1 أوكرانيا

(لقاء صحفي): اوكرانيا من جديد في عين العاصفة والشعب الاوكراني يخرج للتظاهر من جديد..

اخفقت بروكسل من جديد في ابرام اتفاق شراكة مع اوكرانيا ،مما اتاح لموسكو من تسجيل انتصرا كبيرا 1 أوكرانيالها على حساب كييف فكانت  قمة الشراكة الاقتصادية  في فيلنوس حلم بعض الاوكرانيين ولايزال الاتحاد الاقتصادي الاوراسي حلم البعض الاخر  في انتاج شراكة حقيقة مع روسيا والدول الاخرى .عاشت اوكرانيا طوال الفترة السابقة بين سندان اوروبا الذي كان يستخدمها ممرا له للوصول الى الاسواق الروسية ومابين مطرقة روسيا الحالمة بإعادة امجادها الامبراطورية القديمة . لقد تناسى الجميع بان اوكرانيا وشعبها جزءا من اوروبا ومن الحضارة السلافية التي لا زالت ولا يمكن ازاحتها  واختزالها  بمجرد طريق  للغرب  او التعامل معها على كونها الضال وضرورة عودته الى كنف اهله . كان من المكن ان تكون اوكرانيا جسرا فعليا  للتواصل بين الاقتصاد الغربي والاقتصاد الاوراسي. مما دفع بالشعب الاوكراني للخروج مجددا الى الشارع وللتعبير عن رفضهم الكامل لعدم توقيع الاتفاقية مع الغرب ،فهل هذه التظاهرات سوف يكتب  لها النجلح مرة ثانية وان تكون ثورة تصحيحية في اوكرانيا ومكملة لثورة العام 2005 ،او سيكون الرد عليها عنيفا ودمويا من قبل الحكومة  .عن هذا الموضوع نحاور دكتور العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والإعلامي الكاتب خالد ممدوح العزي المختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث .

حاوره الاعلامي السوري معز محي الدين ابو الجدائل مدير تحرير موقع الحوار المتقدم الالكتروني في روسيا .

خاص لموقع اوكرانيا اليوم ولموقع  الحوار المفتوح .

دكتور خالد العزي صف لنا  ماذا يحدث اليوم في اوكرانيا ؟؟؟

عزيزي الذي يحصل اليوم من احتجاجات وتظاهرات في اوكرانيا هو ردة فعل طبيعية وثورة غضب من قبل الشعب الاوكراني على عدم توقيع اتفاقية الشراكة بين بلدهم وأوروبا ،هذه الصورة التي  استخدمتها المعارضة البرتقالية وتحاول توظيفها لحسابها الخاص  استعدادا للانتخابات القادمة في العام 2015 ، فهذه الحالة ما هي الا  ردة فعل ظاهيرية للجماهير الاوكرانية الغاضبة ولكن ردة فعل الحكومة تكمن بعملية الرد القاسي والقمع للمتظاهرين، مما ادى لوقع  عشرات  الجرحى بين الطرفين مما زاد الطين بلة واكسب المتظاهرين عطفا خاص بسبب عمليات القمع التي احرجت الدولة والحكومة دوليا ومحليا والتي اضحت ورقة جديدة لابتزاز الدولة الاوكرانية عالميا لمعاقبتها  .

لقد اخفقت بروكسل في توقيع اتفاق الشراكة مع كييف في قمة فيلنوس اللتوانية في 27-  28نوفمبر \تشرين الثاني الماضي ،فالغرب تراجع امام ضغط موسكو المتزايد على اوكرانيا وتركها وحيدة مفضلا المحافظة على مصالحه الاقتصادية الخاصة التي ترتبط مع موسكو وعدم الدخول في مواجهة لمصلحة عدم توطيد موطئ قدم جدبد لامريكا في اوروبا على حساب المصالح الاوروبية ،وبالتالي فضل الغرب ترك اوكرانيا وحيدة تواجه ابتزاز موسكو مكتفيا باحتضان البرتقاليين وترك باقي الشعب الاوكراني وهذا ما صرح به رئيس بولندا فور انتهئ القمة الاوروبية :”بان اوروبا اخفقت في التفاوض مع كييف من خلال اصرارها على اطلاق يوليا تيومشنكو من السجن كتحقيق مطلب البرتقاليين فقط وترك الشعب” .

