية سلام ولم يطالب بإسقاط البندقية من يده لان البندقية هي خيار تابت للشعب الفلسطيني ولم تسقط من خيارتنا نهائيا. وهذا الطرح بعد أربعين عاما عاد الرئيس محمود عباس ليؤكد من جديد على هذه الثوابت التي تشكل أساس في عملنا وطريق لقضيتنا وشعبنا،فالرئيس أبو مازن كان واضحا بخطابه الذي اتهم به إسرائيل بعد تنفيذها لكل الاتفاقات الهادفة للسلام متهربة من السلام نفسه مما دفع بالرئيس للتمسك بكل التواثب القائمة على الوصول لإقامة دولة مستقلة واخذ كل الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني ،وهذا الخطاب هو إعادة نقد ذاتي لتجربة المرحلة السابقة والذي لم تقدم بها إي شيء للشعب الفلسطيني بل كانت انحيازات أمريكية ضد شعبنا وقضيتنا. لقد نقل الرئيس ابو مازن ملفات القضية الفلسطينية من يد الأمريكي والإسرائيلي وقد وضع كل ملفات قضيتنا أمام هيئة الأمم المتحدة كأمر واقع في تطبيق قراراتها القاضية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة واخذ الأمر على عاتقها في ممارسة مسؤوليتها،وبالتالي الرئيس لم يسقط حق المقاومة في تقرير المصير ولم يذكر إي نوع من هذه المقاومة بل ترك الباب مفتوحا أمام كل الخيارات لممارسة كل أشكال المقاومة “السلمية والدبلوماسية والشعبية والعسكرية”. فهذا يعني لا سلام مع العدو الصهيوني دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته وفقا للقرارات الدولية وتنفيذ كل البنود الذي تم الاتفاق عليها .
7-بالرغم من التأكيد والتعاطف الدولي معكم ،كيف سيتم تنفيذ القرارات الدولية ؟؟؟
سيتم تنفيذ القرارات على أساس الشرعية الدولية وحركة فتح ترى بان حق الشعب الفلسطيني هو مسؤولية العالم كله بإنهاء أخر احتلال في العالم وان ينهي مشكلتنا بكرامة وحرية من اجل الوصول إلى استقلال وطني وإقامة دولتنا بحسب ما تفرضه القرارات الدولية ،وإذا لم يكتب النجاح لطلبنا ستكون المرحلة القادمة صعبة جدا ،ونحن لن نتراجع أبدا عن هذه الحقوق وكل المرحلة السابقة كانت فرصة للعدو قدمنها من اجل إحلال السلام ولكن الإسرائيلي هو من لم يتجاوب مع مطالبنا الشرعية بعدم تنفيذ مطلب الدولة الفلسطينية ومنذ عقد اتفاق أوسلو خيار المقاومة العسكرية لم يستبعد من تفكيرنا وسيكون هو الخيار الأسلم والرد الوحيد . وبالتالي نحن دعاة سلام وسط العقلاء لانا خيار الدولي نهائي ولا يمكن البحث به بالرغم من دخولنا في اتفاقات اوسلو التي كانت لنا ممرا للوصول إلى المقر في الدولة الفلسطينية.