%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3 أوكرانيا

مالا يبوح به الاخرون..عباس هو الاقوى

بقلم/ فارس مصبح../ كفى حديثا عن المجلس الوطني والاوطني ..فعباس هو الاقوى..كفى فرزا واقتساما وتمزيقا وتنظيرا..وكفى انشغالا عن جرحنا الاكبر فما هكذا تورد الابل..علينا ان نواجه انفسنا بالحقائق لا ان نختبئ خلفها..فالصمت والانتظار جعل من عباس الاقوى منا جميعا..البكاء والعويل لن ينفع تماما كما ان الغضب الصامت او المدوي لن يجدي، مثلما ان جنوح البعض الى اسقاط قناعاتهم او امانيهم

الشخصيه على حقائق الامور لن يغير من واقعها شيئا ،بقدر ما قد يقود ذلك الاسقاط الى استنتاجات خاطئة وانتصارات وهميه..

ان انشغال الكل الفلسطيني احزاب وتنظيمات، ونخب وكتاب، وفلاسفة ومنظريين بمتابعة وتحليل نوايا وغايات عباس وفريقه من عقد المجلس بهذه الكيفيه، وعلى هذه الشاكله، كيفما اتفق وبمن حضر لا يعدوا كونه سردا وتفصيلا مملا لم يعد يفيد ولا طائله منه بل انه يسهم في حد ذاته في حرف الانظار عن حقيقة مايجري ويفسح المجال امام عديد الاعبين بالملف الفلسطين ان يمرروا اجنداتهم ويرتبوا اوراقهم استعدادا للهجوم الاخير على الشعب والقضيه والثوابت في عملية ذبح وهدم ممنهجه ومدروسه للمشروح الكفاحي الوطني بكل ابعاده ومعانيه وصوره

فعلى سبيل المثال  لا الحصر

فان زيارة وزير الخارجيه الامريكي (مبعوث الحرب )  مايك بومبيو للمنطقه على اهميتها بالنظر لما يحمله هذا الاخير من افكار وشروط وترتيبات لم تلاقي الاهتمام بالبحث والتحليل ودراسة افاق واليات التصدي لها مثلما لاقت زيارة  عبد الرحيم ملوح للمجلس الوطني .. بما لها وعليها وكأن الامر على تفاهته  سيغير من حقائق الاشياء ومعانيها …وكذلك ان حجم الاهتمام على سبيل المثال ايضا بقرار البرلمان الالماني الاعتراف بيهودية دولة( اسرائيل ) في الذكرى السبعين للنكبه  على خطورته لم يلقى ذات الاهتمام الذي لقيه خطاب عباس المشروخ في الجلسه الافتتاحيه للمجلس بحثا وتحليلا ..دون طائله اوجدوى.. فالرجل مستمر في طريقه ونهجه ونحن لا نملك الا البكاء والعويل ويبقى هو الاقوى ..

نعم هو الاقوى منا جميعا مجتمعين ومتفرقين ..والاهم من هذا وذاك ان هذا الانشغال بما لا يفيد اوينفع لازال يحرف الانظار عن مسيرات العوده وسبل تطويرها  وتفعيلها واسنادها باعتبارها تقلق الجميع خوفا وارتباكا..

فكفانا حديثا عن المجلس وكفاجنا سردا لجرائم عباس ..

(وساكون اول الممتنعين)..

..الواقع اننا جميعا ضحية لهذا الرجل والواقع ان عباس هزم الجميع من على فراش الموت ومن يعتقد غير ذلك فانه يختبئ خلف الحقيقه …

ان الاسراف في الحديث عن هكذا واقع والجري خلف اجراءات عباس منذ المؤتمر الحركي السابع وما آلت اليه ظروف حركة فتح من اختطاف هذا الرجل لحركه عمرها من عمر مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني  وكذلك توغله على منظمة التحرير والمجلسين المركزي والوطني وما سبقها واعقبها من اجراءات انتقاميه بحق ابناء شعبنا في غزه والضفه ايضا واستهتاره وتجاوزه لكل الخطوط الحمر وقتله للثوابت وتطاوله نهارا جهارا على على القيم الكفاحيه واصراره على قدسية التنسيق الامني وادانته لكل اشكال المقاومه السلميه وغيرها وارادته لتحويل الجميع الى عملاء للاحتلال واعوانا له لن يغير من الحقيقه شيئا ..حقيقة انه القوي باحتفاظه بكل الشرعيات ونحن الضعفاء الذين لا يملكون الا الصراخ والعويل …فكفى..

منذ ذلك الوقت والشارع الفلسطيني بكل اطيافه ونخبه منشغل بتحليل ودراسة مدولات واهداف ونوايا عباس واجراءاته ليس الا..

ولا جديد فعباس ماض في طريقه الذي اختار ولا احد يحرك ساكنا ابعد من الشجب والرفض والصراخ  وما هذا الاستسلام لواقع عباس الا تعبيرا واضحا عن حالة ضعف الجميع وتاكيد على قوته وجبروته وحجم سلطاته وتاثيره الذي يزداد يوما بعد يوم ..فالى متى…

نعم خلف هذا الصمت والتردد تقف حسابات وتوازنات ومن بين ثناياه مررت ولازالت تمرر اجندات،

وما نسمعه ونقرأه من مقالات وخطابات وتصريحات تحمل عناوين كبيره لا تتعدى كونها ردود افعال لا افعال ..او توصيف لحال يعرفه الصغير والكبير الغني و الفقير ..

فالمتحكمون بخيوط صفعة القرن وسناريوهاتها وتوازناتها في المنطقه وعلى راسهم امريكيا واسرائيل يفرحون لحالة العجز الوطني الفلسطيني العام ويستغلونها ايما استغلال..