طبعا هذا الشيء ازعج الحكومة ودفعها في التلكؤ وعدم توقيع الاتفاقية  ولكن الشيء المميز هو عدم تحمل الغرب لمسوؤليته امام اوكرانيا ومساعدتها على مواجهة الابتزاز الروسي وتحديدا ماليا في تقديم قروض سريعة تنعش الاقتصاد الاوكراني العاجز عن الاستمرار.

اهم الشعارات التي تطلق اليوم في الميدان الجديد ساحة اوروبا ؟سرقة حلم اوكرانيا؟

طبعا هذه الشعارات التي تطلق في ساحة الاعتصام في في كييف بانهم سرقوا حلم الشعب الاوكراني ،والتي تردد وسط كل المتظاهرين هي شعارات سياسة ترفعها المعارضة في حملتها الانتخابية القادمة لتحسين شروطها وسط الناخب الاوكراني ،ولكن الاهم هو شعار موجه ضد روسيا ورئيسها الحالي فلاديمير بوتين في محاولة جديدة من المعارضة الاوكرانية لرفع مستوى العداء بين كييف وموسكو .

فان سرقة  حلم الاوكرانيين يعود بالأساس الى اخفاق الدور الاوروبي في التعامل مع الملف الاوكراني وحصره بفئة خاصة وترك الفئات الاخرى ، فالتفاوض  الذي كانت بروكسل تديرها لم يخلو من الابتزاز التي كانت هي تحاول فرضه على كييف كما حال روسيا، ولكنه كان يبتعد عن الشراكة الاقتصادية وغياب تقديم المعونات الاقتصادية . اوربا لم تكن بالأصل واضحة في عملية التفاوض التي تديرها ، وكأنها تريد ربطها بشروطها القاسية التي فرضتها على كييف وتقديمها هدية مجانية لروسيا .

برأيكم ماذا تريد اوكرانيا من اوروبا بهذه الشراكة المشرقية ؟؟؟

بعد نجاح الثورة البرتقالية في اوكرانيا عام 2005 واستلامها السلطة في البلد رفعت المعارضة شعارا غير مفهوما للعديد من الباحثين والمحللين السياسيين والقائم على عودة اوكرانيا الى اوروبا او الاندماج مع اوروبا باعتبار شعبها جزءا اسياسيا من اوروبا وكان اوكرانيا غير اوروبة،  فالخطير في هذا الشعار هو شعار بالاصل موجه ضد روسيا وعلاقتها التاريخية بأوكرانيا . ركزت هذه القوى كل توجهاتها نحو اتمام الاتفاقية التي اقرت في شباط \فبراير عام 2004 ،والتي تم تاجيلها الى عام 2013 والتي انتهت بالإخفاق .

 اوروبا كانت طوال الفترة الماضية تتهرب من اتمام او انجاح هذه الاتفاقية بالرغم من ضعف روسيا وقتها ،فأوروبا  كانت ولا تزال تريد استخدام اوكرانيا ممرا اجباريا الى روسيا وأسواقها التجارية وموادها الخام .

اوكرانيا التي تعاني من عجز مالي كبير كانت تعقد الامال على الدعم الاوروبي اللا محدود وخاصة في مواجهة روسيا ، وروسيا كانت تدفع بأوكرانيا للحصول على هذا القرض المالي .

لكن لم يتحقق شيء بسبب افلاس اوروبا، وحتى طموح اوكرانيا اضحى امام قرض مالي بسيط  دون فوائد عالية يساعدها في حل مشاكلها الاقتصادية ويساعدها من تحسين اوضاعها الاقتصادية السيئة . لكن الغرب بقى طوال الفترة  الماضية بعيدا عن المشاكل والهموم الاوكرانية التي تتصاعد يوميا ، وصولا الى يوم عقد اتفاق الشراكة التي غابة عن بروكسل خطة اقتصادية تساعد اوكرانيا وتغريها للتوقيع على الاتفاقية  بل حملت خطة سياسية مما دفع بأوكرانيا التلكؤ وعدم  توقيع الاتفاقية والتجو نحو تعزيز العلاقات مع روسيا بالرغم من اناوكرانيا استنجدت بالغرب مؤخرا كي يحميها من الابتزاز الروسي  لكن الغرب هو من قضى على الحلم الاوكراني.

