%D8%A7%D8%A8%D8%A7 %D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF أوكرانيا

“لمسة وفاء لأبن العراق الاصيل” بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل مؤسس ورئيس تحرير موقع (أوكرانيا اليوم).

بقلم / محمد العروقي

محمد العروقييصادف اليوم ذكرى اليمة على اسرة (موقع أوكرانيا اليوم) وجميع اصدقائنا واحبائنا، وهي مرور 4 سنوات على وفاة رئيس تحرير الموقع ومؤسسة المرحوم/ الدكتور عودة سلطان عودة، رحمه الله.

أربع سنوات مضت رحمك الله ” أبا محمد” وكيف لا استذكرك كل يوم وخاصة عند تحرير الاخبار على الموقع، وقراءة الموقع، أربع سنوات مرت بسرعة البرق.

استذكر صباح 06.01.2012 عندما وصلتني رسالة عبر الموبايل بعد منتصف الليل تفيد برحيلك، شعرت بالعالم ثقيلا، شعرت بفراق انسان لا يقل عن محبة الاب، شعرت بأنني يتيما من جديد.

وبالصباح لم اصدق ما قرات، لعله كان اضغاث أحلام، جريت نحو الكمبيوتر لافتح الموقع عل هناك تحديثا او خبر جديد، لكن للأسف لم يحدث، فتحت البريد الالكتروني عل هناك رسالة جديدة كما تعودت لكن ذلك لم يحدث. فأيقنت ان الامر حدث ولا مفار من قضاء الله وقدره وارادته.

استاذي ودكتوري ووالدي ابامحمد سنوات معرفتي بك كانت قليلة بعدد الأيام لم تتعدى السنتين، لكنها كانت غنية و كثيرة بالعلم و المنفعة، تعلمت منك الكثير و لكني للأسف لم التزم الا بالقليل.

ثقلت بي شخصية الإعلامي ووجهتني للصواب بخبرة سنواتك، وعملك، نصائحك كانت كثيرة، اتذكرها الان، اتذكرها الان سيدي رحمك الله، و لعلي أتذكر جيدا عندما قررت أنت اغلاق الموقع في العام 2012، ووقتها بروح الحماسة و الامل و الشباب ابديت رفضا قاطعا، و أتذكر كيف ضحكت، و قلت لي تجارة خاسرة، لكن استمر، انت من سيتعب و يسهر و يحرر و يصور و يسافر و يتنقل اما انا ففي بيتي اراقب.

لم اكن اعرف ياد كتور رحمك الله انك قرات المشهد جيدا، و توقعته، لم اكن اعرف ان (الثقافة) أصبحت تجارة، و الفن تجارة  و ان الوطنية و السياسة (تجارة)، و انه لا اخلاق عند الحديث عن الاخلاق.

رحمك الله أبا محمد، لوكنت معنا، وتعرف ان عدد قراء مقالا ادبيا مما تحب او خبرا سياسيا او دينيا او اجتماعيا، لا يتعدي عدد أصابع اليد حيث قارئنا العربي لا يهتم بأخبار بغداد والقدس وبيروت ودمشق، فيما لوكان خبرا مصحوبا بصورة ذات ايحاءات جنسية يمكن ان يصل عدد قراءه الالاف، مصحوبا بسيل من الاعجابات.

رحمك الله أبا محمد لوكنت معنا لتعرف كم أصبح العالم مبنيا على مبدا الربح والخسارة حتى في علاقاته، فأصبحت العلاقات مبنية على أسس طائفية سياسية حزبية ضيقة، حتى اسمح لي ان اتجرأ وأقول ان من كان صديق للموقع في العام الماضي وترحم عليك قد لا يترحم عليك هذا العام اذا كان مختلفا مع خط الموقع، و العكس صحيح، لأنه اصبح عالم مصالح عالم نفاق. سمعنا من ورائه المسبات و الشتائم و المؤامرات ،فمرة نكون باعينهم بقمة الوطنية و الشرف و الرجولة ، و مرة نكون في عيونهم بقمة العمالة و النذالة و الخيانة. لكن ما يواسيني كلماتك الدائمة لي من عبارة للدكتور مصطفى محمود (الناس يغيرون وجوهم كل يوم يوم فلا تبحث عن قيمتك في وجوه الناس).

شعرت معك بمعنى العروبة الحقيقية، و عذوبة اللغة و قوة البلاغة، تحدثت عن العراق معي باستفاضة و عن فلسطين باستفاضة اكثر ، و عن الشام و مصر و السودان كذلك ، لم يخطر ببالي ماهي طائفتك و موقعك الجغرافي  او حزبك، لانك كنت مثالا للعربي العروبي الأصيل.

نعم أبا محمد نادم جدا لعدم العمل بنصيحتك و اغلاق الموقع في حينها .. لكن لعل ذلك يكون قريبا جدا ، ان بقي لنا عمر على هذه الأرض.

ابا محمد

 الدكتور عودة سلطان عودة في سطور

من مواليد البصرة

دكتوراه علاقات دولية من جامعة كامبردج عام 1986

استاذ التاريخ في كلية التربية جامعة البصرة ورئيس قسم التاريخ

مدير مركز الدراسات الايرانية في جامعة البصرة

مدير مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة

اسس موقع اوكرانيا اليوم في 24.08.2009

متزوج وله اربع بنات وثلاث اولاد أكبرهم محمد

له العديد من البحوث

يتحلى بالطيبة والروح التعاونية وصاحب شيمة وغيرة عربية

افتقده اصدقائه لغيابه

لم يستغل في يوم مناصبه او علاقاته مع المسؤولين

بل يتفانى في تقديم المشورة والنصيحة

كريم وصاحب نفس طيبة

نسأل الله ان يتغمد فقيدنا برحمته و سائر اموات المسلمين و انا لله و انا اليه راجعون

و هنا اقتبس تلك القصيدة في رثاء المرحوم:

تبكي عيون الأنام قرتها # ونورها بينهم وبهجتها

ودَّتْ لوَ انْ بالعمى قد اكتحلتْ # ولم يغب من يزينُ نظرتها

والكِبْدُ يا ويح كبدِ ناضجة # والنفس هدَّ الفراق قوتها

أحقا إن أبا محمد غادرنا # لبقعة أسكنتْه تربتَها

فإن يكنْ فهْيَ أمه أخذت # من حسنه حظها وحصتها

وكان قد شاقها محبتُهُ # فأطفأتْ بالعناق جمرتها

فلا تلمْ في القلوب منكسرا # فحبـُّه قد أصاب حبتَهـا

فكمْ رأينا من خلْقـه دررا # إذا انتقيت وجدت صفوتها

كالبدر زانتْـهُ في السمـا نجـمٌ # وزانهـنَّ وكان غرتـها

أبو الخصال التي سمعتَ بها # لكـنَّـه يستقـلُّ كثرتـها

أذلها حلمه فطاعتْ له # حتى امتطى في الأنام صهوتـها

فسل بيوت الإله عنه ومن # أحيا بفيض العطـاء سنتـها

مدارس العلم شاهداتٌ له # لولا القضا أسْمعتْك حسرتـها

سقى الإله الكريم تربتـه # ونـالهُ منْ نوالـه ما اشتهـى

أسالكم قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …