م. عماد عبد الحميد الفالوجي / اليوم يدخل الانقسام الفلسطيني الأسود عامه العاشر بالتمام والكمال ، اليوم يتذكر شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة هذا اليوم بكل الحزن والأسى على كل قطرة دم سالت من أجل الخلاف الداخلي ، اليوم هناك من يراجع نفسه على هذه الخطيئة الكبرى وأنها لم تكن أبدا بأي حال نصر لأي طرف ، اليوم تتأكد الغالبية العظمى من شعبنا أن ما حدث من اقتتال داخلي من أجل السلطة والتفرد بها هو هزيمة للمجموع الفلسطيني ،، اليوم يتأكد الكل الفلسطيني أنه لم يعد لنا انتصارات نتغنى بها وكل ما يحدث ليس سوى أوهام وأكاذيب يروجها البعض عن الانتصارات السياسية والعسكرية لأن الكل يجمع على أن المشروع الوطني برمته يتراجع في كل المجالات ، وأصبح الكل العاقل ينادي بأن هذه الانتصارات لو كانت حقيقية لمكنت مشروعنا الوطني من الصمود أمام كل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيته .. لم يختلف اثنان – وحتى طرفي الانقسام – أن ما حدث يصب بشكل مباشر في مصلحة عدونا الأوحد – الكيان الصهيوني – الذي يتربص بنا في كل تحرك وفي كل مجال لشطب مشروعنا الوطني وفرض رؤيته للحل كما يخطط له – لا للدولة الفلسطينية المستقلة ولا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية ولا لعودة اللاجئين ولا إفراج عن كافة الأسرى – وتبقى المعادلة هو الارتباط الفعلي بالكيان الإسرائيلي في كافة المجالات ، وتخضع للحل الإقليمي حسب الواقع الجديد .. طرفي الانقسام يدركون حجم الجريمة كاملة ولكنهم يوزعون على بعضهم الاتهامات عن المسئولية ، وبدلا من بذل الجهود لوضع الحلول لإنهاء هذه الحالة الكارثة ، يبذلون جل اهتمامهم في إثبات من الطرف المسئول عن الجريمة وهذه قمة الإستهتار وانعدام الأخلاق الوطنية .. من خلال لقاءاتي مع كافة الأطراف فإنهم ومن خلال جولات الحوار التي دارت في أكثر من عاصمة عربية فقد توصلوا الى تفاهمات حول كافة القضايا دون استثناء ولم يتبق سوى قرار التنفيذ ووضع الآليات لها ،، وهنا عدنا نختلف كيف يمكن أن نبدأ ومن أين ؟؟ هل نبدأ بالإعتراف بشرعية موظفي قطاع غزة الذين عينتهم حماس خلال الانقسام قبل أي خطوة أخرى ؟؟ أم نبدأ بالسماح لحكومة التوافق الوطني بممارسة صلاحياتها الكاملة على قطاع غزة ؟؟ ودخل الجميع في قلب هذه الدوامة المصطنعة والتي تخفي في ثناياها عدم الرغبة الجدية في الخروج من كارثة الانقسام .. وتبقى الحلقة المفقودة ، مع إدراك الجميع بخطورة وجريمة الاستمرار على هذا الحال ، لماذا ندور في حلقة مفرغة ؟ لصالح من ؟؟ هل القرار لم يعد فلسطينيا لهذا الحد ؟ أم المكابرة بين الفريقين لازالت سيدة الموقف ؟ أم لابد من خروج طرف منتصر يفرض قناعاته على الجميع وطرف مهزوم لا يملك سوى الخنوع والاستسلام ؟ لا ينكر أحد أن طرفي الانقسام – فتح وحماس – هما أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية ويمتد تأثيرهما وعلاقاتهما على مستوى الاقليم ولدى كل طرف علاقات وحلفاء وإمكانيات ويتمتعون بتأييد شعبي كبير – ولعل نتائج أي انتخابات نقابية تثبت ذلك ، ولكنهم في نفس الوقت يستغلون كل ذلك ضد أنفسهم ، لأن القاعدة الواضحة تؤكد لن يتمكن أي طرف منهما تجاوز الطرف الآخر ،، ولازالت الحكمة غائبة عن المتنفذين .. بين التفاؤل والتشاؤم والتشاؤل تسير جولات الحوار ، مع تأكيدي مهما طال الزمن أو فصر سيصل الجميع الى قناعة راسخة أنهم أضروا بأنفسهم قبل إضرارهم بقضيتهم وشعبهم ،، وإلى أن يحدث ذلك سيبقى قطاع غزة يدفع ثمن مكابرة البعض وجهل البعض الآخر وعمالة آخرين لأجندات خارجية ،، وستبقى المصلحة الوطنية العامة مهزومة أمام انتصار المصالح الصغيرة الضيقة سواء حزبية او شخصية أو خاصة …