بصفتكم الدراسية التي تتعلق في السياسة الدولية وكونكم على اطلاع على التاريخ الروسي والأوكراني ما هو حدود العلاقة الروسية الاوكرانية الحالية  ؟؟؟

ان العلاقة الاوكرانية الروسية تتعدى خط النفط او تأشيرة مرور ،فالعلاقة اكبر بكثير من ذلك التصغير لأنها علاقة مركبة يصعب لمن لم يعيش عندهم او الغير مطلع على الحقبة التاريخية ان يفهم عمق تلك العلاقة  ، لا يمكن فصل العلاقة السياسية عن مجمل العلاقات” الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية والترابط الاجتماعي واللغوي والقومي”. فالبعض يتصور بان ذهاب اوكرانيا الى الغرب يمكن حل المشكلة وكان الاوكرانيين  ليسوا أوروبين ،لكن المشكلة بان الاوكران شعب سلافي اورثوذكسي بالأغلبية لا يمكن فصله  عن بعض .والدليل على ذلك هوعندم  انهار الاتحاد السوفياتي  قبل 23 سنة، فاوكرانيا لاتزال مرتبطة بروسيا بغض النظر عن اي تصور، مثلا الحركة التغيرية التي حصلت في روسيا ايام الثورة البلشفية  عام 1917-18- في موسكو وبطرسبورغ لم تكن كييف بعيدة عنه بل التحقت به ،وكذلك حركة التغيير الديمقراطي التي حصلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 في بطرسبورغ وموسكو لم تكن اوكرانية بعيدة عنه ،وكذلك الحال اليوم في عملية انتاج محاور اقتصادية ومالية جديدة والتي تقوم تقودها موسكو لا يمكن لأوكرانيا الابتعاد عن هذه التحولات القادمة .

فأوكرانيا تربطها علاقات اقتصادية مع روسيا لا يمكن التخلي عنها بسرعة لكن الغرب وضع اوكرانيا في مأزق حقيقي، فاذا لم تسارع موسكو لتقديم خطة اقتصادية كاملة وسربعة  تساعد اوكرانيا وشعبها في الخروج من هذه الازمة فان مدتها  قد تطول.

فان ضم اوكرانيا لمجموعة الاقتصاد الاوراسي سوف يجعل منها شريكا فعالا في هذا المحور والذي سيساعدها في تصريف انتاجها في كافة دول الاتحاد السوفياتي السابقة .

فحلم الرئيس فكثور يانوكفيتش لن يحلق ابدا في سماء التكتلات والأحلاف الاقتصادية ولن تكون اوكرانيا جسرا للعبور بين الاقتصاد الاوروبي والاقتصاد الاوراسي .

 ما هو موقف موسكو من فشل الاتفاقية وتعامل الحكومة مع المتظاهرين ؟؟؟

لا تخفي موسكو وسياسيها بأنها حققت نصرا دبلوماسيا على اوروبا بعدم تمكينها من توقيع شراكة اقتصادية مع اوروبا ،فموسكو حددت مصير كييف في ربطها القادم بالشراكة الاقتصادية الاوراسية، لكونها استطاعت افشال الغرب من خلال الابتزاز الاقتصادي لاوكرانيا وسكوت الغرب ،وبالتالي هددت افشال اوكرانيا  وكذلك  كافة   “دول الاتحاد السوفياتي السابقة” التي كانت تحاول التوقيع على الشراكة المشرقية،  من هنا جاء رد الرئيس فلاديمير بوتين فور خروج المتظاهرين الى الساحات في 30 نوفمبر\تشرين الثاني الماضي بان هذه المظاهرات التي اندلعت في اوكرانيا ليست ثورة بل هي زعزعت لكيان الدولة و تخريب وزعزعة لحالة الدولة الاوكرانية . ولكن في المقابل على روسيا الاسراع الفوري في دعم الحكومة الاوكرانية سياسيا وماليا ووضع خطة اقتصادية تساعد الشعب للخروج من الجمود المالي ، وبالتالي منع الحكومة الاوكرانية من الدخول في مواجهة مع المتظاهرين التي تخفض اسهماها وترفع اسهم المعارضة من خلال كسب التأيد الشعبي والدولي . والإسراع الفوري لإدانة العنف من الطرفين وبمحاسبة  مرتكبي العنف من الشرطة والمعارضة والإقرار بحق المعارضة بالتظاهر السلمي والتعبير عن اراءها وشجونها وهمومهم بما يكفله الدستور الوطني ،وان لا تكون موسكو شريكا  فعليا في القمع .

دكتور خالد لقد ذكرت نقطة خطيرة  فكيف لموسكو ان تكون شريكا في القمع .

في 11 نوفمبر الماضي تم لقاء بين بوتين ويانوكوفيتش وكانت قمة سريعة في موسكو وبعد هذه القمة تغير مزاج كييف سريعا و شاعت سريعا في وسائل  الاعلام الاوكرانية برفض كييف في التوقيع على قمة الشراكةمع الغرب ، ولكن الذي ابقي سريا   ومبهما  في القمة بين الرئيسان   و ما توصلت اليه القمة من نتائج والتي لم يكشف عن بنودها حتى اليوم .فالواضح جدا بان موسكو فرضت على كييف عدم التوقيع على الشراكة مع اوروبا ولكن مقابل ماذا فهذا السؤال كما يغيره على كييف الاجابة عليه سريعا ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه فان الرئيسان اللذان توصلان الى رفض الشراكة على ماذا تفاهما في كيفية الرد على الشارع . فهل القمع السريع للمتظاهرين كان نتيجة الاتفاق الروسي الاوكرانيا و روسيا تحمي الدولة بممارستها ضد الشعب . سؤال ينتظر الرد عليه من كييف وموسكو ؟ وإذا لا فان موسكو شريكة في القمع التي قد تمارسه الحكومة لاحقا.

لكن الحكومة في كييف كان في اتساعها ان تعمل على عرض الشراكة على استفتاء شعبي  سريع من قبل الاوكران ،وبالتالي هذا الذي يساندها في اتخاذ اي قرار بالرفض او القبول ،وبالتالي عندما خرج المتظاهرين كان على الحكومة ترك الجمهور للتعبير عن مواقفه ورأيها وان لا تعطي للمعارضة البرتقالية اية ورقة لاستخدامها و فهم رسالة المعارضة  الاوكرانية التي تتهيأ للانتخابات القادمة .

اشرح لنا عن اهم القضايا والتي تعتبر مشاكل عالقة بين كييف وموسكو ؟؟؟

بعد رفض التوقيع من قبل كييف على اتفاق الشراكة مع اوروبا فعلى موسكو سريعا رد التحية لكييف والتعامل معها ليس بنبرة الاخ الاكبر وتغير لهجتها معها واعتبارها شريكا وتقديم لها مساعدات فورية وسريعة، وعدم فتح السجال الاعلامي مع المعارضة واقحام نفسها كشريكا في الازمة الداخلية ، وفتح المجال السريع  امام الاستثمار الروسي، وفتح الابواب امام اوكرانيا من اجل الانتعاش الاقتصادي وتقدبم  القرض المالي  السريع .  وهذه الخطوات السريعة  تعطي نوعا من الثقة للشعب الاوكراني الذي يتخوف من دكتاتورية روسيا القادمة .