ويمررون صفقاتهم وتسوياتهم ونحن منشغلون برا وبحرا  ونسلط الاضواء على ماهو غير ضروري ومفيد..

واسرائيل تحصد الجوائز والانجازات وكل سبل الدعم والتأييد  حتى باتت هي الضحيه ونحن المارقون …

حاله من الصمت والتردد الفلسطيني العام مكنت لرئيس منتهي الصلاحيه وفاقد للاهليه القانونيه والدستوريه والعقليه من العبث بثوابت القضيه ايما عبث وعلى كل الصعد والمستويات .

بلغت حدا من السفور افقدت الفلسطيني ما تبقى لهم من احترام عند الاخرين وجعل من مطالبهم التاريخيه عمليه استجداء فاشل تخضع للمصالح الشخصيه الصغيره لهذا القائد او لذاك الزعيم او الامين العام او ذاك..

مما اعطى الضوء الاخضر لتلك الاصوات النشاز هنا وهناك لقول مالا نعهده من اشقائنا العرب من اقوال وتصريحات بحق فلسطين وشعب فلسطين وحقوقهم التاريخيه …

نعم عباس اقوى من الجميع بفعل الصمت المدروس والتردد الغير مفهوم من الجميع بلا استثناء

عباس يتصدر المشهد العام ويحتفظ لنفسه بكل السلطات ويتغول على كل المؤسسات ..يهين الشعب والمنظمه ويتطاول على كل شي مقدس في حياتنا ويتحدى الجميع ..فالمعارضين من وجهة نظره هم مجرد (خمسين ستين سبعين حرامي على حد قوله) والرافضون لاجراءاته اما مستبعدون بقوة التسلط والتفرد او مهددين بارزاقهم وقوت عيالهم ..

فما ننتظر؟؟ وعلى ماذا نخاف…؟؟ .

نعم هو الاقوى منا جميعا مجتمعين ومتفرقين ..فكفانا حديثا عن المجلس وكفاجنا سردا لجرائم عباس ..

(وساكون اول الممتنعين)..

.فما ننتظر؟؟ وعلى ماذا نخاف…؟؟

الكل يدرك ان مشكلة الفلسطينيون الان مع السلطه كما هي مع الاحتلال الاسرائيلي ،فالسلطه اصبحت واقعيا ظلا للاحتلال وكما يؤكد الواقع والمسار الاسرائيلي استحالة انسحاب اسرائيل سلما او حربا او اعترافها بالحقوق الوطنيه الفلسطينيه فانه بالمقدار نفسه يؤكد صعوبة التخلص من السلطه بتركيبتها الحاليه كقياده للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وهنا تكمن المشكله ..

فلغة الحوار بين اطراف المشهد السياسي الفلسطيني والتي تفترض القدره على الحوار والاستعداد للقبول بنتائجه اصبحت خلف ظهور العقلاء من المراقبين..

وامكانية تراجع عباس عن تماهيه مع الاحتلال والرهان على خياراته كانت ايضا محل تشكيك تطورت لتصبح فعل تأكييد..والحديث عن امكانية المصالحه بين عباس وحماس وتجاوز الانقسام البغيض اصبحت ايضا محل نظر وتجاوزته الاحداث المتعاقبه في الاقليم وستقضي عليه سيناريوهات الاحداث المرتقبه والمعلنه من المرحله ماقبل الاخيره من مسلسل افقار غزه وتشريد اهلها في نكبه جديده منتظره..

والدعوه لانتخابات حره ونزيهه رئاسيه وبرلمانيه في كامل الضفه والقطاع يصطدم بارادة الطرف الاقوى (عباس وتحالف الفساد)

.اذن فلماذا وعلى ماذا نخاف؟

ان حسابات القوه المشرعنه والتسلط على حقوق الناس وارهابهم قد تستدعي مجلسا او تعقد مؤتمرا او تصفي خصما او تشوه وتحيد معارضا لكنها حتما لن تقف ولم تقف سابقا امام ارادة الشعوب او تعيق خياراتها بل حسمتها بايام واسابيع مقابل عقود من الترويض والارهاب والاقصاء والتفرد كان خلفها انظمه كان لها صوله وجوله في التمادي والقتل..

ان ابشع مظاهر العجز وافتقار الخيارات والاستسلام المقيت التي عكستها ولازالت القيادة والنخب والقوى الفلسطينيه جعلتنا نسلم بان عباس وفريقه قدر محتوم اسقطنا خلاله الضفه بكل مكامن قوتها وحيدناها من المواجه مع عباس ومن يقف خلفه ..وذلك حتى لا تكون كحال غزه .. فالضفه خيار وغزه لم تعد تحتمل والشتات اصبح يكتوي بنفس النار..

ستنتهي اعمال هذا المجلس اجلا او عاجلا وستعلن الحرب على غزه وسيستمر عباس باداء الدور المطلوب منه كلاعب اساسي في صفعة القرن ولن تحول دونه كل المواقف والتصريحات والمقالات

…الحل يكمن باعادة الشرعيه الدستوريه للشعب واحالة الامر الى الجماهير لتنتزع حقها في انتخابات شرعيه ونزيه على كل المستويات وحتى لا تكون دعوه لاقتتال او مواجهه لنتقوقف الان عن مناكفة عباس ولنركز جهودنا ونسخر امكانياتنا لمسيرات شعبيه حاشده تسقط عباس عبر الانتخابات ..وان نحترم خيارات شعبنا  التي لا تلقي بال لكل الحسابات والتوازنات ..وستعفينا جميعا من كل الالتزامات الاقليميه والدوليه التي تقف خلف موقف البعض الكثير منا.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …