لقاء خاص مع الدكتور خالد ممدوح العزي الخبير بالاعلام السياسي و الدعاية..
4 نوفمبر, 2012
ملفات خاصة
:الاعلام حرفة ام مهنة
مقابلة مع د كتور خالد ممدوح العزي الخبير بالإعلام السياسي والدعاية …!!!
بطاقة تعريف :
خالد ممدوح العزي إعلامي، ومحاضر جامعي في مادة الإعلام ، صاحب مؤلفات وأبحاث عديدة ،عضو في عدة جمعيات دولية ومحلية، دكتوراه في الصحافة الدولية ، ودكتوراه دولة في العلاقات الدولية “السياسة الخارجية ” من جامعات روسيا الحكومية.
درس في مدارس صيدا الرسمية، ويعمل اليوم في التدريس الجامعي لفرع الاعلام ،وينشر في عدة جرائد إعلامية ومواقع إلكترونية،وضيف على العديد من القنوات الفضائية .
مدينة صيدا في قلب العزي :
دكتور خالد العزي يقول :” لمدينة صيدا فضل كبير عليٌ بسبب احتضانها لي مرتين:
– الأول في الصبا عندما أتيتها مع أهلي مهجرا من قرى الجنوب الفقيرة طلبا للنجدة من نيران الحرب الإسرائيلية التي شنت على جنوب لبنان وأهله، فيها عشت وبمدارسها تعلمت وفيها ترعرعت.
-الثانية عند الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 م. المدينة احتضنتني وكتمت سري بوجه جنود الاحتلال وعملائه، لهذه الأسباب وغيرها أصبحت اعتبر نفسي ابن صيدا، وأتمنى رد الجميل لها الموجود في قلبي.
دور الإعلام في المجتمع :
الإعلام لم يعد اليوم ورقة وقلم،بل تعدى ذلك حتى أصبح جزاء أساسي من حياة الناس ، الجميع اليوم يعيش حياته مع الشاشات، شاشة التلفون ، التلفزيون، الانترنيت ، السينما ، فكل هذه التقنيات الحديثة الذي أضحى الإعلام يسخرها لخدمة المواطن في نقل الخبر إليه بموضعية دون “الفلترة والتقزيم”، في زمن ثورة المعلومات الحديثة . لان مهمة الإعلام كما يشير دكتور عزيز تكمن في النقل الصادق ، للخبر ولكن دون “الرتوش ” التي يستعملها بعض المحررين ، ليصبح عندها الخبر ذات وجه سياسي، مبتعد عن طبيعته التي تفرض على المحررين عملية التحرير في النقل الموضوعي للأخبار، الموضوعية ترك الخبر كما هو ، مهما كان نوع الخبر المنقول يترك “للقارئ أو المستمع” الهامش الحر فيه للخروج بوجهة نظر تخصه وحده دون التأثير عليه من المحرر .
الإعلام والخبر:
الإعلام الزكي هو الذي يترك هامش للديمقراطية التي بدورها تحافظ على عرض وجهات النظر المختلفة من خلال معادلة مهمة ” لنعرض وجهة النظر الأخرى’ لكي يتسنى للجميع من الاطلاع عليها ،وهنا لبد من التأكيد على شيء هام من خلال تطورالتقنية ا لتكنولوجية الحديثة التي أضحت تفرض نفسها على حياة البشرية. الإنسان لم يعد يأتي إلى عند الإعلام وإنما أصبح الإعلام يلبي مطالب الجماهير المتلقية للرسالة الإعلامية اليوم، نستطيع مشاهدة الإخبار من خلال التواصل الممكن وليس من خلال الوقت المحدد للنشرة وإنما من خلال تسجيل مسبق لها ، وإعادة الاستماع إليها، أو من خلال الانترنيت الذي يسمح لنا بمتابعة كل التطورات.
موقع الإعلاميين :
اليوم يتم تسييس الإعلام من خلال سيطرة قوى على وسائل الإعلام الجماهيرية التي وقعت هي أيضا أسيرة الانقسام العمودي الذي يسيطر على البلد، لان الإعلام بين مطرقة المحطات الإخبارية الكبرى التي تسيطر عليها قوى محلية وإقليمية ، ومابين سندان الإعلاميين نفسهم الذين ذهبوا بعيدا جدا، مابين العمل الإعلامي والتحليل السياسي .
السياسة والإعلام:
يستطيع الإعلامي من ممارسة الإعلام والسياسة في نفس الوقت ، ولكن يجب عدم المزج بينهما ، لان الإعلامي تكمن مهمته الأساسية في نقل الخبر بموضوعية إلى المتلقي دون الدخول في فلسفة الخبر وتشريحه ،لكون ذلك يخرج عن مهمة الإعلامي، وحسب النظريات الإعلامية الحديث التي تقول:” بأنه إذا تعذر فانه يمكن للإعلامي التوازي في الخبر”.
أما السياسي هو الذي يحمل وجهة نظر معينة يدافع عنها و يساجل بها مع الآخرين، من خلال الوقائع ، والأحداث ،والأخبار الذي يقوم الإعلام بنقلها ويتلقها السياسي نفسه ، والذي يعمل على تشريح وتحليل هذه الأخبار، محكومة بمخرج للحدث ، والذي يفترض على المتلقي للرسالة الموجه له الاستماع للأفكار المقدمة بعكس الإعلامي الذي يطرح المعلومة ويشرحها للجمهور دون إعطاء وجهة نظر ، وعدم “فلترة أو تقزيم الخبر ، بغض النظر عن وجهة نظر الإعلامي الذي يمتلكها داخليا ، للأسف اليوم، يحل بعض الإعلاميين في لبنان محل السياسيين ويقوموا بمهامهم ويقحمون نفسهم والأعلام في مواقع صعبة جدا، من خلال بيع القلم أو وقوع الإعلامي نفسه في مكان الإعلامي المحارب.
موقع الإعلام اليوم :
يعتبر التلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية في عصرنا هذا نظرا للتطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم الحديث ، من خلال العولمة التي دخلنا بها، ونحنا على أبواب الألفية الثالثة، لم نعد نستطيع أن نعيش دون التلفزيون وخاصة الربط الذي استطاع أن يصنعه بفضل تطور عالم الاتصالات الذي أصبح عالم مرتبط بعالم الإعلام في مهمة مرتبطة فيما بينهما من اجل نقل الخبر إلى المشاهد بموضوعية، لذا تعتبر صحافة الانترنيت أو الصحافة الالكترونية من أسرع الوسائل الإعلامية بالكون من خلال نشر الخبر وترجمته وربطه بسرعة فائقة، و إرساله إلى المتلقي .ولكن الثورات العربية وضعت التلفزيون نفسه في معركة أتبات وجود مع وسائل الاتصال الاجتماعي التي ساهمت بان يكون كل مواطن إعلامي والتي باتت تعرف باسم الصحافي المواطن الذي ساهم إسهاما فاعلا في نقل ونشر الخبر والصورة الى جماهير غفيرة كنت بعيدة كل البعد عن الواقع فما كان من الإعلام الفضائي سوى الدخول في صراع من اجل أتبات وجوده من خلال تطور وسائله الصحافية .
ولكن الدكتور العزي، الذي يظهر ميولا خاصة نحو الإعلام المكتوب بالرغم من المعاناة التي يعيشها الإعلام المكتوب وتدني المستوى الثقافي العام، فالصحافة المكتوبة تبقى الوسيلة الأساسية المعتمدة من قبل الباحثين والأكاديميين، والطلاب والكتاب الخ … وبصفتي أكاديمي وباحث إعلامي، لازلت استخدم الوسائل المكتوبة وكذلك يعتبر العزي، نفسه قارئ شغوف ولكنه لا يعتبر القراءة هواية .
التدريس والكتابة:
يعتبر دكتور العزي بأن العمل الأكاديمي رسالة مهمة جدا في حياة المجتمع، ولكن المهم فيها هو تأهيل أجيال قادرة على مسك المبادرة في مجتمعاتنا المتخلفة ، والتأسيس لبناء أجيال مثقفة متعلمة تتبنى في فكرها مفهوم الوسطية أي فكر الانفتاح والانفتاح هو الذي يخرج بلدنا وقوانا من التخلف والتعصب. فالتدريس النظري لا يتعارض مع العمل التطبيقي في ممارسة الإعلام والكتابة التي يجسدها الإعلامي ويستمد منها خبراته النظرية الذي تعلمها ويجسدها في كتابته المتعددة والمختلفة في كافة ميادين الوسائل الإعلامية التي تكون مثلا حيويا يستخدمها المدرس في تدريسه وتعليم تلاميذه من التجربة الحية التي يقدمها المدرس الإعلامي ويقدمها كخبرة جيدة للأجيال الصاعدة لان التجربة هي أساس في تعليم النظري الذي يبقى بعيدا عن الواقع طالما غابة عنه الخبرة العملية،فالتجربة المختلفة في وسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة والإلكترونية هي التي تساعده في تدريس مادة علم الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديث .
العمل في جمعية “أنتج”:
المشاركة في مشروع” أنتج “الذي اعتبره من المشاريع المهمة جدا في حياتي لان المشروع يدخل في صلب فكرة التثقيف الجماعي، وبناء فكر وسطي جامع مع شرائح مختلفة ، وخاصة شريحة رجال الدين ومعلمو التربية الدينية ، وهذه الشريحة مهمة جدا في المجتمع نظرا لموقعها وتأثيرها على فئات معينة في المجتمع العربي والإسلامي، هؤلاء الذين يملكون قوة تفوق قوة الوسائل الإعلامية المختلفة مجتمعة، قوة المنابر في المساجد، ويحاول العديد استغلال هذه المواقع والشرائح لمصالح شخصية خاصة مستغلين مواقعهم وحيثيتهم الخاصة في المجتمع .
مهمة جمعية “أنتج” إذا العمل الجد على تطوير مناهج المعرفة الصحيحة لدى هذه الشرائح الواسعة في المجتمع ، وتعليمها القراءة المنهجية السليمة لكل شيء مطلوب ،من خلال برامج تدريسية علمية يتولى نشرها مجموعة من الاختصاصيين والمدربين والأكاديميين، و يعتبر دكتور العزي نفسه واحدا منهم ،ويوجه لهم تحية من خلال هذا المنبر الإعلامي المميز.
مهمة التدريب:
المهمة بسيطة جدا حسب قول الدكتور العزي ، ولكنها صعبة جدا في نفس الوقت ، فإنها تكمن في نشر روح التعاون والتدريب العلمي الحديث، لان عملية التمكن من جعل المجموعة تتفاعل وتتشارك في الحوار والنقاش والتفاعل هو الأساس لهذه العملية النفسية التربوية بالدرجة الأولى، والقدرة العالية الذي يجب أن يمتلكها المدرب في أن يكون المركز الذي يتحول حوله الجميع من خلال استطاعة المدرب على تفعيل هذه المجموعة المختلفة والغير متناسقة في المعرفة والمعلومات من التجانس أثناء التدريب، وهذا يعود أساسا إلى القدرات العلمية والثقافية العالية للمدرب والى معرفة ومراعاة ونشر روح التعاون الجماعي في كسب المعلومات الكثيرة بأقل من الوقت، لكي تتمكن هذه الشرائح المدعوة للدورة من الاستفادة الجيدة من مشاريع “أنتج” العلمية .
العزي ينوه بالفكرة المميزة التي طرحتها الجمعية، وعملها الذي يتطلب الوقوف أمامها بجديدة، ” الفكرة الرئيسة في المنهجية المتبعة في عمل الجمعية “وهي :”نشر فكر الوسطية والانفتاح بين كل الشرائح الاجتماعية”، من خلال المجموعات التي نالت العديد من الدورات التدريبية المعدة سابقا مع العديد من المؤسسات التعليمية والدينية، والتي سوف تنال في المستقبل دورها من الجمعية .لان التركيز على تنمية روح الانفتاح بين الجميع من اجل محاربة التعصب .
الختام :
لكن مشاريع “أنتج” ألتعليمة هي مؤلفة من مجموعة مشاريع عدة مهمة جدا لبد من الوقوف أمامها جميعنا بجدية، وننصح المهتمين بالتعرف عليها أكثر بطريقة منفصلة، من خلال الإعلام الذي هو بالأصل شريك في نشر الثقافة والمعرفة والانفتاح على الجميع .
ويشكر دكتور خالد رئيس جمعية أنتج صاحب الدور الأساسي الذي يعتبره صانع هذه الأفكار والمشاريع في أنتج ، الدكتور” صلاح ارقا دان” رئيس جمعية أنتج لأنه الجندي المجهول الذي نشكره ونشكر أفكاره ومشاريعه من خلال هذه المقابلة، علها تفيه جزاء من حقه.
شكرا للموقع على المقابلة شكرا للإعلامي علي ارقا دان
اجرى المقابلة :الاعلامي علي ارقادان.