بعد أن أعلنت وزارة الداخلية المصرية تنفيذ حكم الإعدام في محمود رمضان، قاتل الأطفال بإلقائهم من أعلى أسطح بناية في مدينة الإسكندرية، ثارت جماعة الإخوان وانطلقت تظاهرات أعضائها تندد بالحكم، كما شنت المواقع والفضائيات الخاصة بالجماعة والمنظمات الحقوقية المنتمية لها حملة إعلامية وقانونية مكثفة ضد السلطات المصرية.
“تحالف دعم الشرعية” الموالي للجماعة، أعلن فور إعلان تنفيذ الحكم أنه في حالة انعقاد دائم لبحث الحادث، زاعما أن “رمضان” هو” خالد سعيد” الجديد الذي سيكون بمثابة وقود جديد لما اعتبره ثورة جديدة مثلما كان خالد سعيد وقودا لثورة 25 يناير.
وحذر التحالف في بيان له من أن الصبر نفد، والغضب يتجاوز البيانات والإدانات، زاعما أن روح رمضان تلعن الصمت والخوف، ولن تهدأ إلا بالقصاص، وأكد أنه لن يقبل العزاء في رمضان، مهددا بالتصعيد الثوري.
فضائيات الإخوان التي تبث من تركيا ودول أخرى بثت ساعات طويلة من البرامج التي تندد بالحكم، وتهدد بالتصعيد وإشعال الحراك الثوري، بل هددت بالانتقام بعمليات تخريبية وقتل ضباط الشرطة والجيش وحرق المنشآت العامة.
لكن الأمر المثير للتساؤل إذا كانت الجماعة أعلنت أن محمود رمضان لا ينتمي للإخوان، وأنه ليس عضوا بها، فلماذا تسميت للدفاع عنه؟ ولما ترفض حكم القضاء فيه رغم إدانته بقتل طفل وإلقائه من أعلى سطح بناية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي؟ ثم لماذا هذه الحملة الشرسة التي خرجت لتندد بالحكم؟ اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، يؤكد لـ”العربية.نت” أن سبب حملة الإخوان هو رعبهم الشديد من تنفيذ الإعدام في قادتهم وبعض أعضاء التنظيم، ومنهم محمد بديع المرشد العام للجماعة، كما أن الإدانات المتوقعة لقادة الجماعة، ومنهم الرئيس الأسبق محمد مرسي، في قضايا التخابر وقتل المتظاهرين، تقربهم من الإعدام، لذا هم يمارسون حملة استباقية لتهديد وتخويف السلطات المصرية، والتأكيد على أن تنفيذ الإعدام بحق قادتهم سيجعلهم يرتكبون أعمال عنف وحرق في مصر، والهدف من ذلك شل ذراع الدولة ومنعها من تنفيذ الإعدام في حق قادتهم، معتبرين ما فعلوه مع رمضان بروفة صغيرة ستمتد لتصبح ثورة كبيرة في حالة وصول حبل الإعدام لرقاب قادة الجماعة.
ويضيف أن هناك سيدة إخوانية تنتظر تنفيذ الإعدام، وهي سامية شنن، حيث سحلت جثة مأمور مركز كرداسة في أحداث كرداسة، وكانت تسقيه ماء النار، وقضت محكمة جنايات القاهرة ضدها وضد ابنيها المنتميين للجماعة بالإعدام ضمن حكم شمل 188 شخصا من أنصار الإخوان اتهموا في القضية رقم 12749 لسنة 2013 باقتحام مركز شرطة كرداسة، والشروع في القتل، وسحل مأمور المركز، وحيازة أسلحة ومولوتوف، وعند تنفيذ حكم الإعدام في هذه السيدة ستثور ثائرة الإخوان مرة أخرى، لكنها ثورة لن تفلح في وقف تنفيذ أحكام القضاء المصري ضد من خانوا وحرقوا وقتلوا ومارسوا الترويع ضد المصريين.
الكاتب الصحافي أحمد رفعت يؤكد أن الإخوان يعرفون أن رمضان مجرم، وأن مشاهد إلقائه لأطفال الإسكندرية من فوق بناية سيدي جابر وقتلهم حقيقية، لكنهم يمارسون الكذب والتقليل من جريمته واعتباره بريئا وهو ليس كذلك، والدليل على كذب الإخوان أن رمضان عضو عامل بالجماعة بالفعل وليس خارجا عنها، ويرتبون من الآن للإنفاق على زوجته لتعويضها عن غياب زوجها.
ويضيف رفعت لـ”العربية.نت” أن الإخوان يريدون من وراء هذه الحملة إرهاب الدولة المصرية ومنعها ولو بالقوة من تنفيذ المزيد من الإعدامات، خاصة إذا طالت قياداتهم مثل الشاطر أو بديع أو مرسي، فضلا عن أنهم بهذه الحملة يحاولون رفع الروح المعنوية لأعضائهم، خاصة أن منهم من تم تكليفه بارتكاب جرائم مماثلة وقتل وغيره، وبالتالي فهم يريدون توصيل رساله لأنصارهم بأن استمروا في تنفيذ ما كلفناكم به، فلن تطولكم أحكام الإعدام، مشيرا إلى أن تنفيذ الإعدام بحق رمضان اعتبرته الجماعة فرصة للهجوم على مصر والسيسي، وتصوير الأمر كأنه إعدام لمعارض مصري يناهض الحكومة، متناسين أنه قاتل ألقى بطفل من فوق أسطح بناية وقتله دون شفقة أو رحمة.