لم يعد يخفى على احد منا نحن السوريين ، منذ اندلاع الثورة السورية وحتى الان لم ننته من هذا المرض أو العدوى تحت عنوان الحوار.
مع بداية الثورة ابتدأ من جامعة الدول العربية ، ودول ذات نفس طبيعة النظام “روسيا والصين”. وبالطبع نحن نؤمن بالحوار ولكن ليس كما يطرح الان: حوار بين القوى الدولية والإقليمية على حساب المصالح الوطنية السورية.
ومن هنا يمكن القول كان قدر الثورة السورية وشعبها العظيم، بان يكشف عورة المجتمع البشري وحضارته ، بالرغم من اننا ما زلنا نصر بأن انتقادنا هذا لا يعني الانعزال عن المجتمع البشري ، والتفكير نحو الجهل كما تدعو بعض القوى الظلامية … بل يتوجب علينا ان نواكب الحضارة البشرية ، ونخرج ببلدنا سوريا من زواريب الحضارة البشرية ، ومهزلة المصالح الوطني للدول الاخرى … وهنا بيت القصيد الذي يجب ان نتداركه نحن السوريين .
لدى قراءة التاريخ نجد ان تلك المهازل كانت ومازالت جزء من تاريخ البشرية ، هو لم يرحم امة وقعت بمثل هذا الفخ ” لان كل بيت فاخر له زاريبه” ، وان تأخرنا بالتعليق عن مؤتمر جينيف فهو كان مقصودا لتوثيق تطور الاحداث السورية ومن جهة اخرى لا نقع بفخ الاعلان لهذا او ذاك الطرف من القوى الدولية والاقليمة المتصارعة ، ومراجعة الاحداث من خلال تعليقنا على تطورها خلال الفترة السابقة من عمر الثورة.
عندما كانت المظاهرات السلمية … وفي اول جلسة لمجلس الامن … قالت بعض الدول … الازمة السورية لا تؤثر على السلم العالمي، وهي ليست من اختصاص مجلس الامن ، وألان بعد ان خسرت رهانها بقوة النظام على البقاء بدأت تطرح فكرة الحوار وتراوغ بكل اساليب لها للدفاع عن مصالحها وعلى حساب ابناء الشعب السوري.
ولدى مراجعة غباء النظام المنهار و”جنون البقر” لدى القائمين عليه وإصرارهم على ما اطلق عليه “الضربة الاستباقية” ، انهارت المؤسسة العسكرية وكنا قد نبهنا بذلك منذ بداية الثورة، “بان ما يحدث في سوريا هو انفجار” وانتقلت من الثورة السلمية الى المسلحة وبدأ الصراع المسلح، وأصبحت سوريا فريسة سهلة لقوى الدولية والإقليمية، ومن هنا يتوجب علينا نحن السوريين بالبحث عن حلول ، فكلا الخيارات امامنا الان هي صعبة ومريرة وثمنها باهظا. ويجب ان يتحمل مسؤوليتها القادة السياسيين.
الان نسير باتجاه وطريق نطلق عليه “الطريق الحتمي” ولا مفر من ذلك :
اولا : انهيار النظام بأركانه طبقاته الاجتماعية والاقتصادية وشخصياته السياسية وثقافته السائدة.
ثانيا : نشوء طبقات اجتماعية واقتصادية وشخصياته السياسية ثقافية جديدة .
لن يستطع احدا تغيير هذا المسار، لذا تتركز قناعتنا بان جميع المؤتمرات ، ان عقدت ام لا ، لن تؤثر على مسار الثورة ، لأنهما في خطىن متوازيان لا يلتقيان.
المؤتمرات الدولية تبحث عن المصالح لهذه او تلك الدولة ، اما الثورة السورية تبحث عن المصالح الوطنية لأبناء الشعب السوري ، لذا لا نطرح حلولا الان، سوى ، الصبر “ان الله مع الصابرين” والحوار الموسع ، بالطبع ليس بين القاتل والمقتول، وإنما بين ابناء الشعب الواحد ، نسمع بعضنا البعض بعيدا عن الولاءات لأحد لبناء الثقافة الصالحة ومن اجل بناء دولة المؤسسات التي يجب ان تحمي ابناء الشعب السوري من المطامع الخارجية ، ونخرج من عقدة الشرق في تأليه الشخصيات السياسية الخارقة في ايجاد حلول سحرية