لكن المشاكل العالقة لا يمكن حلها فورا ، ولاسيما من خلال تشكيل لجان مختصة بين البلدين كي تعطي روسيا صورة واضحة للشعب الاوكراني بأنها قادمة ليست  كسلطة قمعية، وإنما كشريك  حقيقي لهذا الشعب من خلال المصالح المشتركة بين الشعبين وليس من خلال الاشخاص ،فالمشاكل يمكن تلخيصها بالتالي :

– اللغة الروسية التي لم تعطها اوكرانيا اي وجه قانوني كما الجمهوريات السابقة باعتبارها لغة اساسية الى جانب اللغة الام ،
-مشكلة الاقليات الروسية والحاملين للجوازات الروسية الذين يعشون في اوكرانيا وتتعامل معهم اوكرانيا على انهم اجانب و يجب تبديل جوازاتهم للاوكرانية،
-المدارس التي منع فيها الروس من تلقي التدريس باللغة الروسية ،
-منع الاعلام من البث باللغة الروسية ومحاولة بث للقنوات الروسية ولكن بعد ترجمتها للاوكرانية ،
-منع التوظيف لكل حامل شهادة بحال لم يتكلم الاوكرانية.
-مشكلة التصنيع الحربي التي تعتبر اوكرانيا هي المالك والوريث لكل المصانع السوفياتية الحربية والعسكرية وهذا مايدخل اوكرانيا بمشكلة فعلية مع روسيا في محاولة لفتح اسواق جديدة لها مع دول لا ترغب روسيا في التعامل معها وتقرض عليها روسيا حصارا .
مثلا اوكرانيا تزود باكستان بالدبابات حاليا وكذلك السر الثاني هو ” تزو د اوكرانيا بالسلاح للمعارضة السورية الذي يتم شراءه من خلال تزويدها بالغاز القطري الذي يشكل ازمة فعلية لروسيا .
-مركز اسطول البحر الاسود الذي تحاول روسيا ان يكون اسطولها التاريخي المقيم في مدينة سيفاستوبول ان يتم توقيع عقد دائم بينهما لمدة 99 عام ،لان هذه المدينة بالاصل روسية وتم اعطاءها مع جزيرة القرم الى اوكرانيا الاشتراكية وسكانها روس تحاول روسيا ان تتفاهم مع اوكرانيا عليها وكذلك محاولة تقسيم المياه الاقليمة بين اوكرانيا وروسيا في البحر الاسود.

-مشكلة جزيرة القرم والتي تعتبرها روسيا وشعبها من حقها وتم اهدائها الى اوكرانيا عندما كانت دولة واحدة ولكن اليوم اوكرانيا ليست صديقة فهل هذه الجزيرة التي تملك نظام حكم ذاتي تهدد بحال الابتعاد عن روسيا سوف يطالب سكانها بالخروج من اوكرانيا ،وطبعا لاتزال روسيا تدفع للسكان معاش تقاعدي وأموال تساعدهم على البقاء في ظل الانهيار الاقتصادي .

دكتور خالد كيف ترون المزاج الشعبي اليوم في اوكرانيا ؟؟؟

ان الحالة التي تعيشها اوكرانيا ان الغضب الشعبي والثورة المرتدة  او الفورة الشعبية التي تعيشها اوكرانيا ومدنها يمكن بلورتها  في كونها ردة فعل شعبية على عدم تحقيق الشراكة مع اوروبا، لكن بالأساس المشكلة اعمق بكثير من ردة الفعل هذه  بل هو ناتج عن حالة من  الاحباط واليأس الذي يعيشه الشعب الاوكراني خاصة  وعموم شعوب الاتحاد الشوفياتي السابق، وكذلك في ارمينا حليف روسيا التقليدي الذي انتفضت بوجه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين  هذا الملل الذي يحاول ان يعبر عنه  جماهير هذه الشعوب بسبب دكتاتورية بوتين وحزبه في التعاطي مع هذه الدول . جميعهم ثاروا لانهم لم يحققوا مطالبهم الذي ثاروا لاجله ايام الامبراطورية السوفياتية ضد الفساد والرشوة والقمع والدكتاتورية ليعودوا اليوم ليروا بان حلمهم الذي ثاروا من اجله سرق منهم لتعود اليهم من جديد دكتاتوريات وامارات صغيرة ومافيات كبيرة وهذا طبيعي ان ينتج  ردة فعل في اوكرانيا او غيرها  ، ولكن الاوكران صدموا و كانت صدمتهم غير متوقعة بسبب  تعامل الحكومة القمعي معهم ومحاولتها اعتراض تظاهراتم بالقوة والدماء .  

معز ابو الجدائل اعلامي سوري مقيم في روسيا .

 

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …